تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
[ ص: 246 ] من اسمه أسيد

517 - (ع) : أسيد بن حضير بن سماك بن عتيك بن رافع بن امرئ القيس بن عبد الأشهل الأنصاري ، أبو يحيى ، ويقال : أبو حضير ، ويقال : أبو عتيك ، ويقال : أبو عيسى ، ويقال : أبو عتيق ، ويقال : أبو عمرو الأشهلي ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أحد النقباء ليلة العقبة ، واختلف في شهوده بدرا .

روى عن : النبي (ع) صلى الله عليه وسلم .

روى عنه : أنس بن مالك (خ م ت س) ، وحصين بن عبد الرحمن الأشهلي (د) ولم يدركه ، وأبو سعيد سعد بن مالك الخدري (خ م س) ، وعبد الرحمن بن أبي ليلى (دق) ، وكعب بن مالك الأنصاري ، [ ص: 247 ] ومحمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي (خت) ولم يدركه ، وأبو ليلى الأنصاري والد عبد الرحمن بن أبي ليلى ، وابن شفيع الطبيب ، وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم .

وشهد الجابية مع عمر بن الخطاب ، فيما ذكره الواقدي ، وشهد معه فتح بيت المقدس .

وقال الأموي ، عن ابن إسحاق : كان نقيب بني عبد الأشهل يوم العقبة ، أسيد بن حضير ، لا عقب له .

وذكره محمد بن سعد في الطبقة الأولى من الأنصار .

وقال في موضع آخر : أمه ، في رواية محمد بن عمر ، أم أسيد بنت النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل ، وفي رواية عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري ، أم أسيد بنت سين بن كرز بن زعوراء بن عبد الأشهل . وكان لأسيد من الولد : يحيى ، وأمه من كندة ، توفي وليس له عقب . وكان أبوه حضير الكتائب ، شريفا في الجاهلية ، وكان رئيس الأوس يوم بعاث ، وهي آخر وقعة كانت بين الأوس والخزرج في الحروب التي كانت بينهم ، وقتل يومئذ حضير الكتائب وكانت هذه الوقعة ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ، قد تنبأ ودعا إلى الإسلام ، ثم هاجر بعدها بست سنين إلى المدينة . وكان أسيد بن حضير بعد أبيه شريفا في قومه في الجاهلية وفي الإسلام . يعد من عقلائهم ، وذوي رأيهم ، وكان يكتب [ ص: 248 ] بالعربية في الجاهلية ، وكانت الكتابة في العرب قليلا ، وكان يحسن العوم ، والرمي ، وكان يسمى من كانت هذه الخصال فيه في الجاهلية " الكامل " ، وكانت قد اجتمعت في أسيد ، وكان أبوه حضير الكتائب يعرف بذلك أيضا ويسمى به .

وقال عبد الله بن وهب ، عن مالك : كان أسيد بن حضير أحد النقباء . قال : وكانت الأنصار فيهم اثنا عشر نقيبا ، وكانوا سبعين رجلا . قال مالك : فحدثني شيخ من الأنصار : أن جبريل - صلى الله عليه وعلى جميع الملائكة - كان يشير له إلى من يجعله نقيبا . قال مالك بن أنس : كنت أعجب كيف جاء من كل قبيلة رجلان ، ومن كل قبيلة رجل ، حتى حدثني هذا الشيخ : أن جبريل كان يشير إليهم يوم البيعة ، يوم العقبة . قال لي مالك : عدة النقباء اثنا عشر رجلا ، تسعة من الخزرج ، وثلاثة من الأوس .

وذكره موسى بن عقبة فيمن شهد العقبة الثانية .

وقال محمد بن سعد : أخبرنا محمد بن عمر ، قال : حدثنا إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة . عن واقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ، قال : كان إسلام أسيد بن الحضير وسعد بن معاذ على يدي مصعب بن عمير العبدري ، في يوم واحد ، تقدم أسيد سعدا في الإسلام بساعة ، وكان مصعب بن عمير قد قدم المدينة ، قبل السبعين ، أصحاب العقبة الآخرة ، يدعو الناس إلى الإسلام .

[ ص: 249 ] ويعلمهم القرآن ، ويفقههم في الدين ، بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم . وشهد أسيد العقبة الآخرة مع السبعين من الأنصار ، في روايتهم جميعا . وكان أحد النقباء الاثني عشر . وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أسيد بن الحضير وزيد بن حارثة . ولم يشهد أسيد بدرا ، وتخلف هو وغيره من أكابر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من النقباء وغيرهم عن بدر ، ولم يظنوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يلقى بها كيدا ، ولا قتالا ، وإنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن معه يتعرضون لعير قريش حين رجعت من الشام ، فبلغ أهل العير ذلك ، فبعثوا إلى مكة من يخبر قريشا بخروج رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم ، وساحلوا بالعير فأفلتت ، وخرج نفير قريش من مكة ، يمنعون عيرهم ، فالتقوا هم ورسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه على غير موعد ببدر .

وقال سهيل بن أبي صالح (ت) ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " نعم الرجل أسيد بن حضير " في حديث طويل .

