1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عنه صلى الله عليه وسلم في الأعداد من الزمان التي لو وقفها من مر بين يدي المصلي كانت خيرا له من مروره من بين يديه ما هي
صفحة جزء
[ ص: 82 ] 10 - باب بيان مشكل ما روي عنه صلى الله عليه وسلم في الأعداد من الزمان التي لو وقفها من مر بين يدي المصلي كانت خيرا له من مروره من بين يديه ما هي ، وهل هي من السنين أو من الشهور أو من الأيام ؟

84 - حدثنا يونس ، قال حدثنا سفيان ، عن أبي النضر ، عن بسر بن سعيد .

أرسله أبو جهيم ابن أخت أبي بن كعب إلى زيد بن خالد الجهني ، يسأله ما سمعت من النبي عليه السلام في الذي يمر بين يدي المصلي فحدثه عن النبي عليه السلام : { لأن يقوم أحدكم أربعين خير له من أن يمر بين يديه ، لا يدري أربعين سنة ، أو شهرا ، أو يوما } .

85 - حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، عن مالك ، عن أبي النضر ، عن بسر ، كما قد حدثناه عن ابن عيينة ، عن أبي النضر إلا أنه [ ص: 83 ] قال : أرسله زيد إلى أبي الجهيم .

قال أبو جعفر : ولما اختلف مالك وسفيان في المردود إليه رواية ما في هذا الحديث عن النبي عليه السلام من هو من زيد بن خالد ومن أبي الجهيم الأنصاري ، احتجنا إلى طلبه من رواية غيرهما من الأئمة الذين رووه عن أبي النضر ليكون ما عسى أن نجده في ذلك قاضيا بين مالك وابن عيينة فيه .

86 - فوجدنا إبراهيم بن مرزوق قد حدثنا قال : حدثنا أبو عامر العقدي ، حدثنا سفيان يعني الثوري ، عن سالم أبي النضر ، عن بسر بن سعيد ، عن أبي الجهيم الأنصاري ، قال : سمعت النبي عليه السلام يقول : { لأن يقوم أحدكم أربعين خير له من أن يمر بين يديه ، قال : ما أدري أربعين يوما ، أو أربعين شهرا ، أو أربعين سنة } .

فكان في ذلك أن راويه عن النبي عليه السلام هو أبو الجهيم الأنصاري لا زيد بن خالد ، فوجب بذلك القضاء فيما اختلف فيه مالك وسفيان بن عيينة لمالك على ابن عيينة ؛ لأن مالكا والثوري لما اجتمعا في ذلك على شيء ، كانا أولى بحفظه من ابن عيينة فيما خالفهما فيه .

[ ص: 84 ] ثم رجعنا إلى طلب الأعداد المذكورة فيه هل هي من السنين أو من الشهور أو من الأيام . ؟

87 - فوجدنا أبا أمية قد حدثنا قال : حدثنا علي بن قادم ، حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن . قال أبو جعفر : يعني : ابن موهب ، عن عمه ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله عليه السلام : { لو يعلم الذي يمر بين يدي أخيه معترضا ، وهو يناجي ربه ، لكان [ أن ] يقف مكانه مائة عام ، خير له من الخطوة التي خطا } .

قال أبو جعفر : فدل ذلك أن تلك الأربعين من الأعوام ، لا مما سواها من الشهور ، ومن الأيام ، والله نسأله التوفيق .

وحديث أبي هريرة هذا هو عندنا ، والله أعلم متأخر عن حديث أبي الجهيم ، الذي رويناه في صدر هذا الباب ؛ لأن في حديث أبي هريرة الزيادة في الوعيد للمار بين يدي المصلي ، والذي في حديث أبي الجهيم التخفيف ، وأولى الأشياء بنا أن نظنه بالله تعالى الزيادة في الوعيد للعاصي المار بين يدي المصلي لا التخفيف من ذلك عنه في مروره بين يدي المصلي .

التالي السابق


الخدمات العلمية