تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
5501 - (ق) : محمد بن عمر بن واقد الواقدي الأسلمي ، أبو عبد الله المدني ، قاضي بغداد ، مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي .

روى عن : أسامة بن زيد بن أسلم ، وأسامة بن زيد الليثي ، [ ص: 181 ] وإسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، وثور بن يزيد الحمصي ، وربيعة بن عثمان التيمي ، وسعيد بن بشير ، وسعيد بن عبد العزيز ، وسفيان الثوري ، وعبد الجبار بن عمارة الأنصاري ، وعبد الحميد بن جعفر الأنصاري ، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي ، وعبد العزيز بن المطلب ، وعبد الملك بن جريج ، وغوث بن سليمان بن زياد بن نعيم الحضرمي ، وكثير بن زيد الأسلمي ، ومالك بن أنس ، ومحمد بن عبد الله بن مسلم ابن أخي الزهري ، ومحمد بن عبد الرحمن ابن أبي ذئب ، ومحمد بن عجلان ، ومعاوية بن صالح الحضرمي ، ومعمر بن راشد ، ونجيح أبي معشر المدني ، وهشام بن عمارة النوفلي ، وهشام بن الغاز الجرشي ، والوليد بن كثير ، وأبي حزرة يعقوب بن مجاهد ، وأبي بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، وخلق يطول ذكرهم .

روى عنه أحمد بن الخليل البرجلاني ، وأحمد بن رجاء الفريابي ، وأحمد بن عبيد بن ناصح النحوي أبو عصيدة ، وأحمد بن الفضل الدهقان ، وأحمد بن منصور الرمادي ، والحارث بن محمد بن أبي أسامة ، وحامد بن يحيى البلخي ، والحسن بن داود بن مهران ، والحسن بن عثمان أبو حسان الزيادي ، والحسين بن مرزوق ، وذؤيب بن عمامة السهمي ، وسليمان بن داود الشاذكوني ، وعبد الله بن الحسن الهاشمي ، وأبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة ، وعبد الله بن الوليد بن هشام ، وعلي بن يزيد الصدائي ، وأبو عبيد القاسم بن سلام ، ومحمد بن إدريس الشافعي ومات قبله ، [ ص: 182 ] وأبو بكر محمد بن إسحاق الصاغاني ، وكاتبه محمد بن سعد ، ومحمد بن شجاع ابن الثلجي ، ومحمد بن يحيى بن أبي حاتم الأزدي ، ويحيى بن أبي الخصيب .

قال أبو بكر الأثرم : سمعت أبا عبد الله يقول في حديث نبهان هذا قوله " أفعمياوان أنتما ؟ ... " قال : هذا حديث يونس لم يروه غيره . قال أبو عبد الله : وكان الواقدي رواه عن معمر وتبسم ، أي ليس من حديث معمر ، حدثناه عبد الرزاق عن ابن المبارك عن يونس .

وقال زكريا بن يحيى الساجي : محمد بن عمر بن واقد الأسلمي قاضي بغداد متهم ، حدثني أحمد بن محمد ، قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : لم نزل ندافع أمر الواقدي حتى روى عن معمر ، عن الزهري ، عن نبهان ، عن أم سلمة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " أفعمياوان أنتما ؟.. " فجاء بشيء لا حيلة فيه ، والحديث حديث يونس لم يروه غيره .

[ ص: 183 ] وقال أبو الحسين محمد بن المظفر الحافظ : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن جعفر القزويني بمصر ، قال : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، قال : قدم علينا علي بن المديني بغداد سنة سبع أو ثمان ومائتين ، قال : والواقدي قاض علينا ، قال الرمادي : وكنت أطوف مع علي على الشيوخ الذين يسمع منهم ، فقلت : تريد أن تسمع من الواقدي ، فكان مرويا في السماع منه ، ثم قلت له بعد ذلك . قال : أردت أن أسمع منه فكتب إلي أحمد بن حنبل ، فذكر الواقدي ، وقال : كيف تستحل أن تكتب عن رجل روى عن معمر حديث نبهان مكاتب أم سلمة ، وهذا حديث يونس تفرد به ؟ ! قال الرمادي : وذكر حديثا آخر عن معمر منقطعا مما أنكره أحمد على الواقدي .

