تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
2975 - ( ع) : طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي التيمي ، أبو محمد المدني ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحد العشرة المشهود لهم بالجنة ، وأحد الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على يدي أبي بكر الصديق ، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو عنهم راض .

وأمه الصعبة بنت الحضرمي ، أخت العلاء بن الحضرمي ، أسلمت ، وهاجرت .

[ ص: 413 ] شهد أحدا وغيره من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوم بدر بسهمه وأجره ، وكان أبو بكر الصديق إذا ذكر يوم أحد قال : داك يوم كله لطلحة ، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، طلحة الخير ، وطلحة الجود ، وطلحة الفياض .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (ع ) ، وعن أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة ، وعمر بن الخطاب (سي ) .

روى عنه : الأحنف بن قيس (س ) ، وابنه إسحاق بن طلحة بن عبيد الله (ق ) ، وجابر بن عبد الله الأنصاري (سي ) ، والحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب الدوسي (ت ) مرسلا ، وربيعة بن عبد الله بن الهدير التيمي (د ) ، والسائب بن يزيد (خ ) ، وعامر الشعبي (سي ) ، ولم يسمع منه ، وعبد الله بن شداد بن الهاد (س ) ، وابن أخيه عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي (م س ) ، وابناه عمران بن طلحة بن عبيد الله ، وعيسى بن طلحة بن عبيد الله (ت ق ) ، وقبيصة بن جابر ، وقيس بن أبي حازم (خ ق ) ، ومالك بن أوس بن الحدثان (خ د ت س ) ، ومالك بن أبي عامر الأصبحي (خ م د ت س ) جد مالك بن أنس ، وابناه موسى بن طلحة بن عبيد الله (م 4 ) ، ويحيى بن طلحة بن عبيد الله (ت سي ) ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف (ق ) ، وقيل لم يسمع منه ، وأبو عثمان النهدي (خ م ) .

قال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني [ ص: 414 ] الضحاك بن عثمان ، عن مخرمة بن سليمان الوالبي ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، قال : قال طلحة بن عبيد الله : حضرت سوق بصرى ، فإذا راهب في صومعته يقول : سلوا أهل هذا الموسم أفيهم أحد من أهل الحرم ؟ قال طلحة : نعم أنا ، فقال : هل ظهر أحمد بعد ؟ قال : قلت : ومن أحمد ؟ قال : ابن عبد الله بن عبد المطلب ، هذا شهره الذي يخرج فيه ، وهو آخر الأنبياء ، ومخرجه من الحرم ، ومهاجره إلى نخل وحرة وسباخ ، فإياك أن تسبق إليه ، قال طلحة فوقع في قلبي ما قال ، فخرجت سريعا حتى قدمت مكة ، فقلت : هل كان من حدث ؟ قالوا : نعم محمد بن عبد الله الأمين ، تنبأ ، وقد تبعه ابن أبي قحافة ، قال : فخرجت حتى دخلت على أبي بكر ، فقلت : أتبعت هذا الرجل ؟ قال : نعم ، فانطلق إليه ، فاتبعه ، فإنه يدعو إلى الحق ، فأخبره طلحة بما قال الراهب ، فخرج أبو بكر بطلحة ، فدخل به على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأسلم طلحة ، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بما قال الراهب ، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك ، فلما أسلم أبو بكر وطلحة بن عبيد الله ، أخذهما نوفل بن خويلد بن العدوية ، فشدهما في حبل واحد ! فلم تمنعهما بنو تيم ، وكان نوفل بن خويلد يدعى أسد قريش ، فلذلك سمي أبو بكر وطلحة القرينين .

وقال أبو أسامة ، عن طلحة بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله أخبرني أبو بردة ، عن مسعود بن حراش ، قال : بينا أنا أطوف بين الصفا والمروة ، فإذا أناس كثير ، يتبعون أناسا ، قال : فنظرت فإذا شاب [ ص: 415 ] موثق يداه إلى عنقه ، فقلت : ما شأن هؤلاء ؟ فقالوا : هذا طلحة بن عبيد الله قد صبأ ، وإذا وراءه امرأة تذمره وتسبه ، قلت : من هذه المرأة ؟ قالوا : هذه أمه الصعبة بنت الحضرمي ، قال طلحة بن يحيى : فأخبرني عيسى بن طلحة وغيره ، أن عثمان بن عبيد الله أخا طلحة ، قرن طلحة مع أبي بكر ليحبسه عن الصلاة ، ويرده عن دينه ، وخرز يده ويد أبي بكر في قد ، فلم يرعهم إلا وهو يصلي مع أبي بكر .

أخبرنا بذلك أبو إسحاق ابن الدرجي ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني .

وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا أبو المكارم اللبان ، وأبو جعفر الصيدلاني ، قالا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا محمد بن عاصم الثقفي ، قال : حدثنا أبو أسامة ، فذكره ، وقع لنا عاليا جدا عن أبي أسامة .

وقال الزبير بن بكار : حدثني إسماعيل بن أبي أويس ، قال : حدثني محمد بن إسماعيل ، قال : أخبرني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ، عن أبيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حين آخى بين أصحابه بمكة قبل الهجرة ، آخى بين طلحة والزبير .

قال : وحدثني محمد بن فضالة ، قال : حدثني عبد الله بن زياد بن سمعان ، قال : حدثني محمد بن مسلم بن شهاب ، قال : كان رسول الله [ ص: 416 ] صلى الله عليه وسلم ، مقدمه المدينة مهاجرا ، قد آخى بين المهاجرين والأنصار ، يتوارثون دون ذوي الأرحام ، حتى نزلت آية الفرائض " وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ، فآخى بين طلحة بن عبيد الله ، وبين أبي أيوب خالد بن زيد .

أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو منصور بن خيروت ، قال : أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : أخبرنا أحمد بن سليمان الطوسي ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، فذكرهما .

وقال عبد الله بن لهيعة ، عن أبي الأسود ، عن عروة في تسمية من شهد بدرا : طلحة بن عبيد الله ، وكان بالشام ، فقدم بعدما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر ، فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في سهمه ، فقال : نعم ، فضرب له بسهمه ، قال : وأجري يا رسول الله ؟ قال : وأجرك .

وقال محمد بن شجاع ، عن الواقدي في تسمية من شهد بدرا : من بني تيم : طلحة بن عبيد الله ، ضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بسهمه وأجره ، كان النبي صلى الله عليه وسلم ، بعثه ، وسعيد بن زيد يتحسبان العير .

وقال أبو سعيد الأشج : حدثنا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن جده [ ص: 417 ] عبد الله بن الزبير ، عن الزبير بن العوام ، قال : كان على النبي صلى الله عليه وسلم ، يوم أحد درعان ، فنهض إلى الصخرة ، فلم يستطع ، فقعد طلحة تحته ، حتى استوى على الصخرة ، قال الزبير : فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : أوجب طلحة .

أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا القاضي أبو بكر الأنصاري ، قال : أخبرنا والدي ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت ، قال : حدثنا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي ، قال : حدثنا أبو سعيد الأشح ، فذكره .

رواه الترمذي ، عن الأشج ، فوافقناه فيه بعلو .

وقال أبو داود الطيالسي : حدثنا ابن المبارك ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله ، قال : أخبرني عيسى بن طلحة ، عن أم المؤمنين عائشة ، قالت : كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد قال : ذاك يوم كان كله لطلحة ، ثم أنشأ يحدث ، قال : كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم دونه ، وأراه قال : يحميه ، قال : فقلت : كن طلحة ، حيث فاتني ما فاتني ، فقلت : يكون رجل من قومي أحب إلي ، وبيني وبين المشرق رجل لا أعرفه وأنا أقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه ، وهو يخطف المشي خطفا ، لا أخطفه ، فإذا هو أبو عبيدة ابن الجراح ، فانتهينا إلى رسول الله صلى [ ص: 418 ] الله عليه وسلم وقد كسرت رباعيته ، وشج وجهه ، وقد دخل في وجنتيه حلقتان من حلق المغفر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عليكما صاحبكما ، يريد طلحة ، وقد نزف ، فلم نلتفت إلى قوله ، قال : فذهبت لأنزع ذاك من وجهه ، فقال أبو عبيدة : أقسمت عليك بحقي ، لما تركتني ، فتركته ، فكره أن يتناولها بيده ، فيؤذي نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فأزم عليهما بفيه فاستخرج إحدى الحلقتين ، ووقعت ثنيته مع الحلقة ، وذهبت لأصنع ما صنع ، فقال : أقسمت عليك بحقي لما تركتني ، قال : ففعل مثل ما فعل في المرة الأولى ، فوقعت ثنيته الأخرى مع الحلقة ، فكان أبو عبيدة من أحسن الناس هتما فأصلحنا من شأن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أتينا طلحة في بعض تلك الجفار ، فإذا به بضع وسبعون ، أو أقل أو أكثر ، بين طعنة ورمية وضربة ، وإذا قد قطعت يده ، فأصلحنا من شأنه .

أخبرنا بذلك أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو الفضائل عبد الرحيم بن محمد بن عبد الواحد بن أحمد بن علي الكاغدي .

(ح ) : وأخبرنا أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أنبأنا القاضي أبو المكارم اللبان ، وأبو جعفر الصيدلاني ، قالوا : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن جعفر ، قال : حدثنا يونس بن حبيب ، قال : حدثنا أبو داود ، فذكره .

وقال إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم : رأيت يد [ ص: 419 ] طلحة شلاء ، وقى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يوم أحد .

وقال ابن المبارك ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة بن عبيد الله : أخبرني موسى بن طلحة : أن طلحة رجع بسبع وثلاثين ، أو خمس وسبعين بين ضربة وطعنة ورمية ، وقع فيها جبينه ، وقطع فيها نساه ، وشلت إصبعه ، هذه التي تلي الإبهام .

وقال معتمر بن سليمان ، عن أبيه ، عن أبي عثمان النهدي : لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في تلك الأيام التي كان يقاتل فيها ، غير طلحة ، وسعد ، عن حديثهما .

وفي رواية قال : قلت لأبي عثمان : وما علمك بذلك ؟ فقال : هما أخبراني بذلك .

وقال أبو داود الطيالسي ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن عمه موسى بن طلحة ، عن معاوية : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : طلحة ممن قضى نحبه .

ورواه شبابة بن سوار ، عن إسحاق بن يحيى ، عن موسى بن طلحة ، عن أسماء بنت أبي بكر ، ورواه إسماعيل بن أبي أويس ، عن إسحاق بن يحيى ، عن عمه إسحاق بن طلحة ، عن عائشة أم المؤمنين .

[ ص: 420 ] وروي من وجوه كثيرة ، عن علي بن أبي طالب ، وجابر بن عبد الله وغيرهما .

وقال النضر بن منصور ، عن أبي الجنوب عقبة بن علقمة اليشكري : سمعت عليا يقول يوم الجمل : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يقول : طلحة والزبير جاراي في الجنة .

وقال سفيان بن عيينة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قبيصة بن جابر : صحبت طلحة بن عبيد الله ، فما رأيت رجلا أعطى لجزيل مال من غير مسألة منه .

وقال البخاري في " التاريخ الصغير " : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن حصين ، في حديث عمرو بن جاوان ، قال : فالتقى القوم - يعني يوم الجمل - فقام كعب بن سور الأزدي معه المصحف ، فنشره بين الفريقين ، ونشدهم الله والإسلام في دمائهم ، فما زال بذلك المنزل حتى قتل ، فكان طلحة من أول قتيل ، وذهب الزبير يريد أن يلحق ببيته ، فقتل .

وقال مجالد ، عن الشعبي : رأى علي بن أبي طالب طلحة بن عبيد الله ملقى في بعض الأودية ، فنزل فمسح التراب عن وجهه ، ثم قال : عزيز علي أبا محمد أن أراك مجندلا في الأودية ، وتحت نجوم السماء ، ثم قال : إلى الله أشكو عجري وبجري . قال الأصمعي : عجري وبجري : سرائري وأحزاني التي تموج في جوفي .

[ ص: 421 ] وقال أبو مالك الأشجعي ، عن أبي حبيبة ، مولى طلحة : دخلت على علي مع عمران بن طلحة ، بعدما فرغ من أصحاب الجمل ، فرحب به وأدناه ، وقال : إني لأرجو أن يجعلني الله وأباك من الذين قال الله : ونزعنا ما في صدورهم من غل إخوانا على سرر متقابلين وقال : يا ابن أخي كيف فلانة ؟ كيف فلانة ؟ وسأله عن أمهات أولاد أبيه ، قال : ثم قال : لم نقبض أرضيكم هذه السنين ، إلا مخافة أن ينتهبها الناس ، يا فلان ، انطلق معه إلى ابن قرظة ، فليعطه غلته هذه السنين ، ويدفع إليه أرضه ، قال : فقال رجلان جالسان ناحية ، أحدهما الحارث الأعور : الله أعدل من ذاك ، أن نقتلهم ويكونوا إخواننا في الجنة ، قال : قوما أبعد أرض الله وأسحقها ، فمن هو إذا لم أكن أنا وطلحة ؟ يا ابن أخي ، إذا كانت لك حاجة فائتنا .

