تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
3018 - (خ م د ت ص) : عاصم بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي ، أبو عمر ، ويقال : أبو عمرو المدني .

ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، وأمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح ، أخت عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، وكان اسمها عاصية ، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم جميلة .

روى عن : أبيه عمر بن الخطاب ( خ م د ت س ) .

روى عنه : ابناه : حفص بن عاصم بن عمر ( م د سي ) ، وعبيد الله بن عاصم بن عمر ، وعروة بن الزبير ( خ م د ت س ) .

قال الزبير بن بكار في ذكر ولد عمر بن الخطاب : وعاصم بن [ ص: 521 ] عمر ، أمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح بن عصمة بن مالك بن أمة بن ضبيعة ، من بني عمرو بن عوف من الأنصار ، وأمها الشموس بنت أبي عامر ، الذي يقال له : الراهب ، وأخوه لأمه عبد الرحمن بن يزيد بن جارية ، من بني عمرو بن عوف .

ثم قال : وأما عاصم بن عمر ، فكان من أحسن الناس خلقا ، قال عمي مصعب بن عبد الله : وكان يقول : لا يتركني أحد أدخل بيتي فأرد عليه سبابه إياي ، وكان عبد الله بن عمر يقول : أنا وأخي عاصم ، لا نساب الناس .

وقال أيضا : حدثني عمي مصعب بن عبد الله ، قال : مات عاصم بن عمر ، وعبد الله بن عمر غائب ، فلما قدم لم يدخل منزله حتى أتى قبر عاصم ، فسلم عليه ، وكان عاصم من أعظم الناس ، وأطولهم ، وكان ذراعه ذراع الملك ، ذراعا وقبضة ، ولحقه يوما ابن الزبير ، فضربه ، وقال : لا يغرنك طولك وعظمك ، ادخل الزقاق حتى أصارعك ، فجعل عاصم يضحك مما يمازحه ابن الزبير .

قال : وكان عمر طلق أم عاصم جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح ، فتزوجها يزيد بن جارية ، فولدت له عبد الرحمن بن يزيد بن جارية الأنصاري ، فركب عمر إلى قباء ، فوجد ابنه عاصما يلعب مع الصبيان ، فحمله بين يديه ، فأدركته جدته الشموس بنت أبي عامر ، فنازعته إياه ، حتى انتهى إلى أبي بكر ، فقال له أبو بكر : خل بينها وبينه ، فما راجعه ، وأسلمه إليها .

روى ذلك غير واحد من علمائنا .

[ ص: 522 ] وقال أيضا : حدثني عمي مصعب ، قال : حدثني أبي عبد الله بن مصعب ، والمنذر بن عبد الله الحزامي ، قالا : نزل عاصم بن عمر بن الخطاب خيمة بقديد بفناء بيت من بيوت قديد ، وهو يريد مكة معتمرا فحط رحلة ، وكان رجلا جسيما ، من أعظم الناس بدنا ، وأحسنهم وجها وخلقا ، وذكر باقي الحكاية .

قال الزبير : وقد حفظ عاصم ، عن أبيه ، حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال : كان عاصم رجلا في زمان أبيه .

قال : وروى هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عاصم ، قال : زوجني أبي ، فأنفق علي شهرا ، ثم أرسل إلي بعدما صلى الظهر ، فدخلت عليه ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : إني ما كنت أرى هذا المال يحل لي ، وهو أمانة عندي ، إلا بحقه ، وما كان قط أحرم علي منه حين وليته ، فعاد أمانتي ، وقد أنفقت عليك شهرا من مال الله ، ولست زائدك عليه ، وقد أعنتك بثمن مالي ، فبعه ثم قم في السوق إلى جنب رجل من قومك ، فإذا صفق بسلعة فاستشركه ، ثم بع وكل ، وأنفق على أهلك .

أخبرنا بذلك : أبو الحسن ابن البخاري ، قال : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، قال : أخبرنا أبو جعفر ابن المسلمة ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : حدثنا أبو عبد الله الطوسي ، قال : حدثنا الزبير بن بكار ، فذكره .

وقال عبد الله بن المبارك : أخبرنا أسامة بن زيد ، قال : أخبرني [ ص: 523 ] عبد الله بن سلمة ، وهو الهذلي ، قال : سمعت خالد بن أسلم ، مولى عمر ، قال : آذى رجل من قريش عبد الله بن عمر ، فأبى عبد الله أن يقول له شيئا ، فجئت فقلت : أبا عبد الرحمن ، بلغني أن فلانا آذاك ، فإما أن تنتصر أو أنتصر لك منه ، فقال عبد الله : إني وأخي عاصما لا نساب الناس .

أخبرنا بذلك : أبو الحسن ابن البخاري بدمشق ، وشامية بنت الحسن ابن البكري بمصر ، قالا : أخبرنا أبو البركات ابن ملاعب ، قال : أخبرنا القاضي أبو الفضل الأرموي ، قال : أخبرنا أبو الحسين ابن النقور ، قال : أخبرنا أبو طاهر المخلص ، قال : أخبرنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا الحسين بن الحسن ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، فذكره .

وبه ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، قال : قال أبو حازم : كان بين عاصم بن عمر وبين رجل من قريش درء في أرض ، فقال القرشي لعاصم : فإن كنت صادقا فادخلها ، فقال عاصم : أوقد بلغ بك الغضب كل هذا ؟ هي لك ، فقال القرشي : سبقتني . بل هي لك ، فتركاها ، لا يأخذها واحد منهما ، حتى هلكا ، ثم لم يعرض لها أولادهما .

وقال إبراهيم بن حمزة الزبيري ، عن المغيرة بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عمر بن حفص العمري ، عن أبيه : خاصم الحسن ، أو الحسين عاصم بن عمر ، في أرض بخيبر ، فقال الحسين : هي الموعد ، فستعلم إن أتيتها ! فقال عاصم : لا حاجة لي في أرض تواعدني فيها ، قال : فتركاها جميعا ما دخلها واحد منهما ، حتى أخذها الناس ، ينتقصونها من كل جانب .

[ ص: 524 ] وقال السري بن يحيى ، عن محمد بن سيرين : قال فلان - وسمى رجلا - ما رأيت رجلا من الناس إلا لابد أن يتكلم ببعض ما لا يريد غير عاصم بن عمر ، ولقد كان بينه وبين رجل ذات يوم شيء فقام وهو يقول :

قضى ما قضى فيما مضى ثم لا يرى له صبوة فيما بقي آخر الدهر

قال الواقدي : توفي سنة سبعين .

وقال ابن حبان : مات بالربذة .

روى له الجماعة سوى ابن ماجه .

أخبرنا أبو الفرج بن قدامة ، وأبو الحسن ابن البخاري المقدسيان وأبو الغنائم بن علان ، وأحمد بن شيبان ، وزينب بنت مكي ، قالوا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، قال : أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، قال : أخبرنا أبو علي ابن المذهب ، قال أخبرنا أبو بكر بن مالك ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا وكيع ، قال : حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عاصم بن عمر ، عن أبيه ، قال : قال [ ص: 525 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أقبل - وقال مرة إذا جاء - الليل من ها هنا ، وذهب النهار من ها هنا ، فقد أفطر الصائم يعني المشرق والمغرب .

رواه البخاري ، عن الحميدي ، عن سفيان ، ورواه مسلم ، عن يحيى بن يحيى ، عن أبي معاوية ، وعن أبي كريب ، عن أبي أسامة ، وعن محمد بن عبد الله بن نمير ، عن أبيه ، كلهم عن هشام بن عروة ، فوقع لنا عاليا .

ورواه أبو داود ، عن أحمد بن حنبل ، فوافقناه فيه بعلو .

وعن مسدد ، عن عبد الله بن داود ، عن هشام .

ورواه الترمذي ، عن هارون بن إسحاق ، عن عبدة بن سليمان ، عن هشام ، وقال : حسن صحيح .

ورواه النسائي ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن وكيع ، فوقع لنا بدلا عاليا .

وأخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا مسعود بن أبي منصور الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم ، قال : [ ص: 526 ] حدثنا فاروق بن عبد الكبير ، قال : حدثنا عبد العزيز بن معاوية القرشي ، قال : حدثنا محمد بن جهضم .

(ح ) : قال أبو نعيم : وحدثنا علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي ، قال : حدثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة .

(ح ) : قال : وأخبرنا سليمان بن أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن علي المعمري .

(ح ) : قال : وحدثنا محمد بن إبراهيم ، قال : حدثنا أبو عروبة ، قالوا : حدثنا يحيى بن محمد بن السكن ، قال : حدثنا محمد بن جهضم ، قال : حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن عمارة بن غزية ، عن خبيب بن عبد الرحمن بن أساف ، عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب ، عن أبيه ، عن جده عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا قال المؤذن : الله أكبر ، الله أكبر ، فقال أحدكم : الله أكبر ، الله أكبر ، ثم قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، ثم قال : أشهد أن محمدا رسول الله ، قال : أشهد أن محمدا رسول الله ، ثم قال : حي على الصلاة ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : حي على الفلاح ، قال : لا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال : الله أكبر ، الله أكبر ، قال : الله أكبر ، الله أكبر ، ثم قال : لا إله إلا الله ، قال : لا إله إلا الله ، يقينا من قلبه : دخل الجنة .

لفظهم سواء ، ولفظ عبد العزيز قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم ، إذا سمع المؤذن يقول : الله أكبر ، قال : الله أكبر ، كما يقول ، وإذا قال : أشهد أن لا إله إلا الله ، قال كما يقول إلى آخره مثل ذلك ، وقال : من قال ذلك صادقا من قلبه دخل الجنة .

[ ص: 527 ] رواه مسلم ، والنسائي في " اليوم والليلة " ، عن إسحاق بن منصور ، ورواه أبو داود ، عن محمد بن المثنى ، جميعا عن محمد بن جهضم ، فوقع لنا في الطريق الأولى بدلا عاليا بدرجتين ، وفي ثاني الطريق عاليا بدرجة واحدة ، هذا جميع ما له عندهم والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية