تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
[ ص: 253 ] 1482 - (خت م 4) : حماد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة بن أبي صخرة مولى ربيعة بن مالك بن حنظلة من بني تميم ، ويقال : مولى قريش ، ويقال : مولى حميري بن كرامة ، وهو ابن أخت حميد الطويل .

[ ص: 254 ] روى عن : الأزرق بن قيس (س) ، وإسحاق بن سويد العدوي (مد) ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة (م د س ق) ، وأشعث بن عبد الله بن جابر الحداني (مد) ، وأشعث بن عبد الرحمن الجرمي (د ت سي) ، وأنس بن سيرين (م د س) ، وأيوب السختياني (خت م 4) ، وبرد بن سنان أبي العلاء الشامي (د) ، وبشر بن حرب أبي عمرو الندبي (س) ، وبهز بن حكيم (د) ، وتمام بن أبي الحكم ، وتوبة العنبري ، وثابت البناني (خت م 4) ، وثمامة بن عبد الله بن أنس بن مالك (د س) ، وجبر بن حبيب (ق) ، وجبلة بن عطية (س) ، والجعد أبي عثمان ، وحبيب بن الشهيد (خت د تم سي) ، وحبيب المعلم (بخ د س) ، وحجاج بن أرطاة (ت ق) ، وحكيم الأثرم (4) ، وحماد بن أبي سليمان (د س ق) ، وحميد بن هلال (د) ، وأبي الخطاب حميد بن يزيد (د) ، وخاله حميد الطويل (خت م 4) ، وحنظلة بن أبي حمزة (ق) ، وخالد بن ذكوان (د ق) ، وخالد الحذاء ، وداود بن أبي هند (م د ق) ، وربيعة بن أبي عبد الرحمن (م) ، ورجاء بن أبي سلمة (مد س) ، وزياد بن مخراق (بخ) ، وزياد الأعلم (د) ، وزيد بن أسلم ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف (خت) ، وسعيد بن إياس الجريري (م د س) ، وسعيد بن جمهان (د س ق) ، وأبيه سلمة بن دينار ، وسلمة بن كهيل (م د) ، وسليمان التيمي (م س) ، وسماك بن حرب (ر م 4) ، وسنان بن ربيعة (بخ) ، وسهيل بن أبي صالح (م د سي) ، وأبي قزعة سويد بن حجير الباهلي (د) ، وأبي المنهال سيار بن سلامة (م) ، وشعيب بن الحبحاب (مدت) ، وطلحة بن [ ص: 255 ] عبيد الله بن كريز الخزاعي ، وعاصم بن بهدلة (د س ق) ، وعاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام (د ق) ، وعامر الأحول (د) ، وعباد بن منصور (خت) ، وأبي الحسن عبد الله بن شداد الأعرج (د ت ق) ، وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم (د ق) ، وعبد الله بن عثمان بن عبيد الله بن عبد الرحمن بن سمرة (بخ) ، وعبد الله بن عون ، وعبد الله بن كثير القارئ (قد) ، وعبد الله بن محمد بن عقيل (بخ تم) ، وعبد الله بن المختار (سي) ، وعبد الرحمن بن إسحاق المدني (د س) ، وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (م د) ، وعبد العزيز بن صهيب (خت) ، وأبي أمية عبد الكريم بن أبي المخارق البصري (س) ، وعبد الملك بن حبيب أبي عمران الجوني (خت م د ت س) ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وعبد الملك بن عمير (م) ، وعبد الملك أبي جعفر (ق) ، وعبيد الله بن أبي بكر بن أنس بن مالك (قد ت س ق) ، وعبيد الله بن حميد بن عبد الرحمن الحميري (د) ، وعبيد الله بن عمر (خت م د ق) ، وعثمان البتي (س) ، وعسل بن سفيان (ت) ، وعطاء بن السائب (د س ق) ، وعطاء بن أبي ميمونة (بخ) ، وعطاء الخراساني (د ت) ، وعقيل بن طلحة (ق) ، وعكرمة بن خالد ، وعلي بن الحكم البناني (بخ د) ، وعلي بن زيد بن جدعان (بخ م د ت ق) ، وعمار بن أبي عمار (م قد ت س ق) ، وعمرو بن دينار المكي (س) ، وعمرو بن يحيى بن عمارة [ ص: 256 ] المازني (ق) ، وعمران بن عبد الله بن طلحة الخزاعي (عخ) ، وعمير بن يزيد أبي جعفر الخطمي المدني (د ت س) ، وأبي سنان عيسى بن سنان القسملي (بخ قد ت ق) ، وفائد أبي العوام (سي) ، وفرقد السبخي (ت ق) ، وقتادة (خت م 4) ، وقيس بن سعد المكي (خت د س) ، وكثير بن معدان البصري ، وكثير أبي محمد (بخ) ، وكلثوم بن جبر (قد) ، ومحمد بن إسحاق بن يسار (عخ) ، ومحمد بن زياد القرشي (بخ م د ت ق) ، ومحمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي (ر) ، وأبي الزبير محمد بن مسلم المكي (4) ، ومحمد بن واسع (د س) ، ومطر الوراق (س) ، وميمون بن جابان (د) ، وأبي جمرة نصر بن عمران الضبعي (م) ، وهارون بن رئاب (د س) ، وهشام بن حسان (خت د سي) ، وهشام بن زيد بن أنس بن مالك (د) ، وهشام بن عروة . (خت م د ق) ، وهشام بن عمرو الفزاري (4) ، وأبي حرة واصل بن عبد الرحمن (س) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (م) ، ويحيى بن عتيق (د) ، وأبي التياح يزيد بن حميد الضبعي (دق) ، ويعلى بن عطاء العامري (د ت ق) ، ويوسف بن سعد (س) ، ويوسف بن عبد الله بن الحارث البصري (م سي) ، ويونس بن عبيد (خت د) ، وأبي الجوزاء المحلمي ، وأبي عاصم الغنوي (د) ، وأبي العشراء الدارمي (4) ، وأبي غالب صاحب أبي أمامة (بخ ت ق) ، وأبي المهزم التميمي (ت ق) ، وأبي نعامة السعدي (د) ، وأبي هارون العبدي ، وأبي هارون الغنوي ، وأبي هاشم الرماني (ق) .

