صفحة جزء
[ ص: 334 ] 128 - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام من قوله : يستجاب لأحدكم ما لم يعجل ، فيقول دعوت فلم يستجب لي

877 - حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، حدثني مالك ، عن ابن شهاب ، عن أبي عبيد ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله عليه السلام : { يستجاب لأحدكم ما لم يعجل فيقول : دعوت فلم يستجب لي } .

878 - وحدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، حدثني يونس ، عن ابن شهاب ، عن أبي عبيد ، عن أبي هريرة ... مثله ولم يرفعه .

879 - وحدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، حدثنا حجاج بن رشدين ، أخبرني حيوة بن شريح ، عن ابن عجلان ، عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { يستجاب للعبد ما لم [ ص: 335 ] يعجل ، قيل : وما عجلته ؟ قال : يقول : قد دعوت الله فما استجاب ، ودعوت الله فما استجاب } .

880 - حدثنا الربيع الجيزي ، حدثنا أبو زرعة وهب الله بن راشد ، حدثنا حيوة قال : سمعت ابن عجلان يحدث عن زيد بن أسلم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

فقال قائل : وجدنا الرجل يدعو فلا يستجاب له ، وإن لم يكن قال هذا القول الذي ذكر في الحديث أنه يمنع به من الاستجابة له .

فكان جوابنا له في ذلك : أن الذي روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث فهو كما روي عنه لا خلف لقوله ؛ ولكن الاستجابة في ذلك لم تبين لنا ما هي في هذا الحديث وثبتت لنا في غيره وذكر لنا فيه ما هي .

881 - حدثنا عبد الملك بن مروان ، حدثنا الفريابي ، عن ابن ثوبان ، عن أبيه ، عن جبير بن نفير ، عن عبادة بن الصامت ، حدثهم { أن النبي عليه السلام قال : ما على [ ص: 336 ] الأرض من رجل مسلم يدعو الله عز وجل بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ، فقال رجل من القوم : إذا نكثر يا رسول الله ، فقال : الله أكثر } .

882 - وكما حدثنا فهد ، حدثنا الحسن بن الربيع ، حدثنا جعفر بن سليمان ، عن علي بن علي ، عن أبي المتوكل ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { دعوة العبد المسلم لا ترد إلا بإحدى ثلاث ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ، وإما أن يصرف عنه من السوء بقدر ما دعا } .

[ ص: 337 ] فبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذين الحديثين الاستجابة من الله تعالى لمن يدعوه ما هي بعد أن يكون ما يدعوه به ليس بإثم ولا بقطيعة رحم ، وأنها أن يعطي من دعاه ما دعا فيعلم ذلك ، أو يصرف عنه من السوء ما هو خير له مما دعا فلا يعلم ذلك .

فبان بما ذكرنا معنى ما في الحديث الأول وأن الاستجابة من الله لمن يدعوه من عباده بما يجوز له أن يدعوه به يعطاها لا محالة غير أنها مما قد نعلمه بالموافقة العطية المدعوة فيعلم أنه قد استجيب له ، أو يعطيه ما سوى ما دعا به من صرف ما يصرفه عنه فتكون الاستجابة قد كانت من الله عز وجل وإنما لم يعلمها .

فخرج بما ذكرنا بيان وجه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه عنه في الحديث الذي رويناه في صدر هذا الباب .

التالي السابق


الخدمات العلمية