1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام من قوله في عتاق ولد الزنى إنه لا خير فيه
صفحة جزء
[ ص: 377 ] 137 - باب بيان مشكل ما روي عنه عليه السلام من قوله في عتاق ولد الزنى : إنه لا خير فيه

917 - حدثنا فهد ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا إسرائيل بن يونس ، عن زيد بن جبير ، عن أبي يزيد الضني ، عن ميمونة ابنة سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن عتق ولد الزنى فقال : لا خير فيه ، نعلان يعان بهما أحب إلي من عتق ولد الزنى } .

فكان معنى ما في هذا الحديث هو عندنا ، والله أعلم ، على عتق المتحقق بالزنى حتى صار بذلك منسوبا إليه ، ومجعولا ولدا له ، وفي ذلك مما يدخل فيما قد ذكرناه قبله فيما مضى من هذه الأبواب ، ويجوز [ ص: 378 ] أن يقال " ولد زنى " لمن هذه سبيله ، كما يقال له ابن زنى ، وقد روي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك :

ما قد حدثنا الربيع بن سليمان بن داود ، حدثنا حسان بن غالب ، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن سهيل ، عن أبيه قال : كان أبو هريرة يقول : لأن أحمل بسوط في سبيل الله أحب إلي من أن أعتق فرخ زنى .

وما قد حدثنا فهد ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا أبو جعفر يعني الرازي ، عن يحيى البكاء قال : قيل لابن عمر يقولون في ولد الزنى : شر الثلاثة ، فقال : بل هو خير الثلاثة ، قد أعتق عمر عبيدا له من أولاد الزنى ، ولو كان خبيثا ما فعل .

فأما ما روينا عن أبي هريرة في هذا فعلى مثل ما رواه عن النبي عليه السلام من قوله : { فرخ الزنى شر الثلاثة } ، وما روينا عن ابن عمر فيه على مثل ما روينا عن عائشة فيه فيما تقدم منا في هذا الكتاب [ باب 134 ] ، وما في هذا الحديث عن عمر حجة لما حملنا تأويل حديث أبي هريرة عليه ، إذ كان ما كان من عمر بحضرة من سواه من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم ينكروا ذلك عليه ولم يخالفوه فيه ، فدل ذلك على متابعتهم إياه عليه ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية