تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
1483 - (بخ م 4) : حماد بن أبي سليمان ، واسمه مسلم [ ص: 270 ] الأشعري ، أبو إسماعيل الكوفي الفقيه ، مولى أبي موسى ، وقيل : مولى إبراهيم بن أبي موسى الأشعري .

قال أبو الشيخ : حكى محمد بن يحيى بن منده أنه من أهل برخوار ، وهي من نواحي أصبهان .

روى عن : إبراهيم النخعي (بخ م د س ق) ، وأنس بن مالك ، والحسن البصري ، وزيد بن وهب (بخ د سي) ، وسعيد بن جبير (س) ، وسعيد بن المسيب (س) ، وأبي وائل شقيق بن سلمة (ت س ق) ، وعامر الشعبي ، وعبد الله بن بريدة (س) ، وعبد الرحمن بن سعد مولى آل عمر بن الخطاب ، وعكرمة مولى ابن عباس .

روى عنه : ابنه إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان ، [ ص: 271 ] وجرير بن أيوب البجلي ، وحفص بن عمر قاضي حلب ، والحكم بن عتيبة وهو أكبر منه ، وحماد بن سلمة (د س ق) ، وحمزة الزيات ، وزيد بن أبي أنيسة (س) ، وأبو غيلان سعد بن طالب الشيباني ، وسفيان الثوري (س ق) ، وسلمة بن صالح الجعفي الأحمر ، وسليمان الأعمش وهو من أقرانه ، وشعبة بن الحجاج (م د ت س) ، وعاصم الأحول (بخ) ، وعبد الأعلى بن أبي المساور ، وعبد الملك بن عثمان الثقفي ، وعبيد بن أبي أمية والد يعلى بن عبيد الطنافسي ، وعثمان بن عبد الرحمن الوقاصي ، وأبو بردة عمرو بن يزيد الكوفي ، وكعب البصري (س) ، ومحمد بن أبان الجعفي ، ومحمد بن مرة (مد) ، ومسعر بن كدام ، ومغيرة بن مقسم الضبي (د) وهو من أقرانه ، وأبو حنيفة النعمان بن ثابت ، وهشام الدستوائي (بخ د س) ، وأبو إسحاق الشيباني ، وأبو بكر النهشلي ، وأبو هاشم الرماني (س) .

قال أبو بكر أحمد بن محمد بن هارون الخلال : أخبرنا أبو بكر المروذي أن أبا عبد الله قال : أصحاب حماد : سفيان ، وشعبة .

وقال أيضا : أخبرني أبو المثنى العنبري أن أبا داود حدثهم قال : سمعت أحمد يقول : حماد مقارب الحديث ما روى عنه سفيان ، وشعبة ، والقدماء قلت : هشام الدستوائي كيف سماعه عنه ؟ قال : قديما . قال : وسألت أحمد مرة أخرى عن سماع هشام الدستوائي عن حماد ، قال : سماعه صالح قال : وسمعت أحمد قال : ولكن حماد عنده عنه تخليط ، يعني : حماد بن سلمة .

[ ص: 272 ] وقال أيضا : أخبرني الحسين بن الحسن قال : حدثنا إبراهيم بن الحارث قال : قيل لأبي عبد الله ، وأخبرني محمد بن علي قال : حدثنا الأثرم قال : سمعت أبا عبد الله قيل له : حماد بن أبي سليمان ؟ قال : أما حماد فرواية القدماء عنه مقاربة : شعبة ، والثوري ، وهشام - يعني الدستوائي - قال : وأما غيرهم فقد جاؤوا عنه بأعاجيب . قلت له : حجاج وحماد بن سلمة ؟ قال : حماد على ذاك لا بأس به قال : أبو عبد الله ، وقد سقط فيه غير واحد مثل محمد بن جابر ، وذاك - وأشار بيده فظننت أنه عنى سلمة الأحمر - قال الأثرم : ولعله قد عنى غيره .

وقال أيضا : أخبرني أبو المثنى قال : حدثنا أبو داود قال : قلت لأحمد : مغيرة أحب إليك في إبراهيم أو حماد ؟ قال : فيما روى سفيان وشعبة عن حماد فحماد أحب إلي إلا أن في حديث الآخرين عنه تخليطا . قلت لأحمد : أبو معشر أحب إليك أم حماد في إبراهيم ؟ قال : ما أقربهما ! قلت لأحمد مرة أخرى : أبو معشر أحب إليك أو حماد ؟ قال : زعموا أن أبا معشر كان يأخذ عن حماد ، إلا أن أبا معشر عند أصحاب الحديث أكثر ; لأن حمادا كان يرمى بالإرجاء .

وقال أيضا : أخبرني الحسن بن عبد الوهاب قال : حدثنا [ ص: 273 ] الفضل بن زياد قال : سمعت أبا عبد الله ، وسئل أيما أصح حديثا حماد أو أبو معشر ؟ قال : حماد أصح حديثا من أبي معشر .

وقال أيضا : قرئ على عبد الله بن أحمد قال : سمعت أبي يقول : كانوا يرون أن عامة حديث أبي معشر عن حماد .

وقال أيضا : أخبرنا سليمان بن الأشعث قال : سمعت أبا عبد الله قال : أبو معشر يعني زياد بن كليب يحدث عن إبراهيم أشياء يرفعها إلى ابن مسعود نحوا من عشرة لا يعرف لها ، عن ابن مسعود أصل ، يعني أنها مقصورة على إبراهيم قال أبو عبد الله : يقولون كان يأخذ عن حماد .

وقال أيضا : أخبرني محمد بن علي قال : حدثنا مهنى قال : سألت أبا عبد الله عن أبي معشر زياد بن كليب ، فقال : أحاديثه ليس هي بالقوية . قال : وسمعت أبا عبد الله يقول : كان أبو معشر زياد بن كليب يأخذ عن حماد - يعني ابن أبي سليمان - قال : وسألت أبا عبد الله : من أكبر سنا أبو معشر أو حماد بن أبي سليمان ؟ قال : ينبغي أن يكون حماد أسن .

إلى هنا عن أبي بكر الخلال .

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج قال : حدثنا ابن إدريس ، قال : أخبرنا الشيباني ، عن عبد الملك بن إياس قال : سألت إبراهيم : من نسأل بعدك ؟ قال : حماد .

[ ص: 274 ] وقال أيضا : حدثنا أبي قال : حدثنا خلاد بن خالد المقرئ قال : حدثنا أبو كدينة عن مغيرة قال : قلت لإبراهيم : إن حمادا قد قعد يفتي ، فقال : وما يمنعه أن يفتي ، وقد سألني هو وحده عما لم تسألوني كلكم عن عشره ؟

وقال أيضا : حدثنا أحمد بن سنان الواسطي قال : حدثنا أبو عبد الرحمن المقرئ قال : حدثنا ورقاء عن مغيرة قال : لما مات إبراهيم جلس الحكم وأصحابه إلى حماد حتى أحدث ما أحدث . قال المقرئ : يعني الإرجاء .

وقال أيضا : حدثنا أبو سعيد الأشج قال : حدثنا ابن إدريس ، عن شعبة قال : سمعت الحكم يقول : ومن فيهم مثل حماد ؟ يعني : أهل الكوفة .

وقال : حدثنا أبو سعيد الأشج ، قال : حدثني ابن إدريس ، عن أبيه قال : سمعت ابن شبرمة يقول : ما أحد أمن علي بعلم من حماد .

وقال : حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال : حدثنا منجاب بن الحارث قال : حدثنا علي بن مسهر ، عن أبي إسحاق الشيباني قال : ما رأيت أحدا أفقه من حماد . قيل : ولا الشعبي ؟ قال : ولا الشعبي .

وقال : حدثنا أبو سعيد الأشج قال : حدثنا ابن إدريس قال : ما سمعت أبا إسحاق الشيباني ذكر حمادا إلا أثنى عليه .

وقال : حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل قال : حدثنا علي [ ص: 275 ] ابن المديني قال : سمعت سفيان يقول : كان معمر يقول : لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري ، وحماد ، وقتادة .

قال : وسمعت سفيان يقول : كان حماد أبطن بإبراهيم من الحكم .

وقال : حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث قال : حدثنا أحمد بن حنبل ، عن عبد الرزاق قال : قال معمر : ما رأيت مثل حماد .

وقال : حدثنا بشر بن مسلم بن عبد الحميد الحمصي قال : حدثنا حيوة بن شريح الحمصي قال : حدثنا بقية قال : قلت لشعبة : حماد بن أبي سليمان ؟ فقال : كان صدوق اللسان .

وقال : حدثني أبي ، قال : حدثنا نعيم بن حماد قال : حدثنا ابن المبارك ، عن شعبة قال : كان حماد بن أبي سليمان لا يحفظ ، يعني أن الغالب عليه الفقه ، وأنه لم يرزق حفظ الآثار .

وقال : أخبرنا ابن أبي خيثمة في كتابه إلي قال : حدثنا يحيى بن معين قال : حدثنا حجاج الأعور ، عن شعبة قال : كان حماد ومغيرة أحفظ من الحكم . يعني : مع سوء حفظ حماد للآثار كان أحفظ من الحكم .

وقال : أخبرنا ابن أبي خيثمة في كتابه ، قال : حدثنا يحيى بن معين قال : سمعت يحيى بن سعيد يقول : حماد أحب إلي من مغيرة .

[ ص: 276 ] وقال : ذكره أبي عن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين : أنه سئل عن مغيرة وحماد أيهما أثبت ؟ قال : حماد . وقال : حماد ثقة .

وقال : قرئ على عباس الدوري ، عن يحيى بن معين أنه كان يقدم حماد بن أبي سليمان على أبي معشر . يعني : زياد بن كليب .

وقال : سمعت أبي وذكر حماد بن أبي سليمان ، فقال : هو صدوق لا يحتج بحديثه ، وهو مستقيم في الفقه ، فإذا جاء الآثار شوش .

إلى هنا عن عبد الرحمن بن أبي حاتم .

وقال عثمان بن عثمان الغطفاني ، عن البتي : كان حماد إذا قال برأيه أصاب ، وإذا قال : قال إبراهيم ، أخطأ .

وقال أبو نعيم ، عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت : سمعت أبي يقول : كان حماد يقول : "قال إبراهيم". فقلت : والله إنك لتكذب على إبراهيم ، أو إن إبراهيم ليخطئ .

وقال أبو الأحوص محمد بن الهيثم ، عن موسى بن إسماعيل : حدثنا حماد بن سلمة أنه قال لابن حماد بن أبي سليمان : كلم لي أباك يحدثني . قال : فكلمه . قال : فقال حماد : ما يأتيني أحد أثقل علي منه . قال : فكنت أقول له : قل : سمعت إبراهيم . فكان يقول : إن العهد قد طال بإبراهيم .

وقال أحمد بن عبد الله العجلي : حماد بن أبي سليمان [ ص: 277 ] كوفي ثقة ، وكان من أفقه أصحاب إبراهيم يروى عن : مغيرة قال : سأل حماد إبراهيم ، وكان له لسان سؤول ، وقلب عقول . قال : وكانت به موتة ، وكان ربما حدثهم بالحديث فتعتريه فإذا أفاق أخذ من حيث انتهى ، والموتة : طرف من الجنون .

وقال النسائي : ثقة إلا أنه مرجئ .

وقال أبو أحمد بن عدي : وحماد كثير الرواية خاصة عن إبراهيم ، ويقع في حديثه أفراد وغرائب ، وهو متماسك في الحديث لا بأس به ، ويحدث عن أبي وائل وغيره بحديث صالح .

وقال محمد بن الحسين البرجلاني عن إسحاق بن منصور السلولي : سمعت داود الطائي يقول : كان حماد بن أبي سليمان سخيا على الطعام جوادا بالدنانير والدراهم .

وقال أيضا عن زكريا بن عدي ، عن الصلت بن بسطام التميمي ، عن أبيه : كان حماد بن أبي سليمان يزورني فيقيم عندي سائر نهاره ، ولا يطعم شيئا ، فإذا أراد أن ينصرف قال : انظر الذي تحت الوسادة فمرهم ينتفعون به ، قال : فأجد الدراهم الكثيرة .

وعن الصلت بن بسطام قال : كان حماد بن أبي سليمان يفطر كل ليلة في شهر رمضان خمسين إنسانا ، فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوبا ثوبا .

[ ص: 278 ] وقال أيضا عن إسحاق بن سليمان : سمعت حماد بن أبي حنيفة يقول : لم يكن بالكوفة أسخى على طعام ومال من حماد بن أبي سليمان ، ومن بعده خلف بن حوشب .

وقال أيضا عن عثمان بن زفر التيمي : سمعت محمد بن صبيح يقول : لما قدم أبو الزناد الكوفة على الصدقات كلم رجل حماد بن أبي سليمان في رجل يكلم له أبا الزناد يستعين به في بعض أعماله ، فقال حماد : كم يؤمل صاحبك من أبي الزناد أن يصيب معه ؟ قال : ألف درهم قال : فقد أمرت له بخمسة آلاف ، ولا يبذل وجهي إليه ، قال : جزاك الله خيرا فهذا أكثر مما أمل ورجا .

وقال أبو نعيم في "تاريخ أصبهان" : حدثنا أبو محمد بن حيان ، وأحمد بن إسحاق قالا : حدثنا محمد بن يحيى بن منده قال : حدثني محمد بن نصر ، عن يحيى بن أبي بكير ، عن هياج بن بسطام ، عن سعيد بن عبيد قال : وأما أصبهان - فيما حدثنا أشياخنا - أن برخوار عنوة منه سبي أبو سليمان أبو حماد بن أبي سليمان فقيه الكوفة .

وقال أبو بكر بن أبي شيبة : مات سنة عشرين ومائة .

[ ص: 279 ] وقال غيره : سنة تسع عشرة ومائة ، قال البخاري في الصحيح : وقال حماد : إذا أقر مرة عند الحاكم رجم - يعني الزاني - ، وروى له في "الأدب" .

وروى له مسلم مقرونا بغيره والباقون .

التالي السابق


الخدمات العلمية