تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
1238 - (بخ م 4) : الحسن بن صالح بن صالح بن حي ، وهو حيان بن شفي بن هني بن رافع الهمداني الثوري ، أبو عبد الله [ ص: 178 ] الكوفي العابد ، أخو علي بن صالح .

وقال البخاري : الحسن بن صالح بن صالح بن مسلم بن حيان ، وهو ابن حي ، ويقال : "حي" لقب .

أخو علي ، وله أخ أيضا يقال له : منصور بن صالح .

وقال أبو أحمد بن عدي : الحسن بن صالح بن صالح بن حي بن مسلم بن حيان .

روى عن : أبان بن أبي عياش البصري ، وإبراهيم بن مهاجر البجلي ، والأجلح بن عبد الله الكندي ، وإسماعيل بن عبد الرحمن السدي (م د س) ، وأشعث بن سوار ، وبكير بن عامر البجلي (د) ، وأبي بشر بيان بن بشر الأحمسي (عس) ، وجابر بن يزيد الجعفي (ق) ، والحسن بن عمرو الفقيمي ، وخالد بن الفزر (د) ، وسعيد بن أبي عروبة (س) ، وسلمة بن كهيل (بخ عس) ، وسماك بن حرب (م) ، وسهيل بن أبي صالح ، وشعبة بن الحجاج (س) ، وأبيه صالح بن صالح بن حي (د سي) ، وعاصم بن بهدلة (س) ، وعاصم بن عبيد الله العمري ، وعاصم الأحول (م) ، [ ص: 179 ] وعبد الله بن دينار ، وعبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى (س) ، وعبد الله بن محمد بن عقيل (د ت ق) ، وعبد الجبار بن العباس الشبامي ، وعبد العزيز بن رفيع (مد) ، وعبد الكريم بن سليط ، وعبيدة بن معتب الضبي ، وعثمان بن عبد الله بن موهب ، وعطاء بن السائب ، وعلي بن الأقمر ، وعمر بن سعيد (ق) ، ويقال : محمد بن سعيد ، وعمرو بن دينار (س) ، وأبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي (س) ، وفراس بن يحيى الهمداني ، وقيس بن مسلم ، وليث بن أبي سليم (ت) ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، ومحمد بن سالم الكوفي ، ومحمد بن عجلان ، ومحمد بن عمرو بن علقمة (س) ، ومسلم بن كيسان الملائي الأعور (ق) ، وأبي المهلب مطرح بن يزيد ، ومنصور بن المعتمر (س) ، وموسى الجهني (ص) ، وهارون بن سعد العجلي (م) ، وهارون أبي محمد (ت) ، ويزيد بن طهمان (مد) ، وأبي ربيعة الإيادي (ت) ، وأبي هارون العبدي .

روى عنه : أحمد بن عبد الله بن يونس (د) ، وإسحاق بن منصور السلولي (س) ، وأسود بن عامر شاذان (د س) ، والجراح بن مليح الرؤاسي وهو من أقرانه ، والحسن بن عطية القرشي ، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي (م مد ت عس) ، وسلمة بن عبد الملك العوصي (س) ، وطلق بن غنام النخعي ، [ ص: 180 ] وعبد الله بن داود الخريبي (س) ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الرحمن بن مصعب القطان ، وعبد العزيز بن الخطاب ، وعبيد الله بن موسى (م د س ق) ، وعثمان بن حكيم الأودي (س) ، وعثمان بن سعيد بن مرة المري ، وعلي بن الجعد ، وأخوه علي بن صالح بن حي ، وعمر بن أيوب الموصلي ، وعمرو بن جميع قاضي حلوان ، وأبو نعيم الفضل بن دكين (س) ، وقبيصة بن عقبة ، وأبو غسان مالك بن إسماعيل (ق) ، وأبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري ، ومصعب بن المقدام (ت س) ، ووكيع بن الجراح (د ت ق) ، ويحيى بن آدم (بخ م د ت سي) ، ويحيى بن أبي بكير ، ويحيى بن فضيل ، ويونس بن أرقم .

قال محمد بن عبد الله بن عمار الموصلي ، عن يحيى بن سعيد القطان : كان سفيان الثوري سيئ الرأي في الحسن بن حي .

وقال زكريا بن يحيى الساجي ، عن أحمد بن محمد البغدادي - أظنه أبا بكر الأثرم - : سمعت أبا نعيم يقول : دخل الثوري يوم الجمعة من الباب القبلي ، فإذا الحسن بن صالح يصلي ، قال : نعوذ بالله من خشوع النفاق ، وأخذ نعليه ، فتحول إلى سارية أخرى .

