تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
4370 - (م مد ت س ق) : عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد مناف القرشي الأموي ، أبو أمية [ ص: 36 ] المدني المعروف بالأشدق أخو عنبسة بن سعيد ، ويحيى بن سعيد ، وأبان بن سعيد ، وعبد الله بن سعيد ، ووالد سعيد ، وموسى ، وأمية بني عمرو بن سعيد ، وجد أيوب بن موسى ، وإسماعيل بن أمية ، وإسحاق بن سعيد . وهو عمرو بن سعيد بن العاص الأصغر ، وأما الأكبر فهو عم أبيه من كبار الصحابة قديم الإسلام . وعمرو بن سعيد هذا يقال : إن له رؤية من النبي صلى الله عليه وسلم .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم (مد ت) مرسلا ، وعن أبيه سعيد بن العاص (س) ، وسيابة بن عاصم السلمي ، وعثمان بن عفان (م) ، وعلي بن أبي طالب ، وعمر بن الخطاب (س) ، والصحيح عن أبيه (س) عن عمر بن الخطاب ، وعائشة أم المؤمنين (ق) .

روى عنه : ابنه أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص (مد) والد إسماعيل بن أمية ، وخثيم بن مروان بن قيس السلمي ، وابنه سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص (م س) والد إسحاق بن سعيد ، وعبد الكريم أبو أمية البصري (ق) ، وابنه موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص والد أيوب بن موسى (ت) ، ويحيى بن سعيد الأنصاري

ولاه معاوية ويزيد بن معاوية المدينة ، ثم طلب الخلافة بعد ذلك وزعم أن مروان جعله ولي عهده بعد عبد الملك ابنه وغلب على دمشق ، ثم قتله عبد الملك بعد أن أعطاه الأمان .

ذكره محمد بن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة .

[ ص: 37 ] وقال الزبير بن بكار : فولد سعيد بن العاص : محمدا ، وعثمان الأكبر ، وعمرا يقال له : الأشدق ، ورجالا درجوا وأمهم أم البنين بنت الحكم أخت مروان بن الحكم لأبيه وأمه .

وقال البخاري : كان غزا ابن الزبير ثم قتله عبد الملك بن مروان .

وقال الهيثم بن عدي عن عبد الله بن عياش في تسمية الفقم من الأشراف : عمرو بن سعيد بن العاص .

وقال الأصمعي : حدثنا المبارك بن سعيد ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أبيه ، قال : لما حضرت سعيد بن العاص الوفاة جمع بنيه ، فقال : أيكم يكفل ديني ؟ فسكتوا ، فقال : ما لكم لا تكلمون ؟ فقال عمرو الأشدق وكان عظيم الشدقين : وكم دينك يا أبة ؟ قال : ثلاثون ألف دينار ، قال : فبم استدنتها يا أبة ؟ قال : في كريم سددت فاقته وفي لئيم فديت عرضي منه . فقال عمرو : هي علي يا أبة . فقال سعيد : مضت خلة وبقيت خلتان ، فقال عمرو : وما هما يا أبة ؟ قال : بناتي لا تزوجهن إلا من الأكفاء ولو بعلق الخبز الشعير ، فقال : وأفعل يا أبة قال سعيد : مضت خلتان وبقيت خلة [ ص: 38 ] واحدة . فقال : وما هي يا أبة ؟ فقال : إخواني إن فقدوا وجهي فلا يفقدوا معروفي . فقال عمرو : وأفعل يا أبة : فقال سعيد : أما والله لئن قلت ذلك لقد عرفت ذلك في حماليق وجهك وأنت في مهدك . ثم قال سعيد : ما شتمت رجلا منذ كنت رجلا ولا كلفت من يرتجيني أن يسألني لهو أمن علي مني عليه إذا قضيتها له إذ قصدني لحاجته .

وقال الهيثم بن عدي : كنا جلوسا عند المجالد بن سعيد ، فجاء رجل من الكتاب يتخطى الناس فكلمه لحاجته ثم ذهب ، فلما ولى أقبل أولئك الذين عنده ، فقالوا له : يا أبا عمير ، الكتاب شرار خلق الله ، فقال : ما يدريكم ؟ كان معاوية كاتب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كان خليفة ، وكان عثمان كاتب أبي بكر وكان خليفة ، وكان مروان بن الحكم كاتب عثمان وكان خليفة ، وكان عبد الملك بن مروان كاتب ديوان الجند بالمدينة في خلافة معاوية وكان خليفة ، وكان عمرو بن سعيد كاتب ديوان الجند بالمدينة ، فطلب الخلافة فقتل دونها .

وقال أبو بكر بن دريد عن أبي حاتم ، عن العتبي : قال عبد الملك بن مروان بعد قتله عمرو بن سعيد : إن كان أبو أمية لأحب إلي من دم النواظر ، ولكن والله ما اجتمع فحلان في شول إلا أخرج أحدهما صاحبه ، وإن كان لحمالا للعظائم باهضا إلى المكارم لكنا كما قال أخو بني يربوع :


أجازي من جزاني الخير خيرا وجاز الخير يجزى بالنوال [ ص: 39 ]     وأجزي من جزاني الشر شرا
كما تحذى النعال على النعال

قال يحيى بن بكير ، عن الليث بن سعد : وفي سنة تسع وستين مقتل عمرو بن سعيد بن العاص .

وقال أبو عبيد : قتل سنة تسع وستين .

وقال عبيد الله بن سعد الزهري ، عن أبيه : قتل سنة سبعين ، قتله عبد الملك بن مروان .

وقال أبو سعيد بن يونس : قتله عبد الملك بن مروان ، يقال : بيده ، سنة سبعين .

وقال غيره : قتل بدمشق .

روى له أبو داود في " المراسيل " والباقون سوى البخاري .

أخبرنا أحمد بن أبي الخير ، قال : أنبأنا أبو الحسن الجمال ، قال : أخبرنا أبو علي الحداد ، قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ ، قال : حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، قال : حدثنا أبو خليفة الجمحي . (ح) قال أبو نعيم : وحدثنا سليمان بن أحمد إملاء ، قال : حدثنا عباس بن الفضل الأسفاطي ، ومحمد بن محمد التمار . قالوا :

[ ص: 40 ] حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، قال : حدثنا إسحاق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، قال : كنت مع عثمان فدعا بطهور ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها وسجودها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم يأت كبيرة وذلك الدهر كله " . لفظهم سواء إلا أن سليمان لم يذكر سجودها ، وقال : ما من امرئ مسلم .

قال أبو نعيم : ورواه أيضا يحيى الحماني ، عن إسحاق بن سعيد القرشي ، حدثناه أبو بكر الطلحي ، قال : حدثنا أبو حصين الوادعي ، قال : حدثنا يحيى الحماني ، قال : حدثنا إسحاق بن سعيد القرشي مثله سواء .

رواه مسلم عن عبد بن حميد ، وحجاج بن الشاعر ، عن أبي الوليد ، فوقع لنا بدلا عاليا بدرجتين ، وليس له عنده غيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية