البحر الزخار المعروف بمسند البزار 10 - 18

البزار - أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق العتكي البزار

صفحة جزء
4129 - حدثنا إبراهيم بن هاني ، قال : نا محمد بن المبارك الصوري ، قال : نا صدقة ، قال : حدثني زيد بن واقد ، عن بسر بن عبيد الله ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : كنت جالسا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ أقبل أبو بكر - رضي الله عنه - آخذا بطرف ثوبه ، قد أبدى عن ركبته ، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " أما صاحبكم - أحسبه قال : - فقد خامر " فأقبل حتى سلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، إنه كان بيني وبين عمر شيء فأسرعت إليه ، ثم إني ندمت على ما كان ، [ ص: 66 ] فسألته أن يغفر لي فأبى ، فتبعته إلى البقيع حتى تحوز بداره مني فأقبلت إليك ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يغفر الله لك أبا بكر ثلاث مرار ، ثم إن عمر ندم حين سأله أبو بكر أن يغفر له فأبى عليه ، ثم خرج من منزله حتى أتى منزل أبي بكر فسأل : هل ثم أبو بكر ؟ قالوا : لا نعلم أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأقبل عمر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى سلم عليه ، فجعل وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتمعر حتى أشفق أبو بكر أن يكون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عمر ما يكره ، فلما رأى ذلك أبو بكر جثى على ركبتيه ، وقال : أنا والله يا رسول الله كنت أظلم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا أيها الناس ، إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صدقت ، فواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو إلي صاحبي " ثلاث مرار .

وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وجه متصل عنه إلا من هذا الوجه ، عن أبي الدرداء وحده . وصدقة صالح الحديث ، من أهل دمشق ، وهو صدقة بن خالد ، وزيد بن واقد ، وبسر بن عبيد الله فقد تقدم ذكرنا لهما .

التالي السابق


الخدمات العلمية