وقال العلاء بن عمرو الحنفي ، عن زافر بن سليمان : أردت الحج ، فقال لي الحسن بن صالح : إن لقيت أبا عبد الله سفيان [ ص: 181 ] الثوري بمكة ، فأقرئه مني السلام ، وقل : أنا على الأمر الأول ، قال : فلقيت سفيان في الطواف ، قال : قلت : إن أخاك الحسن بن صالح يقرأ عليك السلام ، ويقول : أنا على الأمر الأول ، قال : فما بال الجمعة ، فما بال الجمعة .

وقال عبيد بن يعيش ، عن خلاد بن يزيد الجعفي : جاءني سفيان بن سعيد إلى ها هنا ، فقال : الحسن بن صالح مع ما سمع من العلم وفقه يترك الجمعة ، ثم قام فذهب .

وقال عبد الله بن غنام بن حفص بن غياث النخعي ، عن أبي سعيد الأشج : سمعت ابن إدريس يقول : ما أنا وابن حي لا يرى جمعة ولا جهادا .

وقال محمود بن غيلان ، عن أبي نعيم : ذكر الحسن بن صالح عند الثوري ، فقال : ذاك رجل يرى السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم .

وقال الحسن بن علي الخلال ، عن أبي صالح الفراء : سمعت يوسف بن أسباط يقول : كان الحسن بن حي يرى السيف .

وقال الحسن بن الربيع البوراني ، عن عبد الله بن داود الخريبي : شهدت حسن بن صالح وأخاه وشريك معهم واجتمعوا [ ص: 182 ] إليه إلى الصباح في السيف .

وقال أبو جعفر العقيلي ، عن الفضل بن أحمد ، عن محمد بن المثنى : سمعت بشر بن الحارث ، وذكر له أبو بكر الصوفي ، فقال : سمعت حفص بن غياث يقول : هؤلاء يرون السيف ، أحسبه عنى ابن حي وأصحابه ، ثم قال أبو نصر : هات من لم ير السيف من أهل زمانك كلهم إلا قليل ، ولا يرون الصلاة أيضا ، ثم قال : كان زائدة يجلس في المسجد يحذر الناس من ابن حي وأصحابه ، قال : وكانوا يرون السيف .

وقال الحسن بن علي ، عن أبي صالح الفراء : حكيت ليوسف بن أسباط عن وكيع شيئا من أمر الفتن ، فقال : ذاك يشبه أستاذه - يعني الحسن بن حي - ، قال ، فقلت ليوسف : أما تخاف أن تكون هذه غيبة ؟ فقال : لم يا أحمق ؟ أنا خير لهؤلاء من آبائهم وأمهاتهم ، أنا أنهى الناس أن يعملوا بما أحدثوا فتتبعهم أوزارهم ، ومن أطراهم كان أضر عليهم .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبا معمر يقول : كنا عند وكيع ، فكان إذا حدث عن حسن بن صالح أمسكنا أيدينا فلم نكتب ، فقال : ما لكم لا تكتبون حديث حسن ؟ فقال له أخي [ ص: 183 ] بيده هكذا - يعني أنه كان يرى السيف - ، فسكت وكيع .

وقال أحمد بن يحيى الصوفي ، عن جعفر بن محمد بن عبيد الله بن موسى : سمعت جدي عبيد الله بن موسى يقول : كنت أقرأ على علي بن صالح ، فلما بلغت إلى قوله (تعالى فلا تعجل عليهم سقط الحسن بن صالح يخور كما يخور الثور ، فقام إليه علي فرفعه ومسح وجهه ، ورش عليه الماء وأسنده إليه .

وقال أبو داود ، عن أبي سعيد الأشج : سمعت عبد الله بن إدريس ، وذكر له صعق الحسن بن صالح ، فقال : تبسم سفيان أحب إلينا من صعق الحسن بن صالح .

وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري ، عن أبي أسامة : أتيت حسن بن صالح فجعل أصحابه يقولون : لا إله إلا الله ، لا إله إلا الله ، فقلت : ما لي ، كفرت ! ؟ ، قال : لا ، ولكن ينقمون عليك صحبة مالك بن مغول وزائدة ، قال : قلت : وأنت تقول هذا ؟ إنك رجل لا جلست إليك أبدا .

وقال محمد بن إسماعيل الأصبهاني ، عن علي بن الجعد : كنت مع زائدة في طريق مكة ، فقال لنا يوما أيكم يحفظ عن مغيرة عن إبراهيم أنه توضأ بكوز الحب مرتين ؟ ، قال : فلو قلت : حدثنا شريك أو سفيان كنت قد استرحت ، ولكن قلت : حدثنا الحسن بن صالح عن مغيرة ، قال : والحسن بن صالح أيضا ؟ لا حدثتك بحديث أبدا .

[ ص: 184 ] وقال أبو معمر الهذلي ، عن أبي أسامة : سمعت زائدة يقول : إن ابن حي هذا قد استصلب منذ زمان وما نجد أحدا يصلبه .

وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري ، عن خلف بن تميم : كان زائدة يستتيب من أتى حسن بن صالح .

وقال الساجي ، عن أحمد بن محمد : سمعت أحمد بن يونس يقول : لو لم يولد الحسن بن صالح كان خيرا له ، يترك الجمعة ، ويرى السيف ، جالسته عشرين سنة وما رأيته رفع رأسه إلى السماء ولا ذكر الدنيا .

وقال أبو موسى محمد بن المثنى : ما سمعت يحيى ولا عبد الرحمن حدثا عن الحسن بن صالح بشيء قط ولا عن علي بن صالح .

وقال عمرو بن علي : سألت عبد الرحمن عن حديث من حديث الحسن بن صالح ، فأبى أن يحدثني به ، وقد كان يحدث عنه ثلاثة أحاديث ، ثم تركه ، قال : وذكره يحيى بن سعيد ، فقال : لم يكن بالسكة .

وقال علي بن حرب الموصلي ، عن أبيه قلت لعبد الله بن داود الخريبي : إنك لكثير الحديث عن ابن حي ، قال : أقضي به ذمام أصحاب الحديث ، لم يكن شيء ! لم يكن شيء ! .

[ ص: 185 ] وقال نصر بن علي الجهضمي : كنت عند عبد الله بن داود وعنده أبو أحمد الزبيري فجعل أبو أحمد يفخم الحسن بن صالح ، فقال له ابن داود : متعت بك ، نحن أعلم بحسن منك ، إن حسنا كان معجبا ، والمعجب : الأحمق .

وقال الهيثم بن خلف الدوري : حدثنا أبو عبيدة بن أبي السفر ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن سالم ، قال : سمعت رشيدا الخباز - وكان عبدا صالحا ، وقد رآه أبو عبيدة - قال : خرج مع مولاي إلى مكة فجاور سنة إذ ، وكان سفيان مجاورا بها تلك السنة ، وكان مولاي يروح إليه بالعشي يتحدث عنده وأنا معه ، فلما كان ذات يوم جاء إنسان فقال لسفيان : يا أبا عبد الله ، قدم اليوم حسن وعلي ابنا صالح ، قال : وأين هما ؟ قال : في الطواف ، قال : فإذا مرا فأرينهما ، قال : فمر أحدهما ، فقال : هذا علي ، ثم مر الآخر ، فقال : هذا حسن ، فقال سفيان : أما الأول فصاحب آخرة ، وأما الآخر - يعني حسنا - فصاحب سيف لا يملأ جوفه شيء ، قال : فتقدم إليه رجل ممن كان معنا فذهب إلى علي فأخبره الخبر ، فلما كان من الغد مضى مولاي إلى علي يسلم عليه وجاء سفيان يسلم عليه ، فقال له علي : يا أبا عبد الله ، ما حملك على أن ذكرت أخي أمس بما ذكرته ؟ أيش يؤمنك أن تبلغ هذه الكلمة ابن أبي جعفر فيبعث إليه فيقتله ؟ فقال : فنظرت إلى سفيان وهو يقول : أستغفر الله ، وجادتا عيناه .

[ ص: 186 ] وقال الحميدي ، عن سفيان بن عيينة : حدثنا صالح بن حي وكان خيرا من ابنيه ، وكان علي خيرهما .

وقال محمد بن علي الوراق : سألت أبا عبد الله أحمد بن حنبل ، عن الحسن بن صالح كيف حديثه ؟ فقال : ثقة ، وأخوه علي ثقة ، ولكنه قدم موته .

وقال أبو الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل : علي بن صالح صالح الحديث ، ولكن حسن بن صالح أخوه .

وقال علي بن الحسن الهسنجاني ، عن أحمد بن حنبل : الحسن بن صالح صحيح الرواية ، متفقه ، صائن لنفسه في الحديث والورع .

وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل : سمعت أبي يقول : الحسن بن صالح أثبت في الحديث من شريك .

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : الحسن بن صالح ثقة .

وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد ، عن يحيى : ثقة مأمون .

