تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي - جمال الدين أبو الحجاج المزي

صفحة جزء
7550 - ( ق) : أبو عنبة الخولاني ، مختلف في صحبته . قيل : اسمه عبد الله بن عنبة ، وقيل : عمارة . كان يسكن حمص ، وكان ممن أدرك الجاهلية ، وأسلم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم . وقيل : إنه صلى القبلتين ، وصحب معاذ بن جبل ، وكان أعمى .

روى عن : النبي صلى الله عليه وسلم ( ق ) ، وعن عمر بن الخطاب ، وشهد خطبته بالجابية .

[ ص: 150 ] روى عنه : بكر بن زرعة الخولاني ( ق ) ، وأبو الزاهرية حدير بن كريب ( ق ) ، وشرحبيل بن شفعة الشامي ، وطليق بن سمير ، ويقال : ابن عمير ، الرعيني الحمصي ، وعبد الله بن أبي قيس النصري ، ولقمان بن عامر ، ومحمد بن زياد الألهاني ، ومربح بن مسروق الخولاني ، وأبو عبد الله الجسري .

ذكره خليفة بن خياط ، ومحمد بن سعد ، وأبو القاسم البغوي وغير واحد في الصحابة .

وقال عبد الصمد بن سعيد القاضي في تسمية من نزل حمص من الصحابة : أبو عنبة الخولاني ممن أكل الدم في الجاهلية ومنزله بحمص معروف في سوق جرجس بالقرب من مسجد الكلفيين ، وقد صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين كلتيهما ، أخبرني يزيد بن عبد الصمد الدمشقي ، يعني بذلك .

وقال الحاكم أبو أحمد : أبو عنبة الخولاني ، يقال : كان ممن صلى القبلتين ، وسمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، ويقال : أسلم والنبي صلى الله عليه وسلم حي .

وذكره أبو الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من التابعين .

وقال أحمد بن محمد بن عيسى صاحب " تاريخ الحمصيين " في تسمية أصحاب أبي عبيدة ومعاذ والذين حضروا خطبة عمر بالجابية ، فمنهم : أبو عنبة الخولاني ، أدرك الجاهلية وعاش إلى [ ص: 151 ] خلافة عبد الملك ، وأكل الدم في الجاهلية ، وكان من أصحاب معاذ ممن أسلم ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي ، وكان أعمى .

وقال المفضل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين في حديث أبي عنبة الخولاني : إنه ممن صلى القبلتين . قال أهل الشام : إنه من كبار التابعين ، وأنكروا أن له صحبة ، وأنه مددي من أهل اليمن ، أمدوا بهم في اليرموك .

وقال أبو حاتم الرازي : هو في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام .

وقال أبو زرعة الدمشقي في الطبقة التي تلي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي العليا : أبو عنبة الخولاني ، وأبو فالح الأنماري جاهليان صحبا معاذا ، وأسلم أبو عنبة ورسول صلى الله عليه وسلم حي ، أخبرني بذلك حيوة ، عن بقية ، عن محمد بن زياد الألهاني .

وقال بكر بن زرعة الخولاني ، عن لقمان بن عامر ، عن أبي عنبة الخولاني : رب كلمة خير من إعطاء .

قال : وقال أبو مطيع الأطرابلسي عن محمد بن زياد ، عن أبي عنبة الخولاني ، إن لله آنية في أرضه ، وآنيته في أرضه قلوب عباده الصالحين فأحبها إليه أرحمها وألينها .

وقال إسماعيل بن عياش : حدثني محمد بن زياد عن أبي عنبة الخولاني أنه كان يوما في مجلس خولان في المسجد جالسا ، فخرج عبد الله بن عبد الوهاب هاربا من الطاعون ، فسأل عنه ، [ ص: 152 ] فقالوا : خرج يزحزح هاربا من الطاعون ، فقال : إنا لله وإنا إليه راجعون ، ما كنت أرى أن أبقى حتى أسمع بمثل هذا ، أفلا أخبركم عن خلال كان عليها إخوانكم : أولها لقاء الله كان أحب إليهم من الشهد ، والثاني : لم يكونوا يخافون عدوا قلوا أو كثروا ، والثالثة : لم يكونوا يخافون عوزا من الدنيا ، كانوا واثقين بالله أن يرزقهم ، والرابعة : إن نزل بهم الطاعون لم يتزحزحوا حتى يقضي الله فيهم ما قضى .

قال خليفة بن خياط في الطبقة الثالثة من أهل الشامات : أبو عنبة ، مات سنة ثماني عشرة ومائة .

وقد ذكرنا قول صاحب " تاريخ الحمصيين " أنه عاش إلى خلافة عبد الملك ، وهو أشبه بالصواب مما قاله خليفة ، والله أعلم .

روى له ابن ماجه حديثين في أحدهما التصريح بأنه سمع من النبي صلى الله عليه وسلم ، وهو عندنا بعلو .

أخبرنا به أبو إسحاق ابن الدرجي ، قال : أنبأنا أبو جعفر الصيدلاني ، قال : أخبرنا محمود بن إسماعيل الصيرفي ، قال : أخبرنا أبو الحسين بن فاذشاه ، قال : أخبرنا أبو القاسم الطبراني ، قال : حدثنا أحمد بن المعلى الدمشقي ، قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا الجراح بن مليح ، قال : حدثنا بكر بن زرعة ، قال : سمعت أبا عنبة الخولاني ، وكان ممن صلى القبلتين مع [ ص: 153 ] رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأكل الدم في الجاهلية ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا يزال الله يغرس في هذا الدين بغرس يستعملهم بطاعته " .

رواه عن هشام بن عمار ، فوافقناه فيه بعلو ، وقد كتبناه في ترجمة بكر بن زرعة من وجه آخر .

التالي السابق


الخدمات العلمية