تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
1012 - (ت س) : الحارث بن الحارث الأشعري الشامي له صحبة .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ت س) ، إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات . . . الحديث بطوله وليس له غيره .

روى عنه : أبو سلام الأسود (ت س) .

روى له الترمذي ، والنسائي هذا الحديث .

أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني وغير واحد قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا محمد بن عبدة المصيصي ، قال : حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، قال : حدثنا معاوية بن سلام عن زيد بن سلام عن أبي سلام ، قال حدثني الحارث الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا [ ص: 218 ] بخمس كلمات يعمل بهن ، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فكان يبطئ فقال له عيسى : إنك أمرت بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن فإما أن تأمر بهن وإما أن أقوم أنا فآمرهم بهن ، قال يحيى : إنك إن سبقتني بهن خفت أن أعذب ، أو يخسف بي ، فجمع بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد وحتى جلس الناس على الشرفات فوعظ الناس ، ثم قال : إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن .

أولهن : أن لا تشركوا بالله شيئا ، فإن من أشرك بالله شيئا مثله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق فقال : هذه داري وعملي فأد عملك فجعل يعمل ويؤدي عمله إلى غير سيده فأيكم يحب أن يكون له عبد كذلك يؤدي عمله إلى غير سيده ، وإن الله هو خلقكم ورزقكم فلا تشركوا بالله شيئا .

وإن الله أمركم بالصلاة فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده إذا قام يصلي فلا يصرف وجهه عنه حتى يكون العبد هو يصرف .

وآمركم بالصيام ، وإن مثل الصائم مثل رجل معه صرة مسك فهو في عصابة ليس مع أحد منهم مسك غيره كلهم يشتهي أن [ ص: 219 ] يجد ريحها ، وإن ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .

وآمركم بالصدقة فإن مثلها كمثل رجل أخذه العدو فأسروه فشدوا يده إلى عنقه ، فقدموه ليضربوا عنقه فقال : لا تقتلوني فإني أفدي نفسي منكم بكذا وكذا من المال فأرسلوه فجعل يجمع لهم حتى فدى نفسه فكذلك الصدقة يفتدي بها العبد نفسه من عذاب الله .

وآمركم بكثرة ذكر الله وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو فانطلقوا في طلبه سراعا ، وانطلق حتى أتى حصنا فأحرز نفسه فيه فكذلك مثل الشيطان لا يحرز العباد أنفسهم منه إلا بذكر الله .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا آمركم بخمس كلمات أمرني الله بهن الجماعة ، والسمع والطاعة ، والهجرة والجهاد في سبيل الله عز وجل ، فمن خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ، ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جثا جهنم ، قيل : يا رسول الله وإن صلى وصام؟ قال : نعم وإن صلى وصام فادعوا بدعوة الله التي سماكم بها المسلمين المؤمنين عباد الله
[ ص: 220 ] رواه الترمذي بطوله عن محمد بن إسماعيل البخاري عن موسى بن إسماعيل عن أبان بن يزيد عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام نحوه .

وروى النسائي بعضه من دعا بدعوى الجاهلية إلى آخره عن هشام بن عمار عن محمد بن شعيب بن شابور ، عن معاوية بن سلام ، وقد وقع لنا عاليا جدا من حديث معاوية بن سلام عن أخيه زيد بن سلام ، كأن الصيدلاني شيخ شيخنا حدث به عن الترمذي .

التالي السابق


الخدمات العلمية