أخبرنا بذلك أبو العز الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب ، قال : أخبرني عبيد الله بن أبي الفتح ، قال : أخبرنا محمد بن المظفر الحافظ ، فذكره .

وبه ، قال : حدثنا أحمد بن منصور الرمادي ، قال : قدمت [ ص: 184 ] مصر بعد ذلك ، فكان ابن أبي مريم يحدثنا بحديث نافع بن يزيد . قال أحمد بن منصور : حدثنا ابن أبي مريم ، قال : أخبرنا نافع بن يزيد ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن نبهان مولى أم سلمة ، حدثته أنها كانت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وميمونة قالت : فبينا نحن عنده أقبل ابن أم مكتوم ، فدخل علينا وذلك بعد أن أمر بالحجاب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " احتجبا منه " . قلنا يا رسول الله : أليس هو أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفعمياوان أنتما ، ألستما تبصرانه ؟ " . قال الرمادي : فلما فرغ ابن أبي مريم من هذا الحديث ضحكت . فقال : مم تضحك ؟ فأخبرته بما قال علي وكتب إليه أحمد يقول : هذا حديث تفرد به يونس بن يزيد ، وهذا أنت قد حدثت عن نافع بن يزيد ، عن عقيل وهو أعلى من يونس ، قال : فقال لي ابن أبي مريم : إن شيوخنا المصريين لهم عناية بحديث الزهري .

قال أبو بكر الخطيب : وحدثني الصوري ، قال : أخبرني عبد الغني بن سعيد ، قال : حدثنا أبو طاهر القاضي ، قال : حدثني [ ص: 185 ] إبراهيم بن جابر ، قال : سمعت الرمادي ، وحدث بحديث عقيل ، عن ابن شهاب ، قال : هذا مما ظلم فيه الواقدي .

وقال أبو جعفر العقيلي : حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قال : حدثني أبي قال : سمعت وكيعا يقول لأبي عبد الرحمن - يعني الضرير - ، وحدث بحديث زمعة في غسل الحصا للجمار ، فقال : لو كنت عند الواقدي لحدثك فيه بكذا وكذا ، يعني كذا وكذا حديث . قال أبي : كان الواقدي بعث إلى المنبهي يستعير كتبه يقول : يدخلها في كتبه ، وكنا نرى أن عنده كتبا من كتب الزهري ، فكان يحمل ، وربما قال : يجمع يقول فلان وفلان عن الزهري حديث نبهان ، عن معمر ، والحديث لم يروه معمر ، إنما هو حديث يونس حدثناه عبد الرزاق ، عن يونس كان يحمل الحديث ليس هو من حديث معمر . قال : وسمعت أبي مرة أخرى يقول : ما أشك في الواقدي أنه كان يقلبها ، يعني الأحاديث يقول : يحمل حديث يونس على معمر .

وقال البخاري : الواقدي مديني سكن بغداد ، متروك [ ص: 186 ] الحديث ، تركه أحمد ، وابن نمير ، وابن المبارك ، وإسماعيل بن زكريا .

وقال في موضع آخر : كذبه أحمد .

وقال معاوية بن صالح : قال لي أحمد بن حنبل : هو كذاب .

وقال معاوية أيضا عن يحيى بن معين : ضعيف .

وقال في موضع آخر : ليس بشيء .

وقال في موضع آخر قلت ليحيى : لم لم تعلم عليه حيث كان الكتاب عندك ؟ قال : أستحيي من ابنه ، وهو لي صديق . قلت : فماذا تقول فيه ؟ قال : كان يقلب حديث يونس يغيرها عن [ ص: 187 ] معمر ليس بثقة .

وقال عباس الدوري ، عن يحيى بن معين : ليس بشيء .

وقال عبد الوهاب بن الفرات الهمذاني : سألت يحيى بن معين عن الواقدي ، فقال : ليس بثقة .

وقال المغيرة بن محمد المهلبي : سمعت علي بن المديني يقول : الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي ، ولا أرضاه في الحديث ولا في الأنساب ولا في شيء .

وقال أبو داود : أخبرني من سمع علي بن المديني يقول : روى الواقدي ثلاثين ألف حديث غريب .

[ ص: 188 ] وقال مسلم : متروك الحديث .

وقال النسائي : ليس بثقة .

وقال الحاكم أبو أحمد : ذاهب الحديث .

وقال محمد بن سعد : محمد بن عمر بن واقد الواقدي مولى لبني سهم من أسلم ، وكان قد تحول من المدينة ، فنزل بغداد ، وولي القضاء لعبد الله بن هارون أمير المؤمنين بعسكر المهدي أربع سنين ، وكان عالما بالمغازي ، والسيرة ، والفتوح ، وباختلاف الناس في الحديث ، والأحكام ، واجتماعهم على ما اجتمعوا عليه ، وقد فسر ذلك في كتب استخرجها ووضعها وحدث بها .

وقال أبو بكر الخطيب : قدم الواقدي بغداد ، وولي قضاء الجانب الشرقي منها ، وهو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره ، ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي ، والسير ، والطبقات ، وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم ، والأحداث التي كانت في وقته ، وبعد وفاته صلى الله عليه وسلم ، وكتب الفقه ، واختلاف الناس في الحديث ، وغير ذلك ، وكان جوادا [ ص: 189 ] كريما مشهورا بالسخاء . ثم روى بإسناده عن محمد بن سلام الجمحي ، قال : محمد بن عمر الواقدي عالم دهره .

وعن إبراهيم الحربي ، قال : الواقدي أمين الناس على أهل الإسلام .

وعن إبراهيم بن سعيد الجوهري ، قال : سمعت المأمون يقول : ما قدمت بغداد إلا لأكتب كتب الواقدي .

وعن إبراهيم الحربي ، قال : كان الواقدي أعلم الناس بأمر الإسلام ، فأما الجاهلية فلم يعلم منها شيئا .

وعن موسى بن هارون ، قال : سمعت مصعبا الزبيري يذكر الواقدي ، فقال : والله ما رأيت مثله قط . قال : وسمعت مصعبا يقول : حدثني من سمع عبد الله يعني ابن المبارك يقول : كنت أقدم المدينة فما يفيدني ولا يدلني على الشيوخ إلا الواقدي .

وعن يعقوب مولى أبي عبيد الله ، قال : سمعت [ ص: 190 ] الدراوردي ، وذكر الواقدي ، فقال ذاك أمير المؤمنين في الحديث .

وعن يعقوب بن شيبة ، قال : حدثني بعض أصحابنا ثقة ، قال : سمعت أبا عامر العقدي يسأل عن الواقدي ، فقال : نحن نسأل عن الواقدي إنما يسأل الواقدي عنا ، ما كان يفيدنا الشيوخ والأحاديث إلا الواقدي .

وقال يعقوب : حدثني مفضل ، قال : قال الواقدي : لقد كانت ألواحي تضيع بالمدينة فأوتى بها من شهرتها بالمدينة ، يقال : هذه ألواح ابن واقد .

وعن أحمد بن علي الأبار ، قال : سألت مجاهدا يعني ابن موسى عن الواقدي ، فقال : ما كتبت عن أحد أحفظ منه لقد جاءه رجل من بعض هؤلاء الكتاب ، فسأله عن الرجل لا يستطيع أن يصلي قائما ، فقال : اجلس فجعل يملي عليه ، فقال لي أبو الأحوص الذي كان في البغويين : تعال واسمع ، فجعل يقول : حدثنا فلان عن فلان يصلي قاعدا ، يصلي على جنبه ، يصلي بحاجبيه . فقال لي : سمعت من هذا شيئا ؟ قلت : لا . قال : وبلغني عن الشاذكوني أنه قال : إما أن يكون أصدق الناس ، وإما أن يكون أكذب الناس ، وذلك أنه كتب عنه ، فلما أراد أن يخرج [ ص: 191 ] جاء بالكتاب ، فسأله ، فإذا هو لا يغير حرفا ، وكان يعرف رأي سفيان ، ومالك ، ما رأيت مثله .

وقال عبد الرحمن بن أبي حاتم : حدثني أبي ، قال : حدثنا معاوية بن صالح بن أبي عبيد الله الأشعري الدمشقي ، قال : سمعت سنيد بن داود يقول : كنا عند هشيم فدخل الواقدي فسأله هشيم عن باب ما يحفظ فيه ، فقال له الواقدي : ما عندك يا أبا معاوية ؟ فذكر خمسة أحاديث أو ستة في الباب . ثم قال للواقدي : ما عندك ؟ فحدثه بثلاثين حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين ، ثم قال : سألت مالكا ، وسألت ابن أبي ذئب ، وسألت ، وسألت ، فرأيت وجه هشيم يتغير . وقام الواقدي فخرج ، فقال هشيم : لئن كان كذابا فما في الدنيا مثله ، وإن كان صادقا فما في الدنيا مثله .

وقال إبراهيم بن جابر الفقيه : سمعت الصاغاني ، وذكر الواقدي ، فقال : والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه . حدث عنه أربعة أئمة : أبو بكر بن أبي شيبة ، وأبو عبيد ، وأحسبه ذكر أبا خيثمة ورجلا آخر .

وقال إبراهيم الحربي : سمعت مصعبا الزبيري ، وسئل عن الواقدي ، فقال : ثقة مأمون

، وسئل المسيبي عنه ، فقال : ثقة [ ص: 192 ] مأمون ،

وسئل معن بن عيسى عنه ، فقال : ءأسأل أنا عن الواقدي ، يسأل الواقدي عني .

وسئل عنه أبو يحيى الأزهري ، فقال : ثقة مأمون .

وقال أيضا : سألت ابن نمير عن الواقدي ، فقال : أما حديثه هنا فمستوي ، وأما حديث أهل المدينة فهم أعلم به . وقال في موضع آخر : سمعت أبا عبيد القاسم بن سلام يقول : الواقدي ثقة . قال إبراهيم : وإما فقه أبي عبيد فمن كتب محمد بن عمر الواقدي الاختلاف والإجماع كان عنده .

قال محمد بن سعد : أخبرني أنه ولد في أول سنة ثلاثين ومائة .

وقال في موضع آخر : محمد بن عمر بن واقد الأسلمي مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي ، كان من أهل المدينة ، فقدم بغداد في سنة ثمانين ومائة في دين لحقه ، فلم يزل بها ، وخرج إلى الشام والرقة ، ثم رجع إلى بغداد ، فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان ، فولاه القضاء بعسكر المهدي ، فلم يزل قاضيا حتى مات ببغداد ليلة الثلاثاء لإحدى عشرة ليلة خلت من [ ص: 193 ] ذي الحجة سنة سبع ومائتين ، ودفن يوم الثلاثاء في مقابر الخيزران ، وهو ابن ثمان وسبعين سنة ، وذكر أنه ولد سنة ثلاثين ومائة في آخر خلافة مروان بن محمد .

وكذلك ذكر غير واحد أنه مات في ذي الحجة سنة سبع ومائتين .

[ ص: 194 ] روى ابن ماجه حديثا عن أبي بكر بن أبي شيبة عن شيخ له عن عبد الحميد بن جعفر ، عن محمد بن يحيى بن حبان ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم " ما على أحدكم لو اشترى ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته " .

ورواه عبد بن حميد عن أبي بكر بن أبي شيبة عن [ ص: 195 ] الواقدي ، عن عبد الحميد بن جعفر .

التالي السابق


الخدمات العلمية