صفحة جزء
5584 ( 208 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن حميد عن أنس أن عبد الله بن سلام سأل النبي صلى الله عليه وسلم : ما أول أشراط الساعة ؟ فقال : أخبرني جبريل آنفا أن نارا تحشرهم من قبل المشرق .

( 209 ) حدثنا أبو خالد الأحمر عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال : قال عمر : أيها الناس ، هاجروا قبل الحبشة ، تخرج من أودية بني علي نار تقبل من قبل اليمن تحشر الناس ، تسير إذا ساروا ، وتقيم إذا أقاموا حتى أنها لتحشر الجعلان حتى تنتهي بهم إلى بصرى ، وحتى إن الرجل ليقع فيقف حتى تأخذه [ ص: 624 ]

( 210 ) حدثنا أبو خالد عن جويبر عن الضحاك قوله يرسل عليكما شواظ من نار قال : نار تخرج من قبل المغرب تحشر الناس حتى إنها لتحشر القردة والخنازير ، تبيت حيث باتوا ، وتقيل حيث قالوا .

( 211 ) حدثنا معاوية بن عمرو عن زائدة عن الأعمش عن عمرو عن عبد الله بن الحارث عن حبيب بن جماز عن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ليت شعري متى تخرج نار من قبل الوراق تضيء لها أعناق الإبل ببصرى بروكا كضوء النهار .

( 212 ) حدثنا أبو عامر العقدي عن علي بن المبارك عن يحيى قال : حدثني أبو قلابة قال : حدثني سالم بن عبد الله قال : حدثني عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت ، تحشر الناس ؛ قالوا : يا رسول الله ، فما تأمرنا ؟ قال : عليكم بالشام .

( 213 ) حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن حبيب عن هذيل بن شرحبيل قال : خطبهم معاوية فقال : يا أيها الناس ، إنكم جئتم فبايعتموني طائعين ؛ ولو بايعتم عبدا حبشيا مجدعا لجئت حتى أبايعه معكم ، فلما نزل عن المنبر قال له عمرو بن العاص : تدري أي شيء جئت به اليوم ؟ زعمت أن الناس بايعوك طائعين ، ولو بايعوا عبدا حبشيا مجدعا لجئت حتى تبايعه معهم ، قال : فندم فعاد إلى المنبر فقال : أيها الناس ، وهل كان أحد أحق بهذا الأمر مني ، وهل هو أحد أحق بهذا الأمر مني ، قال : وابن عمر جالس ، قال : فقال ابن عمر : هممت أن أقول : أحق بهذا الأمر منك من ضربك وأباك عن الإسلام ، ثم خفت أن تكون كلمتي فسادا ؛ وذكرت ما أعد الله في الجنان ، فهون علي ما أقول .

( 214 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه قال : كان قيس بن سعد بن عبادة مع علي على مقدمته ومعه خمسة آلاف قد حلقوا رءوسهم بعدما مات علي ، فلما دخل الحسن في بيعة معاوية أبى قيس أن يدخل ، فقال لأصحابه : ما شئتم ، إن شئتم جالدت بكم أبدا حتى بموت الأعجل ، وإن شئتم أخذت لكم أمانا ، فقالوا : خذ لنا أمانا فأخذ لهم أن لهم كذا وكذا ، وأن لا يعاقبوا بشيء ، وأني رجل منهم ، ولم يأخذ لنفسه خاصة شيئا ، فلما ارتحل نحو المدينة ومضى بأصحابه جعل ينحر لهم كل يوم جزورا حتى بلغ [ ص: 625 ]

( 215 ) حدثنا ابن علية عن حبيب بن شهيد عن محمد بن سيرين قال : كان ابن عمر يقول : رحم الله ابن الزبير ، أراد دنانير الشام ، رحم الله مروان ، أراد دراهم العراق .

( 216 ) حدثنا يحيى بن آدم عن فطر قال حدثنا منذر الثوري عن محمد بن علي بن الحنفية قال : اتقوا هذه الفتن فإنها لا يستشرف لها أحد إلا استبقته ، ألا إن هؤلاء القوم لهم أجل ومدة ، لو اجتمع من في الأرض أن يزيلوا ملكهم لم يقدروا على ذلك ، حتى يكون الله هو الذي يأذن فيه ، أتستطيعون أن تزيلوا هذه الجبال .