[ ص: 257 ] روى عنه : إبراهيم بن الحجاج السامي (س) ، وإبراهيم بن أبي سويد الذارع ، وأحمد بن إسحاق الحضرمي (س) ، وآدم بن أبي إياس (سي) ، وإسحاق بن عمر بن سليط (م) ، وإسحاق بن منصور السلولي (د) ، وأسد بن موسى (س) ، وأسود بن عامر شاذان (م س ق) ، وبشر بن السري (م ت) ، وبشر بن عمر الزهراني (ق) ، وبهز بن أسد (م د س ق) ، وحبان بن هلال (م ت س) ، وحجاج بن منهال (خت م 4) ، والحسن بن بلال (سي) ، والحسن بن موسى الأشيب (م ت س ق) ، والحسين بن عروة (ق) ، وأبو عمر حفص بن عمر الضرير (د) ، وخليفة بن خياط ، وداود بن شبيب (د) ، وروح بن أسلم (ت) ، وروح بن عبادة (م) ، وزيد بن الحباب (ق) ، وزيد بن أبي الزرقاء (د) ، وشريح بن النعمان (تم س) ، وسعيد بن عبد الجبار البصري (م) ، وسعيد بن يحيى اللخمي (ق) ، وسفيان الثوري وهو من أقرانه ، وسليمان بن حرب (4) ، وأبو داود سليمان بن داود الطيالسي (ت س) ، وسويد بن عمرو الكلبي (م ت س ق) ، وشعبة بن الحجاج ، وهو أكبر منه ، وشهاب بن عباد العبدي (بخ) ، وشهاب بن معمر البلخي (بخ) ، وشيبان بن فروخ (م) ، وطالوت بن عباد ، والعباس بن بكار الضبي ، والعباس بن الوليد النرسي ، وعبد الله بن صالح العجلي ، وعبد الله بن المبارك (ت س) ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي (م س) ، وعبد الله بن معاوية الجمحي (ت ق) ، وعبد الأعلى بن حماد [ ص: 258 ] النرسي (م د س) ، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي ، وعبد الرحمن بن مهدي (م ت س ق) ، وعبد الصمد بن حسان ، وعبد الصمد بن عبد الوارث (م ت ق) ، وأبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني (س) ، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج ، وهو من شيوخه ، وعبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر التمار (م س) ، وعبد الواحد بن غياث (د) ، وعبيد الله بن محمد العيشي (د ت س) ، وعفان بن مسلم (م 4) ، وعمرو بن خالد الحراني (عخ) ، وعمرو بن عاصم الكلابي . (ت س ق) ، وعمرو بن مرزوق ، والعلاء بن عبد الجبار (سي) ، وغسان بن الربيع ، وأبو نعيم الفضل بن دكين ، والفضل بن عنبسة الواسطي ، وأبو كامل فضيل بن حسين الجحدري ، وقبيصة بن عقبة (ت) ، وقريش بن أنس (قد) ، وكامل بن طلحة الجحدري ، ومالك بن أنس ، وهو من أقرانه ، ومحمد بن إسحاق بن يسار ، وهو من شيوخه ، ومحمد بن بكر البرساني (ت س ق) ، ومحمد بن عبد الله الخزاعي (د ق) ، وأبو النعمان محمد بن الفضل عارم (دتم س ق) ، ومحمد بن كثير المصيصي (س) ، ومحمد بن محبوب البناني (د) ، ومسلم بن إبراهيم (د س) ، ومسلم بن أبي عاصم النبيل ، وأبو كامل مظفر بن مدرك (ت س) ، ومعاذ بن خالد بن شقيق (س) ، ومعاذ بن معاذ (ت) ، ومهنى بن عبد الحميد (دعس) ، وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي (خت د س ق) ، وموسى بن داود الضبي (س) ، ومؤمل بن إسماعيل (ت) ، والنضر بن شميل (م س ق) ، والنضر بن محمد الجرشي ، والنعمان بن عبد السلام ، وهدبة بن خالد (م) ، وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي [ ص: 259 ] (خت 4) ، والهيثم بن جميل (ق) ، ووكيع بن الجراح (م ق) ، ويحيى بن إسحاق السيلحيني (د ت) ، ويحيى بن حسان التنيسي (م س) ، ويحيى بن حماد الشيباني (سي) ، ويحيى بن سعيد القطان (م) ، ويحيى بن الضريس الرازي ، ويزيد بن هارون (م د ت س) ، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي (ق) ، ويونس بن محمد المؤدب (م س) ، وأبو سعيد مولى بني هاشم (ق) ، وأبو عامر العقدي (ت) .