وقال محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن عائشة : " ثلاثة من الأنصار ، كلهم من بني عبد الأشهل ، لم يكن أحد يعتد عليهم فضلا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم : سعد بن معاذ ، وأسيد بن حضير ، وعباد بن بشر " .

[ ص: 250 ] وقال عبد الله بن المبارك : أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن عمارة بن غزية ، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان ، عن أمه فاطمة بنت حسين ، عن عائشة ، أنها كانت تقول : " كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس " .

وكان يقول : لو أني أكون كما أكون على أحوال ثلاث : لكنت حين أقرأ القرآن وحين أسمعه يقرأ ، وإذا سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإذا شهدت جنازة وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها وما هو صائرة إليه .

أخبرنا بذلك أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي عمر بن قدامة ، وأبو الحسن علي بن أحمد ابن البخاري المقدسيان في جماعة ، قالوا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ابن البناء ، قال : أخبرنا الحسن بن علي الجوهري ، قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق وأبو عمر محمد بن العباس بن حيويه ، قالا : حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد ، قال : حدثنا الحسين بن أحمد المروزي ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، فذكره .

وقال هدبة بن خالد : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن أسيد بن حضير أنه قال : يا رسول الله ، بينما أنا أقرأ سورة البقرة ، إذ سمعت وجبة من خلفي ، فظننت أن فرسي أطلق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقرأ يا أبا عتيك " فالتفت فإذا مثل المصابيح مدلاة بين السماء وبين الأرض ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 251 ] يقول : " اقرأ يا أبا عتيك " ، فقال : يا رسول الله ، ما استطعت أن أمضي . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تلك الملائكة ، نزلت لقراءة سورة البقرة ، أما إنك لو مضيت ، لرأيت العجائب " .

أخبرنا بذلك أبو الحسن ابن البخاري وأبو العباس أحمد بن شيبان ، قالا : أخبرنا أبو حفص بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي ، قال : أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النقور ، قال : أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى بن داود الوزير ، قال : أخبرنا أبو قاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، قال : حدثنا هدبة بن خالد ، فذكره .

وقال عبيد الله بن محمد بن حفص العيشي : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس : أن عباد بن بشر وأسيد بن حضير كانا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في ليلة ظلماء حندس - قال العيشي : الحندس ، الشديدة الظلمة - فلما خرجا أضاءت عصا أحدهما ، فمشوا في ضوئها ، فلما افترقت بهم الطريق أضاءت عصا الآخر .

[ ص: 252 ] أخبرنا بذلك أحمد بن شيبان الشيباني وزينب بنت مكي الحراني ، قالا : أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ، قال : أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن عبد الواحد القزاز ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن حبابة ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد العيشي ، فذكره .

رواه النسائي عن أبي بكر بن نافع ، عن بهز بن أسد ، عن حماد ، به .

وقال البخاري : وقال حماد ، فذكره .

قال أبو عبيد القاسم بن سلام ، ومحمد بن عبد الله بن نمير ، وعمرو بن علي ، وغير واحد : مات سنة عشرين .

[ ص: 253 ] زاد بعضهم : وصلى عليه عمر بن الخطاب .

وقال عبد الأعلى بن حماد النرسي : حدثنا حماد بن سلمة ، عن هشام بن عروة ، عن عروة : أن أسيد بن حضير ، مات وعليه دين ، أربعة آلاف درهم ، فبيعت أرضه ، فقال عمر : لا أترك بني أخي عالة ، فرد الأرض ، وباع ثمرها من الغرماء ، أربع سنين ، بأربعة آلاف ، كل سنة ألف درهم .

أخبرنا بذلك أبو الغنائم ، المسلم بن محمد بن المسلم بن علان القيسي ، وأبو بكر محمد بن إسماعيل ابن الأنماطي الأنصاري ، قالا : أخبرنا أبو اليمن زيد بن الحسن الكندي ، قال : أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن النقور ، قال : أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمران الجندي ، قال : أخبرنا أبو القاسم البغوي ، قال : حدثنا عبد الأعلى ، فذكره .

هذا هو الصحيح في تاريخ وفاته ، وأما الحديث الذي رواه ابن [ ص: 254 ] جريج (مد س) عن عكرمة بن خالد عن أسيد بن حضير الأنصاري (د) : أن معاوية كتب إلى مروان : أن الرجل إذا وجد سرقة في يد رجل فهو أحق بها بالثمن . . الحديث ، فإنه وهم .

رواه هارون بن عبد الله (مد س) ، عن حماد بن مسعدة ، عن ابن جريج ، وقال : قال أحمد بن حنبل : هو في كتاب ابن جريج : أسيد بن ظهير ، ولكن كذا حدثهم بالبصرة ، ورواه عبد الرزاق (س) وغيره عن ابن جريج ، عن عكرمة بن خالد ، عن أسيد بن ظهير ، وهو الصواب ; فإن أسيد بن ظهير هو الذي بقي إلى خلافة معاوية .

روى له الجماعة .

التالي السابق


الخدمات العلمية