تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
2789 - (خ د ق) : شيبة بن عثمان بن أبي طلحة ، واسمه عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي القرشي العبدري ، أبو عثمان الحجبي المكي ، حاجب الكعبة ، وأمه أم جميل واسمها هند بنت عمير بن هاشم بن عبد مناف ، أخت مصعب بن عمير ، وهو والد صفية بنت شيبة ، وابن عم عثمان بن طلحة بن أبي طلحة .

ومن قال في نسبه : شيبة بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة فقد وهم ، فإن عثمان بن طلحة ابن عمه لا أبوه ، وهو جد بني شيبة حجبة الكعبة ، وأبو عثمان يعرف بالأوقص قتله علي ابن أبي طالب يوم أحد كافرا ، وأسلم شيبة بعد الفتح ، خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين وهو مشرك يريد اغتيال النبي - صلى الله عليه وسلم - فقذف الله في قلبه الإسلام فأسلم وقاتل معه ، وكان ممن صبر معه يومئذ .

روى عن : النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعن أبي بكر الصديق [ ص: 605 ] عبد الله بن أبي قحافة ، وابن عمه عثمان بن طلحة بن أبي طلحة الحجبي ، وعمر بن الخطاب (خ د ق) .

روى عنه : أبو وائل شقيق بن سلمة الأسدي (خ د ق) ، وعبد الرحمن بن الزجاج ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وابن ابنه مسافع بن عبد الله بن شيبة ، وابنه مصعب بن شيبة .

قال محمد بن سعد في الطبقة الخامسة ممن أسلم بعد فتح مكة : شيبة بن عثمان بن أبي طلحة العبدري أسلم بعد الفتح وبقي حتى أدرك يزيد بن معاوية ، وهو أبو صفية بنت شيبة .

وقال الزبير بن بكار : خرج مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى حنين وهو مشرك ، وكان يريد أن يغتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فرأى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غرة يوم حنين فأقبل يريده فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فقال : يا شيبة هلم لك ، فقذف الله في قلبه الرعب ودنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يده على صدره ثم قال : اخس عنك الشيطان فأخذه إفكل وفزع ، وقذف الله في قلبه الإيمان ، فقاتل مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وكان ممن صبر معه ، وكان من خيار المسلمين ، وأوصى إلى عبد الله بن الزبير بن العوام .

وقال مصعب بن عبد الله الزبيري : دفع النبي - صلى الله عليه وسلم - المفتاح إليه وإلى عثمان بن طلحة ، فقال : خذوها يا بني [ ص: 606 ] أبي طلحة خالدة تالدة لا يأخذها منكم إلا ظالم ، فبنو أبي طلحة هم الذين يلون سدانة الكعبة دون بني عبد الدار .

وقال محمد بن سعد ، عن هوذة بن خليفة ، عن عوف ، عن رجل من أهل المدينة : دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح شيبة بن عثمان ، فأعطاه المفتاح ، وقال : دونك هذا فأنت أمين الله على بيته ، قال محمد بن سعد : فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر ، فقال : هذا وهل ، إنما أعطى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المفتاح عثمان بن طلحة يوم الفتح وشيبة بن عثمان يومئذ لم يسلم وإنما أسلم بعد ذلك بحنين ولم يزل عثمان يلي فتح البيت إلى أن توفي ، فدفع ذلك إلى شيبة بن عثمان بن أبي طلحة وهو ابن عمه فبقيت الحجابة في ولد شيبة .

وقال عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة بن الزبير : كان العباس وشيبة بن عثمان آمنا ولم يهاجرا ، فأقام عباس على سقايته وشيبة على حجابته .

قال الهيثم بن عدي ، وأبو الحسن المدائني ، وخليفة بن خياط ، وأحمد بن عبد الله ابن البرقي : مات سنة تسع وخمسين .

وقد تقدم قول محمد بن سعد أنه بقي إلى خلافة يزيد بن معاوية ، فالله أعلم .

[ ص: 607 ] روى له البخاري ، وأبو داود ، وابن ماجه حديثا واحدا ، وقد وقع لنا عاليا عنه .

أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو عبد الله محمد بن معمر بن الفاخر ، وأبو جعفر الصيدلاني وغير واحد ، قالوا : أخبرتنا فاطمة بنت عبد الله ، قالت : أخبرنا أبو بكر بن ريذة ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا حفص بن عمر الرقي ، قال : حدثنا قبيصة بن عقبة ، قال : حدثنا سفيان عن واصل الأحدب ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، قال : جلست إلى شيبة بن عثمان في المسجد الحرام ، فقال لي : جلس إلي عمر مجلسك هذا ، فقال : لقد هممت أن لا أترك فيها صفراء ولا بيضاء إلا قسمتها - يعني الكعبة - قال شيبة : فقلت له : إنه كان لك صاحبان لم يفعلاه : رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر ، قال : عمر هما المرآن أقتدي بهما " .

رواه البخاري عن قبيصة بن عقبة ، فوافقناه فيه بعلو ، وأخرجه من وجهين آخرين عن سفيان الثوري ، وأخرجه أبو داود عن أحمد بن حنبل ، وابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة كلاهما عن المحاربي ، عن أبي إسحاق الشيباني ، عن واصل ، فوقع لنا عاليا بدرجتين .

التالي السابق


الخدمات العلمية