قال أبو طالب عن أحمد بن حنبل : حماد بن سلمة أثبت الناس في حميد الطويل ، سمع منه قديما .

وقال الحسن الميموني ، عن أحمد بن حنبل : حماد بن سلمة أثبت في ثابت من معمر .

وقال حنبل بن إسحاق : قلت لأبي عبد الله : وهيب ، وحماد بن زيد ، وحماد بن سلمة ؟ قال : وهيب وهيب كأنه يوثقه ، وحماد بن سلمة لا أعلم أحدا أروى في الرد على أهل البدع منه ، وحماد بن زيد حسبك به .

وقال محمد بن حبيب : سمعت أبا عبد الله ، وسئل عن حماد بن زيد ، وحماد بن سلمة أيهما أحب إليك ؟ قال : كلاهما . ووصف حماد بن زيد بوقار ، وهدى ، وعقل .

وقال أبو بكر الخلال : أخبرني محمد بن جعفر قال : حدثنا [ ص: 260 ] أبو الحارث : أن أبا عبد الله قيل له : أيما أحب إليك حماد بن زيد ، أو حماد بن سلمة ؟ قال : ما منهما إلا ثقة ، وحماد بن سلمة أقدم سماعا من أيوب ، وكتب عنه قديما في أول أمره ، وحماد بن زيد أكثر مجالسة له فهو أشد معرفة به .

وقال أيضا : أخبرني موسى - يعني : ابن حمدون - قال : حدثنا حنبل قال : سمعت أبا عبد الله يقول : يسند حماد بن سلمة ، عن أيوب أحاديث لا يسندها الناس عنه . قال : وقال لي عفان : كان حماد بن زيد ربما قال لي في الحديث : كيف قال حماد بن سلمة ؟ قال أبو عبد الله : وكان حماد بن سلمة جالس أيوب أولا ثم تركه بعد ، ثم لزمه حماد بن زيد بعد ذلك .

وقال أيضا : أخبرني الحسن بن عبد الوهاب قال : حدثنا الفضل بن زياد قال : سمعت أبا عبد الله ، وقيل له : حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد إذا اجتمعا في حديث أيوب أيهما أحب إليك ؟ قال : ما فيهما إلا ثقة ، إلا أن ابن سلمة أقدم سماعا كتب عن أيوب في أول أمره ، وحماد بن زيد أشد له معرفة ; لأنه كان يكثر مجالسته .

قال : وأخبرنا الحسن بن عبد الوهاب في موضع آخر قال : حدثنا الفضل بن زياد قال : سمعت أبا عبد الله يقول : مات أيوب وحماد بن زيد ابن أربع وثلاثين سنة ، وكان حماد كثير المجالسة لأيوب ، وكان ألزم الناس له وأطوله مجالسة .

[ ص: 261 ] وقال أيضا : أخبرني موسى بن حمدون قال : حدثنا حنبل قال : سمعت أبا عبد الله يقول : حميد الطويل خال حماد بن سلمة .

وقال أيضا : أخبرني محمد بن جعفر قال : حدثنا أبو الحارث أن أبا عبد الله قال : ما أحسن ما روى حماد عن حميد .

وقال أيضا : أخبرني زكريا بن يحيى قال : حدثنا أبو طالب أن أبا عبد الله قال : حماد بن سلمة أعلم الناس بحديث حميد ، وأصح حديثا .

قال : وأخبرني زكريا بن يحيى في موضع آخر أن أبا طالب حدثهم سمع أبا عبد الله يقول : حماد بن سلمة أثبت الناس في حميد الطويل سمع منه قديما يخالف الناس في حديثه .

قال يحيى بن سعيد : سألت حميدا عن حديث الحسن ، فقال : لا أحفظه .

وقال أيضا : أخبرني محمد بن علي ، قال : حدثنا الأثرم أن أبا عبد الله قال : حميد يختلفون عنه اختلافا شديدا . قال : ولا أعلم أحدا أحسن حديثا عنه من حماد بن سلمة ، سمع منه قديما .

وقال أيضا : أخبرنا موسى بن حمدون قال : حدثنا حنبل ، قال : قال أبو عبد الله : قال أبو سلمة الخزاعي ، قال حماد بن سلمة : إنما هو رجل مكان رجل يعني مثل أحاديث حميد عن أنس ، وعن الحسن هذه التي تختلف عنه .

وقال أيضا : أخبرني عبد الملك الميموني قال : حدثنا ابن حنبل قال : حدثنا عفان قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : كان [ ص: 262 ] قتادة يحدثنا فيقول : "بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول" ، و"بلغنا أن عمر" لا يسنده ، حتى قدم علينا حماد بن أبي سليمان ، فأتيناه فقلنا : حدثنا عن إبراهيم بكذا ، فقال : حدثنا الحسن ، وحدثنا أنس ، وحدثنا زرارة . وسألت سعيدا قال : فصب الإسناد علينا ، فكنا لا نستطيع أن نحفظها فكنت أحفظ تفسيره عن ثمانية عشر ، وكنت أجيء فأكتب الحديث على الباب ، فإذا جئت حفظته من الباب ، فإذا حفظته محوته .

إلى هنا عن أبي بكر الخلال .

وقال إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : حماد بن سلمة ثقة .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : حديثه في أول أمره وآخره واحد .

وقال عنه أيضا : من خالف حماد بن سلمة في ثابت فالقول قول حماد . قيل : فسليمان بن المغيرة عن ثابت قال : سليمان ثبت ، وحماد أعلم الناس بثابت .

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن يحيى بن معين : أثبت الناس في ثابت البناني حماد بن سلمة .

وقال جعفر بن أبي عثمان الطيالسي ، عن يحيى بن معين : [ ص: 263 ] من سمع من حماد بن سلمة الأصناف ففيها اختلاف ، ومن سمع من حماد بن سلمة نسخا فهو صحيح .

وقال عنه أيضا : إذا رأيت إنسانا يقع في عكرمة ، وفي حماد بن سلمة فاتهمه على الإسلام .

وقال أبو الحسن ابن البراء ، عن علي ابن المديني : لم يكن في أصحاب ثابت أثبت من حماد بن سلمة . وكان عند يحيى بن الضريس ، عن حماد بن سلمة عشرة آلاف ، وعن الثوري عشرة آلاف ، أو نحوه . قال : وتذاكر قوم عند يحيى بن الضريس : حماد بن سلمة أحسن حديثا أو الثوري ؟ فقال يحيى : حماد أحسن حديثا .

وقال إسحاق بن سيار النصيبي ، عن عمرو بن عاصم : كتبت عن حماد بن سلمة بضعة عشر ألفا .

وقال حجاج بن المنهال : حدثنا حماد بن سلمة ، وكان من أئمة الدين .

