تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
7163 - (ل ت) : يوسف بن يحيى القرشي ، أبو يعقوب البويطي المصري الفقيه ، صاحب الشافعي .

[ ص: 473 ] روى عن : عبد الله بن وهب ، ومحمد بن إدريس الشافعي ( ت ) .

روى عنه : إبراهيم بن إسحاق الحربي ، وإبراهيم بن منصور الرمادي ، وأبو الطاهر خير بن عرفة المصري الخولاني ، والربيع بن سليمان المرادي ( ل ) ، وصالح بن محمد الرازي نزيل بغداد ، والقاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري ، والقاسم بن هاشم السمسار ، وأبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ( ت ) ، ومحمد بن عامر المصيصي ، ومحمد بن عبد الله بن سعيد الأندلسي الجوهري ، وأبو سهل محمود بن النضر بن واصل البخاري الباهلي وهو أول من حمل كتب الشافعي إلى بخارى ، ويحيى بن عثمان بن صالح السهمي ، وأبو حاتم الرازي ، وقال : صدوق ، وأبو الوليد بن أبي الجارود المكي .

أخبرنا أبو العز الشيباني ، قال : أخبرنا أبو اليمن الكندي ، قال : أخبرنا أبو منصور القزاز ، قال : أخبرنا أبو بكر الخطيب الحافظ ، قال : وكان قد حمل إلى بغداد في أيام المحنة وأريد على القول بخلق القرآن ، فامتنع من الإجابة إلى ذلك ، فحبس ببغداد ، ولم يزل في الحبس إلى حين وفاته ، وكان صالحا ، متعبدا ، زاهدا .

وبه قال : أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسن بن بندار الإستراباذي ببيت المقدس ، قال : حدثنا أبو الحسن علي [ ص: 474 ] ابن محمد الطيبي بإستراباذ ، قال : حدثنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد ، قال : سمعت الربيع ، وهو ابن سليمان ، قال : سمعت أبا الوليد بن أبي الجارود ، يقول : كان أبو يعقوب البويطي جاري ، قال : فما كنت أنتبه ساعة من الليل إلا سمعته يقرأ ويصلي .

قال الربيع : وكان أبو يعقوب أبدا يحرك شفتيه بذكر الله عز وجل ، أو نحو ما قال .

وبه ، قال : قلت للربيع : سمعت البويطي يقول : إنما خلق الله كل شيء بكن ، فإن كانت كن مخلوقة ، فمخلوق خلق مخلوقا ؟ قال : نعم .

وبه ، قال : أخبرنا الحسن بن الحسين بن حمكان الفقيه الهمذاني ، قال : حدثني الفضل بن الفضيل الكندي ، قال : حدثنا عبد الرحمن - يعني - ابن محمد بن إدريس الرازي ، قال : قال الربيع بن سليمان : ما رأيت أحدا أبرع بحجة من كتاب الله تعالى من أبي يعقوب البويطي .

وبه ، قال : أخبرنا العتيقي والتنوخي ، قالا : أخبرنا علي بن عبد العزيز البردعي ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم ، قال : في كتابي عن الربيع بن سليمان ، قال : كان لأبي يعقوب البويطي من الشافعي منزلة ، وكان الرجل ربما سأله عن المسألة ، فيقول : سل أبا يعقوب ، فإذا أجاب أخبره ، فيقول : هو كما قال .

قال : وربما جاء إلى الشافعي رسول صاحب الشرطة ، فيوجه الشافعي أبا يعقوب البويطي ويقول : هذا لساني .

وبه ، قال : أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن علي الإستراباذي ، قال : أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ بنيسابور ، قال : سمعت أبا [ ص: 475 ] العباس محمد بن يعقوب غير مرة يقول : رأيت أبي في المنام ، فقال لي : يا بني عليك بكتاب البويطي ، فليس في الكتب أقل خطأ منه .

وبه ، قال : أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد بن طلاب الخطيب بدمشق ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان السلمي ، قال : حدثنا محمد بن بشر الزنبري بمصر ، قال : سمعت الربيع بن سليمان يقول : كنت عند الشافعي أنا والمزني وأبو يعقوب البويطي ، فنظر إلينا ، فقال لي : أنت تموت في الحديث ، وقال للبويطي : أنت تموت في الحديد ، وقال للمزني : هذا لو ناظره الشيطان قطعه أو جدله ، قال الربيع : فدخلت على البويطي أيام المحنة فرأيته مقيدا إلى أنصاف ساقيه ، مغلولة يداه إلى عنقه .

إلى هنا عن أبي بكر الخطيب ، عن شيوخه .

وقال أبو عمر بن عبد البر : كان من أهل الدين والعلم والفهم والثقة ، صليبا في السنة ، يرد على أهل البدع ، وكان حسن النظر .

وقال أبو سعيد بن يونس : كان من أصحاب الشافعي ، وكان متقشفا ، حمل من مصر أيام المحنة والفتنة بالقرآن إلى العراق ، فأرادوه على الفتنة ، فامتنع ، فسجن ببغداد ، وقيد ، وأقام مسجونا إلى أن توفي في السجن والقيد ، ببغداد سنة اثنتين وثلاثين [ ص: 476 ] ومائتين ، وقد كتب عنه شيء يسير ، كذا قال في تاريخ وفاته .

وقال محمد بن عبد الله الحضرمي ، وموسى بن هارون الحافظ ، وأبو القاسم البغوي وغيرهم : مات سنة إحدى وثلاثين ومائتين ، وهذا هو الصحيح .

وزاد موسى بن هارون : في رجب ، وشهدت جنازته ، حبس في القرآن فلم يجب .

روى له أبو داود في " المسائل " قوله : " من قال القرآن مخلوق فهو كافر " ، والترمذي عن الشافعي قوله .

التالي السابق


الخدمات العلمية