البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
6196 - حدثنا سلمة بن شبيب فيما أحسب ، نا محمد بن معاوية ، نا مسلم بن خالد ، عن شريك بن أبي نمر ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الشهداء ثلاثة :

رجل خرج بنفسه وماله محتسبا في سبيل الله لا يريد أن يقتل ، ولا يقتل ، ولا يقاتل ، يكثر سواد المسلمين ، فإن مات أو قتل غفرت له ذنوبه كلها ، وأجير من عذاب القبر ، ويؤمن من الفزع الأكبر ، ويزوج من الحور العين ، وحلت عليه حلة الكرامة ، ويوضع على رأسه تاج الوقار والخلد .

والثاني : رجل خرج بنفسه وماله محتسبا ، يريد أن يقتل ، ولا يقتل ، فإن مات أو قتل كانت ركبته مع ركبةإبراهيم خليل الرحمن بين يدي الله تبارك وتعالى في مقعد صدق عند مليك مقتدر .

والثالث : رجل خرج بنفسه وماله محتسبا يريد أن يقتل ويقتل ، فإن مات أو قتل جاء يوم القيامة [ ص: 330 ] شاهرا سيفه واضعه على عاتقه ، والناس جاثون على الركب يقولون : ألا أفسحوا لنا ، فإنا قد بذلنا دماءنا لله تبارك وتعالى .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : والذي نفسي بيده لو قال لإبراهيم خليل الرحمن ، أو لنبي من الأنبياء لزحل لهم عن الطريق لما يرى من واجب حقهم حتى يأتوا منابر من نور عن يمين العرش ، فيجلسون عليها ينظرون كيف يقضى بين الناس ، لا يجدون غم الموت ، ولا يقيمون في البرزخ ، ولا تفزعهم الصيحة ، ولا يهمهم الحساب ولا الميزان ولا الصراط ، ينظرون كيف يقضى بين الناس ، ولا يسألون شيئا إلا أعطوا ، ولا يشفعون في شيء إلا شفعوا فيه ، يعطون من الجنة ما أحبوا ، يتبوؤون من الجنة حيث أحبوا .


وهذا الحديث لا نعلمه يروى إلا عن أنس بهذا الطريق ، ومحمد بن معاوية قد حدث بأحاديث لم يتابع عليها ، ولا أحسب هذا الحديث إلا أتى منه ; لأن مسلم بن خالد لم يكن بالحافظ .

التالي السابق


الخدمات العلمية