تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
886 - ( عس ) : جارية بن قدامة بن زهير ، ويقال : ابن مالك بن زهير بن الحصين بن رذاح بن أبي سعد واسمه أسعد بن بجير بن ربيعة بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي السعدي أبو أيوب . وقيل : أبو قدامة . وقيل : أبو يزيد البصري . مختلف في صحبته . قيل : إنه عم الأحنف بن قيس .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم حديث " لا تغضب " . وقيل : عن عم له ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعن علي بن أبي طالب ( عس ) ، [ ص: 481 ] وشهد معه صفين أميرا على بني تميم .

روى عنه : الأحنف بن قيس التميمي ، والحسن البصري ( عس ) .

قال أحمد بن عبد الله العجلي : بصري تابعي ثقة .

وقال أبو أحمد العسكري : تميمي شريف لحق النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه ، ثم صحب أمير المؤمنين عليا وكان يقال له محرق لأنه أحرق ابن الحضرمي بالبصرة وكان ابن الحضرمي وجه به معاوية إلى البصرة ينعى قتل عثمان واستنفر أهل البصرة على قتال علي ، فوجه علي جارية بن قدامة إليه فتحصن عنه ابن الحضرمي بدار يعرف بدار سينيل فأضرم جارية الدار عليه فاحترقت بمن فيها ، وكان جارية شجاعا مقداما فاتكا .

وقال محمد بن سعد في تسمية من نزل البصرة من الصحابة : جارية بن قدامة السعدي وله أخبار ومشاهد كان مع علي بن أبي طالب بعثه إلى البصرة وبها عبد الله بن عامر الحضرمي ، خليفة عبد الله بن عامر بن كريز ، فحاصروه في دار سينيل رجل من بني تميم ، وكان معاوية بعثه إلى البصرة يتابع له .

وقال أبو بكر بن أبي الدنيا : حدثني أبو عثمان القرشي ، وهو سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي ، قال : حدثنا محمد بن سعيد ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير ، قال : قدم جارية بن قدامة [ ص: 482 ] السعدي على معاوية ، ومع معاوية على سريره الأحنف بن قيس ، والحباب المجاشعي ، فقال له معاوية : من أنت ؟ قال : جارية بن قدامة ، قال : وكان قليلا ، قال : وما عسيت أن تكون ، هل أنت إلا نحلة ؟! قال : لا تفعل يا أمير المؤمنين ، فقد شبهتني بها حامية اللسعة حلوة البساق ، والله ما معاوية إلا كلبة تعاوي الكلاب ، وما أمية إلا تصغير أمة ! قال معاوية : لا تفعل ، قال : إنك فعلت ، قال : ادن فاجلس معي على السرير ، قال : لا ، قال : لم ؟ قال : رأيت هذين قد أماطاني عن مجلسك ، فلم أكن لأشركهما ، قال : ادن أسارك ، فدنا ، قال : إني اشتريت من هذين دينهما ، قال : ومني ، فاشتر يا أمير المؤمنين ، قال : لا تجهر !

قال : وأخبرني محمد بن صالح القرشي ، عن علي بن محمد القرشي ، عن مسلمة ، وهو ابن محارب ، عن الفضل بن سويد ، قال : وفد الأحنف بن قيس وجارية بن قدامة ، والحباب بن يزيد المجاشعي على معاوية ، فقال لجارية : يا جارية ، أنت الساعي مع علي بن أبي طالب ، والموقد النار في شعلك تجوس قرى عربية تسفك دماءهم ؟! قال جارية : يا معاوية ، دع عنك عليا فما أبغضنا عليا مذ أحببناه ولا غششناه مذ نصحناه ، قال : ويحك يا جارية ، ما كان أهونك على أهلك ، إذ سموك جارية ، قال : أنت يا معاوية كنت أهون على أهلك إذ سموك معاوية ، قال : لا أم لك ، قال : أم ما ولدتني ، إن قوائم السيوف التي لقيناك بها بصفين في أيدينا ، قال : إنك لتهددني ، قال : إنك لم تملكنا قسرة ولم تفتحنا عنوة ، ولكن أعطيتنا عهودا ومواثيق ، فإن وفيت لنا وفينا لك ، وإن نزعت إلى غير ذلك فقد تركنا وراءنا رجالا مدادا وأذرعا شدادا ، [ ص: 483 ] وأسنة حدادا فإن بسطت إلينا فترا من غدر دلفنا إليك بباع من ختر ، قال معاوية : لا كثر الله في الناس أمثالك ، قال : قل معروفا يا أمير المؤمنين فقد بلونا قريشا فوجدناك أوراها زندا وأكثرها رفدا ، فأرعنا رويدا فإن شر الرعاء الحطمة .

وقال أبو بكر بن الأنباري : أخبرني أبي ، عن أحمد بن عبيد ، قال : بينا الأحنف بن قيس في الجامع بالبصرة إذا رجل قد لطمه فأمسك الأحنف يده على عينيه ، وقال : ما شأنك ، فقال : اجتعلت جعلا على أن ألطم سيد بني تميم ، فقال : لست سيدهم ، إنما سيدهم جارية بن قدامة وكان جارية في المسجد فذهب الرجل فلطمه ، قال : فأخرج جارية من خفه سكينا فقطع يده وناوله ، فقال له الرجل : ما أنت قطعت يدي إنما قطعها الأحنف بن قيس .

روى له النسائي في مسند علي حديث : " أرأيت هذا الأمر الذي أنت عليه ، أشيء عهده إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " الحديث .

التالي السابق


الخدمات العلمية