[ ص: 187 ] وقال أحمد بن سعد بن أبي مريم ، عن يحيى : ثقة مستقيم الحديث .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى : يكتب رأي الحسن بن صالح ورأي الأوزاعي ، وهؤلاء ثقات .

قال : وسألت يحيى عن الحسن بن صالح ، فقال : ثقة .

وقال عثمان بن سعيد الدارمي : قلت ليحيى بن معين : فعلي بن صالح أحب إليك أو الحسن بن صالح ؟ فقال : كلاهما مأمونين ثقتين .

وقال أبو زرعة : اجتمع فيه إتقان وفقه وعبادة وزهد .

وقال أبو حاتم : ثقة ، حافظ ، متقن .

وقال النسائي : ثقة .

وقال الساجي ، عن أحمد بن محمد ، عن أحمد بن حنبل : قال وكيع : حدثنا الحسن ، قيل : من الحسن ؟ ، قال : الحسن بن [ ص: 188 ] صالح الذي لو رأيته ذكرت سعيد بن جبير أو شبهته بسعيد بن جبير .

وقال أبو زرعة الدمشقي ، عن أحمد بن أبي الحواري : سمعت وكيعا يقول : لا يبالي من رأى الحسن بن صالح أن لا يرى الربيع بن خثيم .

وقال أحمد بن عثمان بن حكيم الأودي ، عن أبي يزيد عبد الرحمن بن مصعب المعني : صحبت السادة ، سفيان الثوري ، وصحبت ابني حي - يعني : عليا والحسن - ابني صالح بن حي ، وصحبت وهيب بن الورد .

وقال عيسى بن أبي حرب الصفار ، عن يحيى بن أبي بكير : قلنا للحسن بن صالح : صف لنا غسل الميت ، فما قدر عليه من البكاء .

وقال الساجي ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن الأصبهاني : سمعت عبدة بن سليمان يقول : إني أرى الله عز وجل يستحيي أن يعذب الحسن بن صالح .

وقال أيضا ، عن أحمد بن محمد : سمعت أبا نعيم يقول : [ ص: 189 ] حدثنا الحسن بن صالح ، وما كان دون الثوري في الورع والقوة .

وقال محمد بن الربيع بن منصور الإسفراييني ، عن محمد بن الحسين بن أبي الحنين : سمعت أبا غسان يقول : الحسن بن صالح خير من شريك من هنا إلى خراسان .

وقال يعقوب بن شيبة : سمعت محمد بن عبد الله بن نمير وسئل عن الحسن بن صالح ، فقيل له : أصحيح الحديث هو ؟ فقال : كان أبو نعيم يقول : ما رأيت أحدا إلا وقد غلط في شيء غير الحسن بن صالح .

وقال عباس بن عبد العظيم العنبري ، عن أحمد بن يونس : سأل الحسن بن صالح رجلا عن شيء ، فقال : لا أدري ، فقال : الآن حين دريت .

وقال أحمد بن أبي الحواري ، عن عبد الرحيم بن مطرف : كان الحسن بن صالح إذا أراد أن يعظ أخا من إخوانه كتبه في ألواحه ثم ناوله .

وقال محمد بن زياد الرازي ، عن أبي نعيم : سمعت الحسن [ ص: 190 ] ابن صالح يقول : فتشت الورع فلم أجده في شيء أقل من اللسان .

وقال علي بن المنذر الطريقي ، عن أبي نعيم : كتبت عن ثمانمائة محدث ، فما رأيت أفضل من الحسن بن صالح .

وقال أبو أحمد بن عدي : وللحسن بن صالح قوم يحدثون عنه بنسخ ، فعند سلمة بن عبد الملك العوصي عنه نسخة ، وعند أبي غسان مالك بن إسماعيل عنه نسخة ، وعند يحيى بن فضيل عنه نسخة ، وأحمد بن يونس يحدث عنه بمقاطيع ، ومسند مقدار ما عنده ، وعند مصعب بن المقدام ، وإسحاق بن منصور وأبي نعيم عنه روايات ، وغيرهم ، قد رووا عنه أحاديث صالحة مستقيمة ، ولم أجد له حديثا منكرا مجاوز المقدار وهو عندي من أهل الصدق .

قال البخاري : قال أحمد بن سليمان ، عن وكيع : ولد الحسن بن صالح سنة مائة ، قال : وقال أبو نعيم : مات سنة تسع وستين ومائة .

[ ص: 191 ] ذكره البخاري في كتاب الشهادات من " الجامع " ، وروى له في كتاب " الأدب " ، وروى له الباقون .

التالي السابق


الخدمات العلمية