تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
103 - (س) : أحمد بن محمد بن هانئ الطائي ، ويقال : الكلبي ، أبو بكر الأثرم البغدادي الإسكافي الفقيه الحافظ ، صاحب أحمد بن حنبل خراساني الأصل .

روى عن : أحمد بن جواس الحنفي ، وأحمد بن الحجاج [ ص: 477 ] الشيباني المروزي ، وأحمد بن حنبل ، وأحمد بن أبي الطيب المروزي ، وأحمد بن عمر الوكيعي ، وبشار بن موسى الخفاف ، وحرمي بن حفص ، وأبي توبة الربيع بن نافع الحلبي ، وسليمان بن حرب ، وسنيد بن داود المصيصي ، وعبد الله بن بكر السهمي ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي ، وعبيد الله بن محمد العيشي (س) ، وعفان بن مسلم الصفار ، وغسان بن الفضل السجستاني ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، ومعاوية بن عمرو الأزدي ، ونعيم بن حماد الخزاعي ، وأبي بكر بن أبي شيبة ، وأبي الوليد الطيالسي في آخرين .

روى عنه : النسائي ، وأحمد بن محمد بن ساكن الزنجاني ، وعلي بن أبي طاهر القزويني ، وعمر بن محمد بن عيسى الجوهري ، ومحمد بن جعفر الراشدي ، وموسى بن هارون الحافظ ، ويحيى بن محمد بن صاعد وغيرهم .

قال بشر بن أحمد الإسفرائيني ، عن عبد الله بن محمد بن سيار الفرهياني : سمعت عباسا العنبري يقول : ما قدم علينا مثل عمرو بن منصور ، وأبي بكر الوراق ، فقلت : من أبو بكر ؟ فقال : الأثرم ، فقلت أنا له : لا نرضى أن تقرن صاحبنا بالأثرم ، أي : إن هذا فوقه .

وقال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال : أخبرني عبد [ ص: 478 ] الله بن محمد ، قال : سمعت سعيد بن عتاب يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : كان أحد أبوي الأثرم جنيا .

وقال الخلال أيضا : أخبرني أحمد بن محمد بن صدقة قال : سمعت جعفر بن إشكاب قال : سمعت يحيى بن أيوب - وذكر الأثرم - فقال : أحد أبويه جني .

وقال الخلال أيضا : أخبرني أبو بكر بن صدقة قال : سمعت إبراهيم الأصبهاني يقول : الأثرم أحفظ من أبي زرعة الرازي وأتقن .

قال الخلال : وكان عاصم بن علي بن عاصم لما قدم بغداد طلب رجلا يخرج له فوائد يمليها فلم يوجد له في ذلك الوقت إلا أبو بكر الأثرم ، فكأنه لما رآه لم يقع منه بموقع لحداثة سنه ، فقال له : أخرج كتبك ، فجعل يقول له : هذا الحديث خطأ ، وهذا الحديث كذا ، وهذا غلط ، وأشياء نحو هذا ، فسر عاصم به ، وأملى قريبا من خمسين مجلسا فعرضت على أحمد بن حنبل فقال : هذه أحاديث صحاح ، وكان يعرف الحديث ، ويحفظه ، ويعمل الأبواب ، والمسند ، فلما صحب أحمد بن حنبل ترك كل ذاك ، وأقبل على مذهب أبي عبد الله فسمعت أبا بكر المروذي يقول : قال الأثرم : كنت أحفظ يعني الفقه والاختلاف ، فلما صحبت أحمد بن حنبل تركت ذاك كله ، وليس أخالف أبا عبد الله إلا في مسألة واحدة - ذكرها المروذي - قال : فقلت له : فلا تخالفه أيضا في هذه المسألة .

قال : وكان معه تيقظ عجيب جدا .

[ ص: 479 ] قال : وأخبرني أبو بكر بن صدقة قال : سمعت أبا القاسم ابن الجبلي قال : قدم رجاء - يعني ابن مرجى - فقال لي : أريد رجلا يكتب لي من كتاب الصلاة ما ليس في كتب ابن أبي شيبة ، قال : فقلنا : - أو فقالوا له - ليس لك إلا أبو بكر الأثرم ، فوجه إليه ورقا ، فكتب ست مائة ورقة من كتاب الصلاة ، فنظرنا فإذا ليس في كتاب ابن أبي شيبة منه شيء .

وقال أبو حاتم بن حبان في كتاب الثقات : أصله خراساني ، حدثنا عنه الناس ، كان من خيار عباد الله من أصحاب أحمد بن حنبل ، ممن روى عنه المسائل ، حدثنا عنه جماعة من شيوخنا .

وقال الحافظ أبو بكر الخطيب : له كتاب في علل الحديث ، ومسائل أحمد بن حنبل تدل على علمه ومعرفته .

وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي : سمعت أبا علي صالح بن محمد البغدادي يقول : كان أصحابنا ينكرون على الأثرم كتاب " العلل " لأحمد بن حنبل .

وقال أبو عوانة الإسفرائيني عن أبي بكر المروذي ، وسألته - يعني أحمد بن حنبل - عن أبي بكر الأثرم ، قلت : نهيت أن يكتب عنه ؟ ! قال : لم أقل إنه لا يكتب عنه الحديث ، إنما أكره هذه المسائل .

قال الخطيب : وكان الأثرم من إسكاف بني الجنيد ، وبها مات فيما ذكر لي أبو يعلى محمد بن الحسين ابن الفراء ، وقال لي : حدثني من رأى قبره هناك .

[ ص: 480 ] روى عنه : النسائي في كتاب الطب حديثا واحدا عن العيشي عن حماد بن سلمة ، عن حميد ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا حم أحدكم فليسن عليه الماء البارد من السحر ثلاثا " .

التالي السابق


الخدمات العلمية