في حديث آخر : إن الرجل الآخر ابن الكوا .

وقال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، عن محمد بن زيد بن المهاجر ، قال : قتل طلحة يوم الجمل ، وكان يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ، وكان يوم قتل ابن أربع وستين سنة .

قال : وأخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا إسحاق بن يحيى ، عن عيسى بن طلحة ، قال : قتل طلحة وهو ابن اثنتين وستين سنة .

[ ص: 422 ] وقال أبو نعيم : قتل في رجب ، وهو ابن ثلاث وستين .

وقال سليمان بن حرب : خرج علي إلى الكوفة ، فأقام صفر وربيع الأول ، وقتل طلحة في ربيع أو نحوه .

وقال خليفة بن خياط : كانت وقعة الجمل بالماوية ، ناحية الطف ، يوم الجمعة لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين ، فيها قتل طلحة بن عبيد الله ، في المعركة ، أصابه سهم غرب فقتله .

وقال المدائني : مات وهو ابن ستين سنة .

وقال غيره : ابن ثمان وخمسين .

وقال أحمد بن عبد الله العجلي ، يقال : إن مروان قتله .

وقال إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم : كان مروان مع طلحة والزبير يوم الجمل ، فلما شبت الحرب ، قال مروان : لا أطلب بتاري بعد اليوم ، فرماه بسهم فأصاب ركبته .

وقال روح بن عبادة ، عن عوف الأعرابي : بلغني أن مروان بن الحكم رمى طلحة يوم الجمل وهو واقف إلى جنب عائشة بسهم فأصاب ساقه ، ثم قال : والله لا أطلب قاتل عثمان بعدك أبدا ، فقال طلحة لمولى له : أبغني مكانا ، قال : لا أقدر عليه ، قال : هذا والله سهم أرسله الله ، اللهم خذ لعثمان حتى يرضى ، ثم وسد حجرا فمات .

[ ص: 423 ] وقال محمد بن سعد أيضا : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني ابن أبي سبرة ، عن محمد بن زيد بن المهاجر ، عن إبراهيم بن محمد بن طلحة ، قال : قيمة ما ترك طلحة بن عبيد الله من العقار والأموال ، وما ترك من الناض ثلاثون ألف درهم ، ترك من العين ألفي ألف ومائتي ألف دينار ، والباقي عروض .

قال : وأخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثني إسحاق بن يحيى ، عن جدته سعدى بنت عوف المرية ، أم يحيى بن طلحة ، قالت : قتل طلحة وفي يد خازنه ألفا ألف درهم ومائتا ألف دينار ، وقومت أصوله وعقاره ثلاثين ألف ألف درهم .

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني أحمد بن عاصم ، قال : حدثنا سعيد بن عامر ، عن المثنى بن سعيد ، قال : لما قدمت عائشة بنت طلحة البصرة أتاها رجل ، فقال : أنت عائشة بنت طلحة ؟ قالت : نعم ، قال : إني رأيت طلحة بن عبيد الله في المنام ، فقال : قل لعائشة وحشمها تحولني من هذا المكان ، فإن النز قد آذاني ، فركبت في مواليها وحشمها ، فضربوا عليه بناء واستثاروه ، فلم يتغير منه إلا شعيرات في إحدى شقي لحيته ، أو قال : رأسه ، حتى حول إلى موضعه هذا ، وكان بينهما بضع وثلاثون سنة .

[ ص: 424 ] أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري ، وأحمد بن شيبان ، قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو صالح عبد الصمد بن عبد الرحمن الحنوي ، قال : أخبرنا أبو الغنائم بن أبي عثمان الدقاق ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن بشران ، قال : أخبرنا الحسين بن صفوان ، قال : حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، فذكره .

ومناقبه وفضائله كثيرة جدا ، وفيما ذكرناه كفاية ، وبالله التوفيق .

روى له الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية