البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
6964 - حدثنا محمد بن معمر ، نا روح بن أسلم - مات قريبا سنة مائتين وهو ثقة ، نا حماد ، عن ثابت البناني ، عن أنس بن مالك : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أتيت بالبراق ، وهو دابة أبيض ، فوق الحمار ودون البغل ، يضع حافره عند منتهى طرفه ، قال : فركبته فسار بي حتى أتيت باب المقدس ، فربطت الدابة بالحلقة التي يربط بها الأنبياء ، قال : ثم دخلت المسجد فصليت فيه ركعتين ، ثم خرجت ، فجاءني جبريل صلى الله عليه وسلم بإناء من خمر ، وإناء من لبن ، فاخترت اللبن ، فقال جبريل : أصبت الفطرة .

ثم عرج بنا إلى السماء الدنيا ، [ ص: 341 ] فاستفتح جبريل صلى الله عليه وسلم ، فقيل : ومن أنت ؟ قال : أنا جبريل ، فقيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قال : وقد أرسل إليه ؟ قال : قد أرسل إليه ، قال : ففتح لنا ، فإذا أنا بآدم ، فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثانية ، فاستفتح جبريل ، قيل : من أنت ؟ قال : أنا جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قال : وقد أرسل إليه ؟ قال : قد أرسل إليه ، قال : ففتح لنا ، فإذا أنا بابني الخالة عيسى ويحيى ، فرحبا ودعوا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء الثالثة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ، قال : قد أرسل إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بيوسف ، وإذا هو قد أعطي شطر الحسن ، فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا الرابعة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : قد أرسل إليه . قال : ففتح لنا ، فإذا أنا بإدريس ، فرحب ودعا لي بخير ، ثم قال : يقول الله تبارك وتعالى :
ورفعناه مكانا عليا ، قال : ثم عرج بنا إلى السماء الخامسة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ؟ قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : قد أرسل إليه ، قال : ففتح لنا ، فإذا أنا بهارون ، فرحب ودعا لي بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء السادسة ، فاستفتح جبريل ، قيل : من أنت ؟ قال : جبريل قيل : ومن معك ؟ قال : محمد صلى الله عليه وسلم قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : قد أرسل إليه .

ففتح لنا ، فإذا أنا بموسى صلى الله عليه وسلم ، فرحب ودعا بخير ، ثم عرج بنا إلى السماء السابعة ، فاستفتح جبريل ، فقيل : من أنت ؟ قال : جبريل ، قيل : ومن معك ، قال : محمد ، قيل : وقد أرسل إليه ؟ قال : قد أرسل إليه ، ففتح لنا ، فإذا أنا بإبراهيم صلى الله عليه وسلم ، وإذا هو مسند إلى البيت المعمور ، فرحب ودعا لي بخير ، وإذا هو يدخله - يعني البيت المعمور - سبعون ألف ملك ، ثم لا يعودون إليه .

ثم ذهب بي إلى سدرة المنتهى ، فإذا ورقها كآذان الفيلة ، وإذا ثمرها كالقلال ، [ ص: 342 ] فلما غشيها من أمر الله ما غشي ، تغيرت ، فما أحد من خلق الله يستطيع أن ينعتها من حسنها ، فأوحى إلي ما أوحى ، وفرض علي في كل يوم وليلة خمسين صلاة .

فنزلت حتى انتهيت إلى موسى ، فقال : ما فرض ربك على أمتك ؟ قلت : خمسين صلاة في كل يوم وليلة ، فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فإن أمتك لا تطيق ذلك ، وقد بلوت بني إسرائيل وخبرتهم ، قال : فرجعت إلى ربي تبارك وتعالى ، فقلت : أي رب ، خفف عن أمتي ، فحط عني خمسا ، قال : ثم رجعت إلى موسى ، فقال : ما فعلت ؟ قلت : حط عني خمسا ، فقال : إن أمتك لا تطيق ذلك ، فارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فلم أزل أرجع بين ربي وموسى ، يحط خمسا ، حتى قال : يا محمد ، هي خمس صلوات في كل يوم وليلة ، بكل صلاة عشرا ، فتلك خمسون صلاة ، ومن هم بحسنة فلم يعملها ، كتبت له حسنة ، فإن عملها كتبت له عشرا ، ومن هم بسيئة فلم يعملها ، لم تكتب شيئا ، فإن عملها كتبت سيئة واحدة ، قال : فنزلت حتى انتهيت إلى موسى صلى الله عليه وسلم فأخبرته بذلك ، فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فقلت : قد رجعت إلى ربي حتى استحييت
.

التالي السابق


الخدمات العلمية