1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في تأخر جبريل عليه السلام عنه في الوقت الذي كان وعده أن يأتيه فيه في منزله
صفحة جزء
[ ص: 338 ] 129 - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام في تأخر جبريل عليه السلام عنه في الوقت الذي كان وعده أن يأتيه فيه في منزله بسبب الجرو الذي كان في بيته ولم يعلم به

883 - حدثنا إبراهيم بن محمد الصيرفي البصري أبو بكر ، حدثنا أبو الوليد الطيالسي ، حدثنا سليمان بن كثير ، عن الزهري ، عن عبيد بن السباق ، عن ابن عباس ، عن ميمونة قالت : { خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فاترا فقلت : يا رسول الله ما لي أراك فاترا ؟ فقال : إن جبريل وعدني فما أخلفني قط ، فظل يومه وليلته وفي البيت جرو كلب تحت سرير لهم فأخرجه ثم أخذ ماء بيده فنضح مكانه ، فأتاه جبريل عليه السلام فقال : ما منعك ؟ فقال : إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة ، فأمر بقتل الكلاب ، فإن كان ليكلم في الكلب الصغير فما يأذن فيه } .

[ ص: 339 ]

884 - حدثنا نصر بن مرزوق ، حدثنا الخصيب بن ناصح ، حدثنا وهيب بن خالد ، عن أبي حازم ، عن أبي سلمة ، عن عائشة أن { جبريل احتبس عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتاه فقال له ما حبسك ؟ قال : جرو في بيتك ، فنظروا فإذا جرو تحت السرير ، فأمر به النبي عليه السلام فأخرج } .

885 - حدثنا فهد ، حدثنا علي بن معبد ، حدثنا إسماعيل بن جعفر ، عن محمد بن عمرو ، عن أبي سلمة ، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أن { جبريل وعد النبي صلى الله عليه وسلم في ساعة يأتيه فيها ، فذهبت الساعة ولم يأته ، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جبريل عليه السلام على الباب ، فقال : ما يمنعك أن تدخل البيت ؟ قال : إن في البيت كلبا وإنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة ، فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالكلب فأخرج ثم أمر الكلاب أن تقتل } .

[ ص: 340 ]

886 - حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم ، حدثنا نعيم بن حماد ، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن عائشة قالت : { وعد جبريل النبي عليهما السلام في ساعة يأتيه فيها ، فجاءت الساعة ولم يأته وفي يده عصية فألقاها من يده وقال : ما يخلف الله وعده ولا رسله ، ثم التفت النبي صلى الله عليه وسلم فإذا جرو كلب تحت السرير ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أين هذا الكلب ؟ قالت : والله ما دريت به ، فأمر به فأخرج وجاءه جبريل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : وعدتني في ساعة وجلست لك فلم تأتني ، فقال : منعني الكلب الذي كان في بيتك ، إنا لا ندخل بيتا فيه كلب ولا صورة } .

887 - حدثنا ابن أبي داود ، حدثنا أبو ثابت محمد بن عبيد الله المديني ، حدثنا عبد العزيز بن محمد ، عن ابن أبي ذئب ، عن الحارث بن عبد الرحمن ، عن كريب ، عن { أسامة بن زيد قال : دخلت على رسول الله عليه السلام وعليه الكآبة فسألته عن ذلك فقال : وعدني جبريل يأتيني وكان إذا وعدني لم يخلفني ... } وذكره .

[ ص: 341 ] ففيما روينا أن جبريل وعد رسول الله عليهما السلام أن يأتيه إلى منزله في ساعة بعينها بلا استثناء كان في وعده إياه بذلك ثم تأخر عن إتيانه إياه فيها إلى منزله إذ كان فيه ما يمنع من دخوله إياه وهو الكلب الذي كان فيه ؛ لأن في الشريعة أنه لا يدخل بيتا فيه كلب ولا صورة ، وكان ذلك بالشريعة مستثنى من وعده ، وإن لم يكن استثناؤه منه بلسانه .

فمثل ذلك الرجل يعد الرجل بالجلوس عنده في منزله لما يسأله الجلوس عنده فيه في وقت يذكره فيكون في منزله في ذلك الوقت ما تمنعه الشريعة من دخول ذلك المنزل وهو فيه من خمر يشرب فيه أو مما سواها من المعاصي التي تمنعه الشريعة من حضورها فيتخلف من دخول منزله لذلك فلا يدخل بتخلفه ذلك في حكم من وعد وعدا فأخلفه .

ومثل ذلك أيضا أن يعد زوجته بوطئه إياها في وقت يذكره لها [ ص: 342 ] فيدركها الحيض في وقتها ذلك فلا يكون بتركه وطأها في حكم من وعد وعدا ثم أخلفه .

ومثل ذلك الرجل يجعل على نفسه صوم غد الليلة التي يقدم فيها فلان فيقدم فلان في ليلة يكون غدها النحر فيترك صومه لحرمة صومه ، فليس بتركه ذلك مذموما بل هو محمود فيه ، وغير داخل في من وعد وعدا فأخلفه إذا كان الذي منعه من الوفاء لما قال الشريعة .

ومثل ذلك الرجل يعد الرجل أن يجلس له في مكانه منتظرا له حتى يأتيه فتحضر الصلاة فيقوم لها ويدع انتظاره فليس هو بذلك مخلف وعده إذ كان قيامه إليها قياما إلى ما دعاه الله إليه قبل وعده الرجل الذي وعده بانتظاره إياه في مكانه ذلك ، وكان ذلك مستثنى بالشريعة وإن لم يستثنه من وعده بلسانه .

وقد روي عن إبراهيم النخعي مثل ذلك أيضا .

كما حدثنا بكار ، حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير ، حدثنا إسماعيل بن زكريا الخلقاني ، عن الحسن بن عبيد الله قال : قلت لإبراهيم النخعي : الرجل أعده أن أنتظره فيبطئ علي ، إلى متى أنتظره ؟ فقال : إلى أن يحضر وقت صلاة .

فكان ما روينا عن إبراهيم موافقا لما ذكرنا ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية