تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
7974 - ( ع) : أم الدرداء الصغرى ، زوج أبي الدرداء ، اسمها هجيمة ، ويقال : جهيمة بنت حيي ، ويقال : بنت حي الأوصابية ، ويقال : الوصابية ، ووصاب بطن من حمير . وهي التي مات عنها أبو الدرداء ، وخطبها معاوية فلم تفعل .

روت عن : سلمان الفارسي ( بخ ) ، وفضالة بن عبيد الأنصاري ، وكعب بن عاصم الأشعري ، وزوجها أبي الدرداء ( ع ) ، وأبي هريرة ( ق ) ، وعائشة أم المؤمنين .

روى عنها : إبراهيم بن أبي عبلة ( بخ ) ، والأزهر بن الوليد الحمصي ، وإسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر ( خ م د س ق ) ، وجبير بن نفير الحضرمي ، وهو أكبر منها ، والحارث بن عبيد الله الأنصاري ( بخ ) ، وحبيب بن أبي عمرة ، وحكيم بن كيسان .

ومولاها حيان الدمشقي
، ومولاها خليل الدمشقي ، وراشد بن سعد المقرائي ، ورجاء بن حيوة ، وزيد بن أسلم ( بخ م د ) ، وسالم بن أبي الجعد ( خ د ت ) ، وأبو حازم سلمة بن دينار الأعرج ( م د ) ، وشهر بن حوشب ( بخ ت ق ) ، وصفوان بن عبد الله بن صفوان ( بخ م س ق ) ، وطلحة بن عبيد الله بن كريز ( م د ) ، وعبد الله بن أبي زكريا ( د ) ، وعبد الله بن صفوان ، وعبد ربه بن سليمان بن عمير بن زيتون ( ي ) ، وعثمان بن حيان الدمشقي ( م ق ) ، وعطاء الكيخاراني ( بخ د ت ) ، وعمر بن حيان الدمشقي ( ت ق ) .

وعون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود
( س ) ، ولقمان بن عامر الوصابي ، ومحمد بن يزيد بن عفيف ، ومرزوق أبو بكر التيمي ( ت ) ، ومعاوية بن إسحاق بن طلحة بن عبيد الله ، ومكحول الشامي ( ت ) ، وابن أخيها مهدي بن عبد الرحمن ( ق ) ، وميمون بن مهران الجزري ، ونمران بن عتبة [ ص: 353 ] الذماري ( د ) ، وهلال بن يساف ، وأبو هبيرة يحيى بن عباد الأنصاري ( ق ) ، ويعلى بن مملك ( بخ ت ) ، ويونس بن ميسرة بن حلبس ( د ق ) ، وأبو عمر الصيني ( سي ) على خلاف فيه .

ومولاها أبو عمران الأنصاري
( د ) ، وأبو غالب صاحب أبي أمامة ( بخ ) ، وأبو قلابة الجرمي ، وأبو مرحوم .

قال أبو الحسن بن سميع : في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام أم الدرداء هجيمة بنت حيي الأشعرية ، من أوصاب من حمير .

وقال أبو زرعة الدمشقي : سمعت أبا مسهر يقول : أم الدرداء هجيمة بنت حيي الوصابية ، وأم الدرداء الكبرى خيرة بنت أبي حدرد .

وقال الحافظ أبو عبد الله بن منده : سمعت أبا أحمد العسال يقول في تسمية من يجمع حديثه : أم الدرداء حديثها وكلامها ، وهي الصغرى ، من أهل دمشق التي يروى عنها الحديث الكثير .

وقال أبو نصر الكلاباذي : هجيمة بنت حيي الوصابية قبيلة من حمير ، أم الدرداء الصغرى الفقيهة . وأم الدرداء الكبرى لها صحبة ، واسمها خيرة بنت أبي حدرد أخت عبد الله بن أبي حدرد ، واسمه عبد . وقال عمرو بن علي : اسمه سلامة .

[ ص: 354 ] وكذلك قال الواقدي ، وهي أم بلال بن أبي الدرداء ، وماتت قبل أبي الدرداء ، وهما جميعا كانتا تحت أبي الدرداء فيما يقال .

وقال الوليد بن مسلم ، عن عثمان بن أبي العاتكة ، وابن جابر : كانت أم الدرداء يتيمة في حجر أبي الدرداء ، تختلف مع أبي الدرداء في برنس ، تصلي في صفوف الرجال ، وتجلس في حلق القراء تعلم القرآن حتى قال أبو الدرداء يوما : الحقي بصفوف النساء .

وقال أبو عتبة أحمد بن الفرج ، عن بقية بن الوليد : أن إبراهيم بن أدهم قال : قال أبو الدرداء لأم الدرداء : إذا غضبت أرضيتك ، وإذا غضبت فأرضيني ; فإنك إن لم تفعلي ذلك فما أسرع ما نتفرق . ثم قال إبراهيم بن أدهم لبقية : يا أخي ، وكان يؤاخيه ، هكذا الإخوان إن لم يكونوا كذا ، ما أسرع ما يتفرقون .

وقال أبو الزاهرية ، عن جبير بن نفير ، عن أم الدرداء : أنها قالت لأبي الدرداء عند الموت : إنك خطبتني إلى أبوي في الدنيا فأنكحوني ، وإني أخطبك إلى نفسك في الآخرة . قال : فلا تنكحي بعدي . فخطبها معاوية بن أبي سفيان ، فأخبرته بالذي كان ، فقال : عليك بالصيام .

وقال فرج بن فضالة ، عن لقمان بن عامر ، عن أم الدرداء أنها قالت : اللهم إن أبا الدرداء خطبني فتزوجني في الدنيا . اللهم ، وأنا أخطبه إليك ، وأسألك أن تزوجنيه في الجنة ! فقال لها أبو الدرداء : فإن أردت ذلك ، وكنت أنا الأول - فلا تتزوجي بعدي .