( 217 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال : لما بويع لعلي أتاني فقال : إنك امرؤ محبب في أهل الشام ، فإني قد استعملتك عليهم فسر إليهم ، قال : فذكرت القرابة وذكرت الصهر ، فقلت : أما بعد ، فوالله لا أبايعك ، قال : فتركني وخرج ، فلما كان بعد ذلك جاء ابن عمر إلى أمه أم كلثوم فسلم عليها وتوجه إلى مكة فأتى علي ، فقيل له : إن ابن عمر قد توجه إلى الشام فاستنفر الناس ، قال : فإن كان الرجل ليعجل حتى يلقي رداءه في عنق بعيره ، قال : وأتيت أم كلثوم فأخبرت ، فأرسلت إلى أبيها : ما الذي تصنع ؟ قد جاءني الرجل وسلم علي وتوجه إلى مكة ، فتراجع الناس .

( 218 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه قال : دخلت أنا وعبد الله بن الزبير على أسماء قبل قتل عبد الله بن الزبير بعشر ليال وأسماء وجعة ، فقال لها عبد الله : كيف تجدينك ؟ قالت : وجعة ، قال : إن في الموت لعافية ، قالت : لعلك تشتهي موتي ، فلذلك تمناه ، فوالله ما أشتهي أن تموت حتى نأتي على أحد طرفيك ، إما أن تقتل فأحتسبك ، وإما أن تظهر فتقر عيني ، فإياك أن تعرض عليك خطة لا توافقك ، فتقبلها كراهة الموت ، وإنما عنى ابن الزبير ليقتل فيحزنها بذلك .

( 219 ) حدثنا ابن علية عن أيوب عن ابن أبي مليكة قال : أتيت أسماء بعد قتل عبد الله بن الزبير فقالت : بلغني إنهم صلبوا عبد الله منكسا ، وعلقوا معه هرة ، والله إني لوددت أني لا أموت حتى يدفع إلي فأغسله وأحنطه وأكفنه ثم أدفنه ، فما لبثوا أن جاء كتاب عبد الملك أن يدفع إلى أهله ، فأتيت به أسماء فغسلته وحنطته وكفنته ثم دفنته .

( 220 ) حدثنا ابن عيينة عن منصور بن صفية عن أمه قالت : دخل ابن [ ص: 626 ] عمر المسجد وابن الزبير مصلوب ، فقالوا له : هذه أسماء ، فأتاها وذكرها ووعظها وقال : إن الجثة ليست بشيء وإن الأرواح عند الله فاصبري واحتسبي ، فقالت : وما يمنعني من الصبر وقد أهدي رأس يحيى بن زكريا إلى بغي من بغايا بني إسرائيل .

( 221 ) حدثنا خلف بن خليفة عن أبيه قال : أخبرت أن الحجاج حين قتل ابن الزبير جاء به إلى منى فصلبه عند الثنية في بطن الوادي ، ثم قال للناس : انظروا إلى هذا ، هذا شر الأمة ، فقال : إني رأيت ابن عمر جاء على بغلة له فذهب ليدنيها من الجذع فجعلت تنفر فقال لمولى له : ويحك ، خذ بلجامها فأدنها ، قال : فرأيته أدناها فوقف عبد الله بن عمر وهو يقول : رحمك الله إن كنت لصواما قواما ، ولقد أفلحت أمة أنت شرها .

( 222 ) حدثنا أبو أسامة عن الأعمش عن شمر عن هلال بن يساف قال : حدثني البريد الذي جاء برأس المختار إلى عبد الله بن الزبير قال : لما وضعته بين يديه قال : ما حدثني كعب بحديث إلا رأيت مصداقه غير هذا ، فإنه حدثني أن يقتلني رجل من ثقيف ، أراني أنا الذي قتلته .

( 223 ) حدثنا ابن فضيل عن سالم بن أبي حفصة عن منذر قال : كنت عند ابن الحنفية فرأيته يتقلب على فراشه وينفخ ، فقالت له امرأته : ما يكربك من أمر عدوك هذا ابن الزبير ، فقال : والله ما بي عدو الله هذا ابن الزبير ، ولكن بي ما يفعل في حرمه غدا ، قال : ثم رفع يديه إلى السماء ثم قال : اللهم أنت تعلم أني كنت أعلم مما علمتني أنه يخرج منها قتيلا يطاف برأسه في الأمصار أو في الأسواق .

( 224 ) حدثنا محمد بن كناسة عن إسحاق بن سعيد عن أبيه قال : أتى عبد الله بن عمر عبد الله بن الزبير فقال : يا ابن الزبير ، إياك والإلحاد في حرم الله ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إنه سيلحد فيه رجل من قريش لو أن ذنوبه توزن بذنوب الثقلين لرجحت عليه ، فانظر ألا تكونه .

( 225 ) حدثنا محمد بن كناسة عن إسحاق عن أبيه قال : أتى مصعب بن الزبير عبد الله بن عمر وهو يطوف بين الصفا والمروة فقال : من أنت ؟ قال : ابن أخيك مصعب بن الزبير ، قال : صاحب العراق ؟ قال : نعم ، قال : جئت لأسألك عن قوم خلعوا [ ص: 627 ] الطاعة وسفكوا الدماء وجمعوا الأموال فقوتلوا فغلبوا فدخلوا قصرا فتحصنوا فيه ثم سألوا الأمان فأعطوه ثم قتلوا ، قال : وكم العدة ؟ قال : خمسة آلاف ، قال : فسبح ابن عمر عند ذلك وقال : عمرك الله يا ابن الزبير ، لو أن رجلا أتى ماشية الزبير فذبح منها في غداة خمسة آلاف أكنت تراه مسرفا ؟ قال : نعم ، قال : فتراه إسرافا في بهائم لا تدري ما الله ، وتستحله ممن هلل الله يوما واحدا .

( 226 ) حدثنا أبو بكر بن عياش عن أبي حصين قال : ما رأيت رجلا هو أسب منه يعني ابن الزبير .

( 227 ) حدثنا أبو أسامة قال حدثنا هشام عن أبيه أن أهل الشام كانوا يقاتلون ابن الزبير ويصيحون به : يا ابن ذات النطاقين ، فقال ابن الزبير :

تلك شكاة ظاهر عنك عارها

قالت أسماء : عيروك به ، قال نعم ، قالت : فهو والله أحق .

( 228 ) حدثنا جعفر بن عون عن هشام بن عروة أن ابن الزبير كان يشد عليهم حتى يخرجهم عن الأبواب ويقول :

لو كان قرني واحدا كفيته     لسنا على الأعقاب تدمى كلومنا
ولكن على أقدامنا تقطر الدما

.

( 229 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال حدثنا أبو حصين الأسدي عن عامر عن ثابت بن قطبة عن عبد الله قال : الزموا هذه الطاعة والجماعة ، فإنه حبل الله الذي أمر به ، وأن ما تكرهون في الجماعة خير مما تحبون في الفرقة ، إن الله لم يخلق شيئا قط إلا جعل له منتهى ، وإن هذا الدين قد تم ، وإنه صائر إلى نقصان ، وإن أمارة ذلك أن تنقطع الأرحام ، ويؤخذ المال بغير حقه ، وتسفك الدماء ويشتكي ذو القرابة قرابته لا يعود عليه بشيء ، ويطوف السائل بين جمعتين لا يوضع في يده شيء ، فبينما هم كذلك إذ خارت الأرض خوار البقرة يحسب كل أناس أنها خارت من قبلهم ، فبينما الناس كذلك إذ قذفت الأرض بأفلاذ كبدها من الذهب والفضة ، لا ينفع بعد شيء منه ذهب ولا فضة .

( 230 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة عن أبي حصين عن يحيى عن مسروق قال : [ ص: 628 ] أشرف عبد الله على داره فقال : أعظم بها حرمة ، ليحطبن فقيل : من ؟ فقال : أناس يأتون من هاهنا ، وأشار أبو حصين بيده نحو المغرب .

( 231 ) حدثنا حسين بن علي عن زائدة قال حدثنا أبو إسحاق عن أرقم بن يعقوب قال : سمعت عبد الله يقول : كيف أنتم إذا خرجتم من أرضكم هذا إلى جزيرة العرب ومنابت الشيخ ؟ قلت : من يخرجنا من أرضنا ؟ قال : عدو الله .

( 232 ) حدثنا وكيع عن محمد بن قيس عن الشعبي قال : قال حذيفة : كأني بهم مشرفي آذان خيلهم رابطيها بحافتي الفرات .

( 233 ) حدثنا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش عن أبي ظبيان عن حذيفة قال : ما تلاعن قوم قط إلا حق عليهم القول .

( 234 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا يزيد بن عبد العزيز عن الأعمش عن إبراهيم عن همام بن الحارث عن حذيفة قال : ما أبالي على كف من ضربت بعد عمر .

( 235 ) حدثنا محمد بن عبيد عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن أبي عمار قال : قال حذيفة : إن الفتنة لتعرض على القلوب ، فأي قلب أشربها نقط على قلبه نقط سود ، وأي قلب أنكرها نقط على قلبه نقطة بيضاء ، فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا ، فلينظر ، فإن رأى حراما ما كان يراه حلالا أو يرى حلالا ما كان يراه حراما فقد أصابته .

( 236 ) حدثنا يحيى بن آدم قال حدثنا قطبة عن الأعمش عن عمارة بن عمير عن قيس بن سكن عن حذيفة قال : يأتي على الناس زمان لو اعترضتهم في الجمعة نبيل ما أصابت إلا كافرا .

التالي السابق


الخدمات العلمية