وقال الأصمعي ، عن عبد الرحمن بن مهدي : حماد بن [ ص: 264 ] سلمة صحيح السماع ، حسن اللقى ، أدرك الناس ، لم يتهم بلون من الألوان ، ولم يلتبس بشيء ، أحسن ملكة نفسه ولسانه ، ولم يطلقه على أحد ، ولا ذكر خلقا بسوء ، فسلم حتى مات .

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم ، عن أبيه : حماد بن سلمة في ثابت ، وعلي بن زيد أحب إلي من همام ، وهو أضبط الناس وأعلمهم بحديثهما بين خطأ الناس ، وهو أعلم بحديث علي بن زيد من عبد الوارث .

وقال عبد الله بن المبارك : دخلت البصرة فما رأيت أحدا أشبه بمسالك الأول من حماد بن سلمة .

وقال شهاب بن المعمر البلخي : كان حماد بن سلمة يعد من الأبدال ، وعلامة الأبدال أن لا يولد لهم ، تزوج سبعين امرأة فلم يولد له .

وقال أبو عمر الجرمي النحوي : ما رأيت فقيها قط أفصح من عبد الوارث ، وكان حماد بن سلمة أفصح منه .

وقال حاتم بن الليث الجوهري ، عن عفان بن مسلم : قد رأيت من هو أعبد من حماد بن سلمة ، ولكن ما رأيت أشد مواظبة على الخير ، وقراءة القرآن ، والعمل لله من حماد بن سلمة .

وقال أيضا عن موسى بن إسماعيل : حدثنا حماد بن [ ص: 265 ] زيد قال : ما كنا نأتي أحدا نتعلم شيئا بنية في ذلك الزمان ، إلا حماد بن سلمة قال : ونحن نقول اليوم : ما نأتي أحدا يعلم بنية ، إلا حماد بن سلمة .

وقال أيضا عن موسى : لو قلت لكم : إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا قط صدقتكم ، كان مشغولا بنفسه إما أن يحدث ، وإما أن يصلي ، وإما أن يقرأ ، وإما أن يسبح ، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال .

وقال عبد الرحمن بن عمرو رسته ، عن عبد الرحمن بن مهدي : لو قيل لحماد بن سلمة : إنك تموت غدا ، ما قدر أن يزيد في العمل شيئا .

وقال محمد بن عبيد الله ابن المنادي : عن يونس بن محمد المؤدب : مات حماد بن سلمة في المسجد وهو يصلي .

وقال سوار بن عبد الله العنبري ، عن أبيه : كنت آتي حماد بن سلمة في سوقه فإذا ربح في ثوب حبة ، أو حبتين شد جونته ، فلم يبع شيئا فكنت أظن أن ذاك يقوته ، فإذا وجد قوته لم يزد عليه شيئا .

وقال رسته : عن حاتم بن عبيد الله : كان حماد بن سلمة يدخل السوق فيربح دانقين في ثوب واحد فيرجع ، فإذا ربح لو عرض له ديناران ما عرض لهما .

[ ص: 266 ] وقال محمد بن عبد الرحيم ، عن موسى بن إسماعيل : سمعت حماد بن سلمة يقول لرجل : إن دعاك الأمير أن تقرأ عليه "قل هو الله أحد" فلا تأته .

وقال البخاري : سمعت آدم بن أبي إياس يقول : شهدت حماد بن سلمة ودعوه - يعني السلطان - فقال : أحمل لحية حمراء إلى هؤلاء ؟ لا ، والله لا فعلت .

وقال أيضا : سمعت بعض أصحابنا يقول : عاد حماد بن سلمة سفيان الثوري ، فقال سفيان : يا أبا سلمة أترى الله يغفر لمثلي ؟ فقال حماد : والله لو خيرت بين محاسبة الله إياي ، وبين محاسبة أبوي ، لاخترت محاسبة الله على محاسبة أبوي ، وذاك أن الله أرحم بي من أبوي .

وقال سليمان بن عبد الجبار ، عن إسحاق بن عيسى ابن الطباع : سمعت حماد بن سلمة يقول : من طلب الحديث لغير الله مكر به .

وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن قريش بن أنس : قال حماد بن سلمة : ما كان من شأني أن أحدث أبدا حتى رأيت أيوب - يعني السختياني - في منامي ، فقال لي : حدث فإن الناس يقبلون .

وقال إسحاق بن الجراح ، عن محمد بن الحجاج : كان رجل يسمع معنا عند حماد بن سلمة فركب إلى الصين ، فلما رجع أهدى إلى حماد بن سلمة هدية ، فقال له حماد : إني إن قبلتها لم أحدثك بحديث ، وإن لم أقبلها حدثتك قال : لا تقبلها وحدثني .

[ ص: 267 ] وقال أبو حاتم بن حبان : حماد بن سلمة بن دينار الخزاز كنيته أبو سلمة ، وكنية سلمة : أبو صخرة ، مولى حميد بن كراثة ، ويقال : مولى قريش ، وقد قيل : إنه حميري ، وكان من العباد المجابين الدعوة في الأوقات ، ولم ينصف من جانب حديثه ، واحتج بأبي بكر بن عياش في كتابه ، وبابن أخي الزهري ، وبعبد الرحمن بن عبد الله بن دينار . فإن كان تركه إياه لما كان يخطئ فغيره من أقرانه مثل الثوري ، وشعبة ، وذويهما كانوا يخطئون ، فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه ، فقد كان ذلك في أبي بكر بن عياش موجودا ، وأنى يبلغ أبو بكر حماد بن سلمة ؟ ! ولم يكن من أقران حماد بن سلمة بالبصرة مثله في الفضل ، والدين ، والنسك ، والعلم ، والكتبة، والجمع ، والصلابة في السنة ، والقمع لأهل البدع ، ولم يكن يثلبه في أيامه ، إلا معتزلي قدري ، أو مبتدع جهمي لما كان يظهر من السنن الصحيحة التي ينكرها المعتزلة ، وأنى يبلغ أبو بكر بن عياش حماد بن سلمة في إتقانه ، أم في جمعه ، أم في علمه ، أم في ضبطه ؟ وقد تقدم شيء من هذه الترجمة في ترجمة حماد بن زيد .

قال سليمان بن حرب : ومحمد بن محبوب مات سنة سبع وستين ومائة ، زاد ابن محبوب : حين بقي أيام من السنة .

[ ص: 268 ] وقال ابن حبان : مات في ذي الحجة لإحدى عشرة ليلة بقيت منه سنة سبع وستين ومائة .

وقال أبو عبد الله التميمي ، عن أبيه : رأيت حماد بن سلمة في المنام فقلت : ما فعل بك ربك ؟ قال : خيرا . قلت : ماذا ؟ قال : قيل لي : طالما كددت نفسك ، فاليوم أطيل راحتك ، وراحة المتعوبين في الدنيا بخ بخ ماذا أعددت لهم ؟ !

وقال أبو أحمد الغطريفي : حدثنا عباس بن أحمد القراطيسي قال : حدثنا محمد بن سفيان بن أبي الزرد قال : حدثنا الحكم بن يزيد ، عن أبان بن عبد الرحمن قال : رؤي حماد بن زيد في المنام فقيل له : ما فعل بك ربك ؟ قال : غفر لي . قيل : فما فعل حماد بن سلمة ؟ قال : هيهات ! ذاك في أعلى عليين .

أخبرنا بذلك أحمد بن أبي الخير قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال ، وأبو المكارم اللبان ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ ، قال : حدثنا أبو أحمد ، فذكره .

استشهد به البخاري ، وقيل : إنه روى له حديثا واحدا عن أبي الوليد عنه عن ثابت ، وروى له في "القراءة خلف الإمام" وغيره ، وروى له الباقون .

[ ص: 269 ] فصل :

قد اشترك في الرواية عن الحمادين جماعة ، وانفرد بالرواية عن كل واحد منهما جماعة كما تقدم ، إلا أن عفان لا يروي عن حماد بن زيد ، إلا وينسبه في روايته عنه ، وقد يروي عن حماد بن سلمة فلا ينسبه ، وكذلك حجاج بن المنهال ، وهدبة بن خالد . وأما سليمان بن حرب فعلى العكس من ذلك ، وكذلك عارم .

وممن انفرد بالرواية عن حماد بن زيد أحمد بن عبدة الضبي ، وأبو الربيع الزهراني ، وقتيبة ، ومسدد ، وعامة من ذكرناه في ترجمته دون ترجمة حماد بن سلمة فإنه لم يرو أحد منهم عن حماد بن سلمة .

وممن انفرد بالرواية عن حماد بن سلمة ، أو اشتهر بالرواية عنه : بهز بن أسد ، وموسى بن إسماعيل ، وعامة من ذكرناه في ترجمته دون ترجمة حماد بن زيد ، فإذا جاءك عن أحد من هؤلاء عن حماد غير منسوب ، فهو ابن سلمة ، والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية