تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
3421 - (ق) : عبد السلام بن صالح بن سليمان بن أيوب بن ميسرة القرشي ، أبو الصلت الهروي ، مولى عبد الرحمن بن سمرة ، سكن نيسابور ، ورحل في الحديث إلى البصرة ، والكوفة ، والحجاز ، واليمن ، وهو خادم علي بن موسى الرضى ، أديب فقيه عالم .

روى عن : إسماعيل بن عياش ، وجرير بن عبد الحميد ، وجعفر بن سليمان الضبعي ، وحماد بن زيد ، وخلف بن خليفة ، وزافر بن سليمان ، وسفيان بن عيينة ، وسلم بن أبي سلم الخياط ، وسليمان بن حيان أبي خالد الأحمر ، وشريك بن عبد الله النخعي ، وأبي صالح شعيب بن الضحاك المدائني ، وعباد بن العوام [ ص: 74 ] وعبد الله بن إدريس ، وعبد الله بن نمير ، وعبد الرزاق بن همام ، وعبد السلام بن حرب ، وعبد الوارث بن سعيد ، وعطاء بن مسلم الخفاف ، وعلي بن حكيم الأودي ، وهو من أقرانه ، وعلي بن موسى الرضى (ق) ، وعلي بن هاشم بن البريد ، وفضيل بن عياض ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن خازم أبي معاوية الضرير ، وأبي خداش مخلد بن خداش الكوفي ، ومعتمر بن سليمان ، وهشيم بن بشير ، ويحيى بن يمان ، ويوسف بن عطية الصفار .

روى عنه : إبراهيم بن إسحاق السراج ، وأبو بكر أحمد بن أبي خيثمة ، وأحمد بن سيار المروزي ، وأبو جعفر أحمد بن عبد الله الطبرستاني الغزاء ، وأحمد بن منصور الرمادي ، وإسحاق بن الحسن الحربي ، وجعفر بن طرخان ، والحسن بن حباب البغدادي المقرئ ، والحسن بن العباس الرازي ، والحسن بن علوية القطان ، والحسن بن علي التميمي الطبري ، وأبو العباس الحسن بن عيسى بن حمران البسطامي ، أخو الحسين بن عيسى ، والحسين بن إسحاق التستري ، والحسين بن حميد بن الربيع اللخمي ، وأبو الهيثم خالد بن أحمد أمير همذان ، وسهل بن أبي سهل (ق) ، وهو ابن زنجلة الرازي ، والعباس بن سهل المذكر ، وعباس بن محمد الدوري ، وعبد الله بن أحمد بن حنبل ، وأبو يحيى عبد الله بن أحمد بن أبي مسرة المكي ، وعبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، وعبد الله بن محمد بن شيرويه ، وعلي بن أحمد بن النضر الأزدي ، وعلي بن حرب الموصلي ، وعلي بن الحسن السلمي ، وعلي بن الحسين بن الجنيد الرازي ، وعمار بن رجاء الحرجاني ، والقاسم بن سلمة ، والقاسم بن عبد الرحمن الأنباري [ ص: 75 ] ومحمد بن إسماعيل الأحمسي (ق) ، ومحمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي ، وأبو بكر محمد بن داود بن يزيد الرازي ، ومحمد بن رافع النيسابوري ، ومحمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، وأبو جعفر محمد بن عبد الرحمن القرشي ، وابنه أبو جعفر محمد بن عبد السلام بن صالح الهروي ، ومحمد بن علي المديني فستقة ، ومحمد بن عمر بن الوليد الكندي ، ومحمد بن هشام بن عجلان الرازي ، ومذكور بن سليمان ، ومعاذ بن المثنى بن معاذ العنبري ، وأبو السري منصور بن محمد بن عبد الله الأسدي الرازي ، وموسى بن عمر ، وآخرون .

قال أحمد بن سيار المروزي : أبو الصلت الهروي ذكر لنا أنه من موالي عبد الرحمن بن سمرة ، وقد لقي وجالس الناس ، ورحل في الحديث ، وكان صاحب قشاف ، وهو من المعدودين في الزهد ، قدم مرو أيام المأمون يريد التوجه إلى الغزو ، فأدخل على المأمون ، فلما سمع كلامه جعله من الخاصة من إخوانه ، وحبسه عنده إلى أن خرج معه إلى الغزو ، فلم يزل عنده مكرما إلى أن أراد إظهار كلام جهم ، وقول القرآن مخلوق ، وجمع بينه وبين بشر المريسي ، وسأله أن يكلمه ، وكان عبد السلام يرد على أهل الأهواء من المرجئة ، والجهمية ، والزنادقة ، والقدرية ، وكلم بشرا المريسي غير مرة بين يدي المأمون مع غيره من [ ص: 76 ] أهل الكلام ، كل ذلك كان الظفر له ، وكان يعرف بكلام الشيعة ، وناظرته في ذلك لأستخرج ما عنده فلم أره يفرط ، ورأيته يقدم أبا بكر ، وعمر ، ويترحم على علي ، وعثمان ، ولا يذكر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلا بالجميل ، وسمعته يقول : هذا مذهبي الذي أدين الله به إلا أن ثم أحاديث يرويها في المثالب ، وسألت إسحاق بن إبراهيم ، عن تلك الأحاديث ، وهي أحاديث مروية نحو ما جاء في أبي موسى ، وما روي في معاوية ، فقال : هذه أحاديث قد رويت ، قلت : فتكره كتابتها أو روايتها أو الرواية عن من يرويها ؟ فقال : أما من يرويها على طريق المعرفة فلا أكره ذلك ، وأما من يرويها ديانة ويريد عيب القوم ، فإني لا أرى الرواية عنه .

أخبرنا بذلك : أبو العز بن المجاور قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور الشيباني ، قال : أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ ، قال : قرأت على الحسن بن أبي القاسم ، عن أبي سعيد أحمد بن محمد بن رميح النسوي قال : سمعت أحمد بن محمد بن عمر بن بسطام ، يقول : سمعت أحمد بن سيار بن أيوب ، يقول : فذكره .

وبه قال : أخبرنا أبو بكر بن ثابت الحافظ قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن مكرم القاضي ، قال : حدثنا القاسم بن عبد الرحمن الأنباري ، قال : حدثنا [ ص: 77 ] أبو الصلت الهروي قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها ، فمن أراد العلم فليأت بابه " .

قال القاسم : سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث ، فقال : هو صحيح .

قال أبو بكر بن ثابت الحافظ : أراد أنه صحيح من حديث أبي معاوية ، وليس بباطل ، إذ قد رواه غير واحد عنه .

وقال أبو بكر المروذي : سئل أبو عبد الله عن أبي الصلت ، فقال : روى أحاديث مناكير ، قيل له : روى حديث مجاهد عن علي : " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " ؟ قال : ما سمعنا بهذا ، قيل له : هذا الذي ينكر عليه ؟ قال : غير هذا ، أما هذا فما سمعنا به روى عن عبد الرزاق واحدا لا نعرفها ، ولم نسمعها ، قيل لأبي عبد الله : قد كان عند عبد الرزاق من هذه الأحاديث الرديئة ؟ قال : لم أسمع منها شيئا .

وقال عمر بن الحسن بن علي بن مالك ، عن أبيه : سألت يحيى بن معين ، عن أبي الصلت الهروي ، فقال : ثقة صدوق ، إلا أنه يتشيع .

[ ص: 78 ] وقال إبراهيم بن عبد الله بن الجنيد : سألت يحيى بن معين ، عن أبي الصلت الهروي فقال : قد سمع ، وما أعرفه بالكذب ، قلت : فحديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس ؟ فقال : ما سمعت به قط ، وما بلغني إلا عنه .

وقال مرة أخرى : سمعت يحيى ، وذكر أبا الصلت الهروي فقال : لم يكن أبو الصلت عندنا من أهل الكذب ، وهذه الأحاديث التي يرويها ما نعرفها .

وقال عبد الخالق بن منصور : سألت يحيى بن معين ، عن أبي الصلت فقال : ما أعرفه ، فقلت : إنه يروي حديث الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس " أنا مدينة العالم ، وعلي بابها " ، فقال : ما هذا الحديث بشيء .

قال الحافظ أبو بكر بن ثابت : أحسب عبد الخالق سأل يحيى عن حال أبي الصلت قديما ، ولم يكن يحيى إذ ذاك يعرفه ، ثم عرفه بعد ، فأجاب إبراهيم بن الجنيد عن حاله ، وأما حديث الأعمش : فإن أبا الصلت كان يرويه عنه ، فأنكره أحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين من حديث أبي معاوية ، ثم بحث يحيى عنه ، فوجد غير أبي الصلت قد رواه ، عن أبي معاوية .

[ ص: 79 ] وقال عباس بن محمد الدوري : سمعت يحيى بن معين يوثق أبا الصلت عبد السلام بن صالح ، فقلت : أو قيل له : إنه حدث عن أبي معاوية ، عن الأعمش " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " ؟ فقال : ما تريدون من هذا المسكين ، أليس قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي ، عن أبي معاوية هذا أو نحوه .

وقال أحمد بن محمد بن القاسم بن محرز : سألت يحيى بن معين ، عن أبي الصلت الهروي ؟ فقال : ليس ممن يكذب ، فقيل له في حديث أبي معاوية ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن ابن عباس " أنا مدينة العلم ، وعلي بابها " فقال : هو من حديث أبي معاوية ، أخبرني ابن نمير قال : حدث به أبو معاوية قديما ، ثم كف عنه ، وكان أبو الصلت رجلا موسرا يطلب هذه الأحاديث ، ويكرم المشايخ ، وكانوا يحدثونه بها .

وقال عبد المؤمن بن خلف النسفي : سألت أبا علي صالح بن محمد ، عن أبي الصلت الهروي ، فقال : رأيت يحيى بن معين يحسن القول فيه ، ورأيت يحيى بن معين عنده ، وسئل عن الحديث الذي روى عن أبي معاوية ، حديث علي " أنا مدينة العلم " فقال : رواه أيضا الفيدي ، قلت : ما اسمه ؟ قال : محمد بن جعفر .

[ ص: 80 ] وقال زكريا بن يحيى الساجي : يحدث بمناكير ، هو عندهم ضعيف .

وقال النسائي : ليس بثقة .

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : سألت أبي عنه ، فقال : لم يكن عندي بصدوق ، وهو ضعيف ، ولم يحدثني عنه ،

وأما أبو زرعة : فأمر أن يضرب على حديث أبي الصلت ، وقال : لا أحدث عنه ، ولا أرضاه .

وقال إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني : كان أبو الصلت الهروي زائغا عن الحق ، مائلا عن القصد ، سمعت من حدثني عن بعض الأئمة أنه قال فيه : هو أكذب من روث حمار الدجال ، وكان قديما متلوثا في الأقذار .

وقال أبو أحمد بن عدي : له أحاديث مناكير في فضل أهل البيت ، وهو متهم فيها .

وقال أبو بكر البرقاني ، عن أبي الحسن الدارقطني : كان رافضيا خبيثا ، قال لي دعلج : إنه سمع أبا سعد الهروي الزاهد ، وقيل له : ما تقول في عبد السلام بن صالح ؟ فقال : نعيم بن الهيصم ثقة ، فقيل : إنما سألتك عن عبد السلام ؟ فقال : نعيم ثقة ، لم يزد على هذا .

[ ص: 81 ] قال أبو الحسن : وروى عن جعفر بن محمد الحديث ، عن آبائه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " الإيمان إقرار بالقول ، وعمل بالجوارح ... الحديث " ، وهو متهم بوضعه ، لم يحدث به إلا من سرقه منه ، فهو الابتداء في هذا الحديث .

قال أبو بكر البرقاني : وحكى لنا أبو الحسن أنه سمع يقول : كلب للعلوية خير من جميع بني أمية ، فقيل : فيهم عثمان ؟ فقال : فيهم عثمان .

قال أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن السامي الهروي : مات يوم الأربعاء لست بقين من شوال سنة ست وثلاثين ومائتين .

روى له ابن ماجه هذا الحديث ، وقد وقع لنا عنه عاليا جدا .

[ ص: 82 ] أخبرنا به : أبو محمد عبد الرحيم بن عبد الملك بن عبد الملك المقدسي ، قال : أنبأنا المؤيد بن عبد الرحيم بن الإخوة قال : أخبرنا زاهر بن طاهر الشحامي ، قال : أخبرنا أبو سعد الكنجروذي ، قال : أخبرنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : أخبرنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن شيرويه ، قال : حدثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي ، قال : حدثنا علي بن موسى الرضى ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ، قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم ، عن الإيمان ما هو ؟ قال : " معرفة بالقلب ، وإقرار باللسان ، وعمل بالأركان " .

رواه عن محمد بن إسماعيل الأحمسي ، وسهل بن زنجلة الرازي عنه ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين .

تابعه الحسن بن علي التميمي الطبرستاني ، عن محمد بن صدقة العنبري ، عن موسى بن جعفر ، وتابعه أحمد بن عيسى بن علي بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب العلوي ، عن عباد بن صهيب ، عن جعفر بن محمد .

التالي السابق


الخدمات العلمية