تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
1881 - (ع) : ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، واسمه فروخ ، القرشي التيمي أبو عثمان ، ويقال : أبو عبد الرحمن المدني المعروف بربيعة الرأي ، مولى آل المنكدر .

[ ص: 124 ] روى عن : إسماعيل بن عمرو بن قيس بن سعد بن عبادة ، وأنس بن مالك (خ م ت س) ، وبشير بن يسار ، والحارث بن بلال بن الحارث المزني (د س ق) ، وحنظلة بن قيس الزرقي (خ م د س) ، وربيعة بن عبد الله بن الهدير (د) ، وسالم بن عبد الله بن عمر ، والسائب بن يزيد ، وسعيد بن المسيب ، وسعيد بن يسار ، وسليمان بن يسار (ت) ، وسهيل بن أبي صالح ، وهو من أقرانه (د ت ق) ، وعبد الله بن دينار (د) ، وعبد الله بن عنبسة (د سي) ، وعبد الله بن يزيد مولى المنبعث (س) ، وعبد الرحمن ابن البيلماني (مد) ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى ، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج (سي) ، وعبد الملك بن سعيد بن سويد الأنصاري (م د س ق) ، وعطاء بن يسار ، وعقبة بن سويد ، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (خ م س) ، ومحمد بن يحيى بن حبان (خ م د س) ، ومكحول الشامي ، ويزيد مولى المنبعث (ع) .

روى عنه : إسماعيل بن أمية القرشي (س) ، وإسماعيل بن جعفر المدني (خ م د ت س) ، وأبو ضمرة أنس بن عياض الليثي ، والحكم بن عبد الله بن سعد الأيلي ، وحماد بن سلمة (م) ، وخالد بن إلياس (ق) ، وداود بن خالد بن دينار (د) ، وسعيد بن سلمة بن أبي الحسام ، وسعيد بن أبي هلال (خ) ، وسفيان الثوري (خ م) ، وسفيان بن عيينة ، وسليمان بن بلال (خ م د س) ، وسليمان التيمي ، وسهيل بن أبي صالح (د) ، وشعبة بن الحجاج ، وصدقة بن يزيد ، وعبد الله بن [ ص: 125 ] زياد بن سمعان ، وأبو خزيمة عبد الله بن طريف المصري ، وعبد الله بن المبارك (سي) ، وعبد ربه بن سعيد الأنصاري ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (م) ، وعبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون ، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي (4) ، وعبيد الله بن عمر بن موسى بن عبيد الله بن معمر التيمي ، وعبيدة بن حسان السنجاري ، وعقيل بن خالد الأيلي ، وعمارة بن غزية الأنصاري (م ق) ، وعمرو بن الحارث (م) ، وفليح بن سليمان (خ) ، والليث بن سعد (س) ، ومالك بن أنس (خ م د ت س) ، ومجمع بن يعقوب الأنصاري (مد) ، ومحمد بن معن الغفاري ، ومسعر بن كدام ، ومطر الوراق (ت) ، ونافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم القارئ ، ويحيى بن أيوب المصري (س) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري (س ق) ، وأبو بكر بن عياش .

قال أبو زرعة الدمشقي ، عن أحمد ابن حنبل : ثقة ، وأبو الزناد أعلم منه .

وقال أحمد بن عبد الله العجلي ، وأبو حاتم ، والنسائي : ثقة .

وقال يعقوب بن شيبة : ثقة ثبت أحد مفتي المدينة .

وقال أبو عبيد الآجري ، عن أبي داود : ربيعة ، وعمر مولى غفرة ابنا خالة .

[ ص: 126 ] وقال يحيى بن أبي طالب : حدثنا عبد الوهاب بن عطاء الخفاف قال : حدثني مشيخة أهل المدينة أن فروخ أبا عبد الرحمن أبو ربيعة خرج في البعوث إلى خراسان أيام بني أمية غازيا ، وربيعة حمل في بطن أمه ، وخلف عند زوجته أم ربيعة ثلاثين ألف دينار ، فقدم المدينة بعد سبع وعشرين سنة وهو راكب فرس في يده رمح ، فنزل عن فرسه ثم دفع الباب برمحه فخرج ربيعة فقال : يا عدو الله أتهجم على منزلي ؟ فقال : لا ، وقال فروخ : يا عدو الله أنت رجل دخلت على حرمتي فتواثبا ، وتلبب كل واحد منهما بصاحبه حتى اجتمع الجيران ، فبلغ مالك بن أنس والمشيخة ، فأتوا يعينون ربيعة ، فجعل ربيعة يقول : والله لا فارقتك إلا عند السلطان ، وجعل فروخ يقول : والله لا فارقتك إلا بالسلطان وأنت مع امرأتي ، وكثر الضجيج ، فلما بصروا بمالك سكت الناس كلهم ، فقال مالك : أيها الشيخ لك سعة في غير هذه الدار . فقال الشيخ : هي داري وأنا فروخ مولى بني فلان فسمعت امرأته كلامه فخرجت ، فقالت : هذا زوجي ، وهذا ابني الذي خلفته وأنا حامل به ، فاعتنقا جميعا وبكيا ، فدخل فروخ المنزل وقال : هذا ابني ؟ قالت : نعم . قال : فأخرجي المال الذي عندك ، وهذه معي أربعة آلاف دينار . قالت : المال قد دفنته ، وأنا أخرجه بعد أيام . فخرج ربيعة إلى المسجد ، وجلس في حلقته وأتاه مالك بن أنس ، والحسن بن زيد ، وابن أبي علي اللهبي ، والمساحقي ، وأشراف أهل المدينة وأحدق الناس به ، [ ص: 127 ] فقالت امرأته : اخرج صل في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم . فخرج فصلى فنظر إلى حلقة وافرة فأتاه فوقف عليه ففرجوا له قليلا ، ونكس ربيعة رأسه يوهمه أنه لم يره وعليه طويلة ، فشك فيه أبو عبد الرحمن فقال : من هذا الرجل ؟ فقالوا له : هذا ربيعة بن أبي عبد الرحمن . فقال أبو عبد الرحمن : لقد رفع الله ابني ، فرجع إلى منزله ، فقال لوالدته : لقد رأيت ولدك في حالة ما رأيت أحدا من أهل العلم والفقه عليه ، فقالت أمه : فأيما أحب إليك ثلاثون ألف دينار أو هذا الذي هو فيه من الجاه ؟ قال : لا والله إلا هذا . قالت : فإني قد أنفقت المال كله عليه . قال : فوالله ما ضيعته .

أخبرنا بذلك يوسف بن يعقوب الشيباني ، قال : أخبرنا زيد بن الحسن الكندي ، قال : أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، قال : أخبرنا أبو القاسم الأزهري ، قال : أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن شاذان ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن مروان بن محمد المالكي الدينوري القاضي قراءة عليه بمصر ، قال : حدثنا يحيى بن أبي طالب ، فذكره .

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة ، عن مصعب بن عبد الله الزبيري : ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، واسم أبي عبد الرحمن فروخ ، وكان مولى [ ص: 128 ] آل الهدير من بني تيم بن مرة ، وكان يقال له : ربيعة الرأي ، وكان قد أدرك بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأكابر من التابعين ، وكان صاحب الفتوى بالمدينة ، وكان يجلس إليه وجوه الناس بالمدينة ، وكان يحصى في مجلسه أربعون معتما ، وعنه أخذ مالك بن أنس .

وقال يحيى بن بكير ، عن الليث ، عن يحيى بن سعيد : ما رأيت أحدا أفطن من ربيعة بن أبي عبد الرحمن قال الليث : وقال لي عبيد الله بن عمر في ربيعة : هو صاحب معضلاتنا وعالمنا وأفضلنا .

وقال زيد بن بشر ، عن عبد الله بن وهب ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : مكث ربيعة دهرا طويلا عابدا يصلي الليل والنهار صاحب عبادة ثم نزع ذلك إلى أن جالس القوم ، فجالس القاسم فنطق بلب وعقل . قال : وكان القاسم إذا سئل عن شيء ، قال : سلوا هذا - لربيعة - قال : فإن كان شيئا في كتاب الله أخبرهم به القاسم أو في سنة نبيه وإلا قال : سلوا هذا لربيعة أو سالم .

وقال الحارث بن مسكين ، عن ابن وهب ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : كان يحيى بن سعيد يجالس ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، فإذا غاب ربيعة حدثهم يحيى أحسن الحديث ، وكان يحيى بن سعيد كثير الحديث ، فإذا حضر ربيعة كف يحيى إجلالا لربيعة ، وليس ربيعة بأسن منه ، وهو فيما هو فيه ، وكان كل واحد منهما مجلا لصاحبه .

[ ص: 129 ] وقال معاذ بن معاذ العنبري ، عن سوار بن عبد الله العنبري : ما رأيت أحدا أعلم من ربيعة الرأي ، قلت : ولا الحسن وابن سيرين ؟ قال : ولا الحسن وابن سيرين .

وقال إبراهيم بن المنذر ، عن ابن وهب ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة : لما جئت العراق جاءني أهل العراق فقالوا : حدثنا عن ربيعة الرأي . قال : فقلت : يا أهل العراق : تقولون ربيعة الرأي ، والله ما رأيت أحدا أحفظ لسنة منه .

وقال عبد الله بن وهب ، عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : وصار ربيعة إلى فقه وفضل ، وما كان بالمدينة رجل واحد أسخى نفسا بما في يديه لصديق أو لابن صديق أو لباغ يبتغيه منه ، كان يستصحبه القوم فيأبى صحبة أحد إلا أحدا لا يتزود معه ، ولم يكن في يده ما يحمل ذاك .

وقال ابن وهب ، عن مالك بن أنس : لما قدم ربيعة على أمير المؤمنين أبي العباس أمر له بجائزة فأبى أن يقبلها ، فأعطاه خمسة آلاف درهم يشتري بها جارية حين أبى أن يقبلها ، فأبى أن يقبلها .

قال ابن وهب : وحدثني مالك ، عن ربيعة قال : قال لي حين أراد الخروج إلى العراق : إن سمعت أني حدثتهم شيئا أو أفتيتهم فلا تعدني [ ص: 130 ] شيئا . قال : فكان كما قال لما قدمها لزم بيته فلم يخرج إليهم ولم يحدثهم بشيء حتى رجع .

وقال الحافظ أبو بكر بن ثابت : كان فقيها عالما حافظا للفقه والحديث ، وقدم على أبي العباس السفاح الأنبار ، وكان أقدمه ليوليه القضاء ، فيقال : إنه توفي بالأنبار ، ويقال : بل توفي بالمدينة .

وقال يحيى بن معين ، وأبو داود : توفي بالأنبار .

وقال محمد بن سعد : توفي سنة ست وثلاثين ومائة بالمدينة فيما أخبرني به الواقدي ، وكان ثقة ، كثير الحديث ، وكانوا يتقونه لموضع الرأي .

وكذلك قال إبراهيم بن المنذر ، ويحيى بن بكير ، ويحيى بن معين وغير واحد في تاريخ وفاته .

وقال مطرف بن عبد الله المدني : سمعت مالك بن أنس يقول : ذهبت حلاوة الفقه منذ مات ربيعة بن أبي عبد الرحمن .

روى له الجماعة .

[ ص: 131 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية