صفحة جزء
5572 [ ص: 590 ] كتاب الفتن

( 1 ) من كره الخروج في الفتنة وتعوذ عنها

( 1 ) حدثنا أبو عبد الرحمن قال حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة قال : حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة ، قال انتهيت إلى عبد الله بن عمرو وهو جالس في ظل الكعبة والناس عليه مجتمعون ؛ فسمعته يقول : بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر إذ نزلنا منزلا ، فمنا من يضرب خباءه ، ومنا من ينتضل ، ومنا من هو في جشره إذ نادى مناديه : الصلاة جامعة ، فاجتمعنا ، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فخطبنا فقال : إنه لم يكن نبي قبلي إلا كان حق الله عليه أن يدل أمته على ما هو خير لهم ، وينذرهم ما يعلمه شرا لهم ، وإن أمتكم هذه جعلت عافيتها في أولها ، وإن آخرها سيصيبهم بلاء وأمور تنكرونها ؛ فمن ثم تجيء الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه مهلكتي ثم تنكشف ثم تجيء الفتنة ، فيقول المؤمن : هذه ، ثم تنكشف ، فمن سره منكم أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر ، وليأت إلى الناس الذي يحب أن يأتوا إليه ، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه ما استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر ، قال : فأدخلت رأسي من بين الناس ، فقلت : أنشدك بالله ، أسمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال فأشار بيديه إلى أذنيه فقال : فسمعته أذناي ووعاه قلبي ، قال : قلت : هذا ابن عمك ، يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل وأن نقتل أنفسنا ، وقد قال الله : لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام إلى آخر الآية ؛ قال : فجمع يديه فوضعهما على جبهته ثم نكس هنيهة ، ثم قال أطعه في طاعة الله ، واعصه في معصية الله [ ص: 591 ]

( 2 ) حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله إلا أن وكيعا قال : " وسيصيب آخرها بلاء وفتن يرقق بعضها بعضا ، وقال : " من أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتدركه منيته " ثم ذكر مثله .

( 3 ) حدثنا وكيع عن عثمان الشحام قال : حدثنا مسلم بن أبي بكرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنها ستكون فتنة ، المضطجع فيها خير من الجالس ، والجالس خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ، فقال رجل : يا رسول الله ، ما تأمرنا ؟ قال : من كانت له إبل فليلحق بإبله ، ومن كانت له غنم فليلحق بغنمه ، ومن كانت له أرض فليلحق بأرضه ، ومن لم يكن له شيء من ذلك فليعمد إلى سيفه فليضرب بحده على صخرة ثم لينج إن استطاع النجاة .

( 4 ) حدثنا عبد الأعلى وعبيدة بن حميد عن داود عن أبي عثمان عن سعد رفعه عبيدة ولم يرفعه عبد الأعلى قال : تكون فتنة ، القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الساعي ، والساعي خير من الراكب ، والراكب خير من الموضع .

( 5 ) حدثنا وكيع عن حماد بن نجيح عن أبي التياح عن صخر بن بدر عن خالد بن سبيع أو سبيع بن خالد قال : أتيت الكوفة فجلبت منها دواب ؛ فإني لفي مسجدها إذ جاء رجل قد اجتمع الناس عليه ، فقلت : من هذا ؟ قالوا : حذيفة بن اليمان ، قال : فجلست إليه فقال : كان الناس يسألون النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر ، قال : قلت : يا رسول الله ، أرأيت هذا الخير الذي كنا فيه هل كان قبله شر وهل كائن بعده شر ، قال : نعم ، قلت : فما العصمة منه ؟ قال : السيف ، قال : فقلت : يا رسول الله ، فهل بعد السيف من بقية ؟ قال : نعم ، هدنة ، قال : قلت : يا رسول الله ، فما بعد الهدنة ؟ قال : دعاة الضلالة ، فإن رأيت خليفة فالزمه وإن نهك ظهرك ضربا وأخذ مالك ، فإن لم يكن خليفة فالهرب حتى يأتيك الموت وأنت عاض على شجرة ، قال : قلت : يا رسول الله ، فما بعد ذلك ؟ قال : خروج الدجال ، قال : قلت : يا رسول الله ، فما يجيء به الدجال ؟ قال : يجيء بنار ونهر ، فمن وقع في ناره وجب أجره ، وحط وزره ، ومن وقع في نهره [ ص: 592 ] حط أجره ، ووجب وزره ، قال : قلت : يا رسول الله ، فما بعد الدجال ؟ قال : لو أن أحدكم أنتج فرسه ما ركب مهرها حتى تقوم الساعة .

( 6 ) حدثنا أبو أسامة عن سليمان بن المغيرة قال : قال حميد : حدثنا نصر بن عاصم الليثي قال : سمعت حذيفة يقول : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله الناس عن الخير وكنت أسأله عن الشر ، وعرفت أن الخير لن يسبقني ، قال : قلت : يا رسول الله ، هل بعد هذا الخير من شر ؟ قال : يا حذيفة ، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاثا ، قال : قلت : يا رسول الله ، هل بعد هذا الشر خير ؟ قال : يا حذيفة ، تعلم كتاب الله واتبع ما فيه ثلاث مرار ، قال : قلت : يا رسول الله ، هل بعد هذا الخير شر ؟ قال : فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار ، فإن تمت يا حذيفة ، وأنت عاض على جذل خير من أن تتبع أحدا منهم .

( 7 ) حدثنا الفضل بن دكين قال حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن هلال بن خباب قال حدثني عبد الله بن عمرو قال : بينما نحن حول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ ذكر الفتنة أو ذكرت عنده ، قال : فقال : إذا رأيت الناس مرجت عهودهم وخفت أماناتهم ، وكانوا هكذا وشبك بين أصابعه قال : فقمت إليه فقلت : كيف أفعل عند ذلك جعلني الله فداءك ؟ قال : فقال لي : الزم بيتك وأمسك عليك لسانك وخذ بما تعرف وذر ما تنكر ، وعليك بخاصة نفسك ، وذر عنك أمر العامة .

( 8 ) حدثنا عبد الله بن نمير عن يحيى بن سعيد عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري عن أبيه أنه سمع أبا سعيد يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ، مواقع القطر ، يفر بدينه من الفتن .

( 9 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن حميد بن هلال عن حجير بن الربيع قال : قال لي عمران بن حصين : ائت قومك فانههم أن يخفوا في هذا الأمر ، فقلت : إني فيهم لمغمور [ ص: 593 ] وما أنا فيهم بالمطاع ، فأبلغهم عني لأن أكون عبدا حبشيا في أعنز حصبات أرعاها في رأس جبل حتى يدركني الموت أحب إلي من أن أرمي في واحد من الصفين بسهم أخطأت أو أصبت

التالي السابق


الخدمات العلمية