قال : فمات أبو الدرداء ، وكان لها حسن وجمال ، فخطبها معاوية ، فقالت : [ ص: 355 ] لا ، والله لا أتزوج زوجا في الدنيا حتى أتزوج أبا الدرداء - إن شاء الله - في الجنة !

وقال ثور بن يزيد عن مكحول : كانت أم الدرداء تجلس في الصلاة جلسة الرجل ، وكانت فقيهة .

وقال الأوزاعي عن جسر بن الحسن ، عن عون بن عبد الله بن عتبة : جلسنا إلى أم الدرداء فقلنا لها : أمللناك ؟ فقالت : أمللتموني ! لقد طلبت العبادة في كل شيء ، فما أصبت لنفسي شيئا أشفى من مجالسة العلماء ومذاكرتهم . ثم اجتنبت ، وأمرت رجلا يقرأ ( ولقد وصلنا لهم القول ) .

وقال المسعودي عن عون بن عبد الله : كنا نأتي أم الدرداء ، فنذكر الله عندها . قال : فاتكأت ذات يوم فقيل لها : لعلنا أن نكون قد أمللناك يا أم الدرداء ؟ فجلست فقالت : أزعمتم أنكم قد أمللتموني ، وقد طلبت العبادة في كل شيء ، فما وجدت شيئا أشفى لصدري ولا أجري أن أدرك به ما أريد من مجالسة أهل الذكر .

وقال إسماعيل بن عياش عن حجاج بن مهاجر الخولاني ، عن أبي مرحوم : سمعت أم الدرداء تقول : أفضل العلم المعرفة .

وقال عبد ربه بن سليمان بن عمير بن زيتون : كانت أم الدرداء تكتب لي في لوحي فيما تعلمني من الحكمة : تعلموا الحكمة صغارا تعملوا بها كبارا ، وإن كل زارع حاصد ما زرع من خير أو شر .

وقال عبد العزيز بن الوليد بن سليمان بن أبي السائب عن [ ص: 356 ] أبيه : أن أم الدرداء كانت تشدق إذا قرأت .

وقال أبو المليح الرقي ، عن ميمون بن مهران : دخلت على أم الدرداء ، فرأيتها مختمرة بخمار صفيق قد ضربت على حاجبها ، وكان فيه قصر ، فوصلته بسير .

قال : وما دخلت عليها في ساعة صلاة إلا وجدتها مصلية .

وقال الهيثم بن عمران العنسي : سمعت إسماعيل بن عبيد الله ، ويونس بن حلبس قالا : كن النساء يتعبدن مع أم الدرداء ، فإذا ضعفن عن القيام في صلاتهن تعلقن بالحبال .

وقال عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، عن عثمان بن حيان ، مولى أم الدرداء : سمعت أم الدرداء تقول : ما بال أحدكم يقول : اللهم ارزقني ، وقد علم أن الله لا يمطر عليه من السماء دينارا ولا درهما ، وإنما يرزق بعضهم من بعض ; فمن أعطي شيئا فليقبله ، فإن كان عنه غنيا فليضعه في ذي الحاجة من إخوانه ، وإن كان فقيرا فليستعن به على حاجته ، ولا يرد على الله رزقه الذي رزقه .

وقال معاوية بن صالح ، عن ربيعة بن يزيد ، وإسماعيل بن عبيد الله ، عن أم الدرداء : أنها قالت : ولذكر الله أكبر ، إن صليت فهو من ذكر الله ، وإن صمت فهو من ذكر الله ، وكل خير تعمله فهو من ذكر الله ، وكل شر تجتنبه فهو من ذكر الله ، وأفضل ذلك تسبيح الله عز وجل .

وقال رديح بن عطية المقدسي ، عن إبراهيم بن أبي عبلة ، [ ص: 357 ] عن أم الدرداء - أن رجلا أتاها فقال : إن رجلا قد نال منك عند عبد الملك ، فقالت : إن نؤبن بما ليس فينا فطالما زكينا بما ليس فينا .

قال : ورأيت أم الدرداء تصلي متربعة .

وقال محمد بن القاسم الأسدي ، عن ثور بن يزيد ، عن زياد بن أبي سودة : عوتبت أم الدرداء في شيء ، فقالت : إني أدركت زمانا انتقص الناس فيه ، فانتقصت معهم .

وقال سعيد بن عبد العزيز ، عن إسماعيل بن عبيد الله : قالت لي أم الدرداء : ما يقول الناس في الحارث الكذاب ؟ قال إسماعيل : يا أمه ، يزعمون أنك قد بايعته . قال : فلم تسأل أم الدرداء من الذي قال ; لئلا يكون في صدرها غل لأحد .

وقال عبد الله بن المبارك : أخبرنا إسماعيل بن عياش ، قال : أخبرني عبد الله أو عبيد الله بن سليمان ، عن عثمان بن حيان ، قال : أكلنا مع أم الدرداء طعاما ، فأغفلنا الحمد لله ، فقالت : يا بني ، لا تدعوا أن تؤدموا طعامكم بذكر الله ، أكل وحمد خير من أكل وصمت .

أخبرنا بذلك أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري في آخرين ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب ابن البناء ، قال : أخبرنا أبو محمد الجوهري ، قال : أخبرنا أبو عمر بن حيويه ، وأبو بكر بن إسماعيل الوراق ، قالا : أخبرنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك . فذكره .

قال عبد ربه بن سليمان بن زيتون : حجت أم الدرداء سنة إحدى وثمانين .

[ ص: 358 ] روى لها الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية