إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول

الشوكاني - محمد بن علي بن محمد الشوكاني

صفحة جزء
[ ص: 229 ] فرع آخر : في طريق المعرفة

ويعرف كون الصحابي صحابيا بالتواتر ، والاستفاضة ، وبكونه من المهاجرين أو من الأنصار ، وبخبر صحابي آخر معلوم الصحبة .

واختلفوا هل يقبل قوله : إنه صحابي أم لا ؟

فقال القاضي أبو بكر : يقبل ; لأن وازع العدالة يمنعه من الكذب ، إذا لم يرو عن غيره ما يعارض قوله ، وبه قال ابن الصلاح والنووي .

وتوقف ابن القطان في قبول قوله بأنه صحابي وروي عنه ما يدل على الجزم بعدم القبول ، فقال : ومن يدع الصحبة لا يقبل منه حتى نعلم صحبته ، وإذا علمناها ، فما رواه فهو على السماع حتى نعلم غيره . انتهى .

واعلم أنه لا بد من تقييد قول من قال بقبول خبره أنه صحابي ، بأن تقوم القرائن الدالة على صدق دعواه ، وإلا لزم قبول خبر كثير من الكذابين الذين ادعوا الصحبة .

التالي السابق


الخدمات العلمية