1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسمية المولود يوم سابعه
صفحة جزء
[ ص: 58 ] 159 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في تسمية المولود يوم سابعه وفي تسميته - صلى الله عليه وسلم - بعض المولودين قبل ذلك .

1030 - حدثنا بكار بن قتيبة قال : حدثنا قريش بن أنس قال : حدثنا أشعث ، عن الحسن أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : الغلام مرتهن بعقيقته ، أو قال : بعقيقة تذبح يوم السابع ، ويحلق رأسه ، ويسمى .

قال قريش : وأخبرنا حبيب بن الشهيد أن ابن سيرين أمره أن يسأل الحسن ممن سمع حديثه في العقيقة ، قال : فسألته ، فقال : سمعته من سمرة .

قال أبو جعفر : فذهب قوم إلى أن هذا الحديث قد عاد كله إلى سمرة ، فتأملنا ذلك ، فوجدناه محتملا لغير ما قالوا ؛ لأن ابن سيرين [ ص: 59 ] إنما أمر حبيبا أن يسأل الحسن ممن سمع حديثه في العقيقة ، فكان ذلك قصدا منه إلى العقيقة لا إلى ما سواها مما في حديث قريش هذا . فطلبنا ذلك في غير هذا الحديث لنقف على مأخذه عن سمرة هل فيه تسمية المولود يوم سابعه فيكون ذلك توقيفا منه للناس على ذلك أم لا . ؟

1031 - فحدثنا محمد بن خزيمة قال : حدثنا حجاج بن منهال قال : حدثنا حماد بن سلمة قال : حدثنا قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : [ كل ] غلام رهينة بعقيقة تذبح عنه يوم سابعه ، ويحلق رأسه ، ويسمى .

[ ص: 60 ] قال أبو جعفر : فلم يكن في هذا الحديث لوقت تسمية المولود ذكر ، ثم تأملنا ذلك هل نجده في غيره مما قد روي عن سمرة . ؟

1032 - فوجدنا إبراهيم بن مرزوق حدثنا قال : حدثنا روح بن عبادة قال : حدثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة بن جندب ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : كل غلام رهين بعقيقته فتذبح عنه ، ويسمى ، ويحلق رأسه في اليوم السابع .

قال أبو جعفر : فكان في هذا تسميته في اليوم السابع غير أنه [ ص: 61 ] ليس بالقوي في قلوبنا ؛ لأن الذي رواه عن سعيد بن أبي عروبة إنما هو روح بن عبادة ، وسماع روح من سعيد إنما كان بعد اختلاطه ، فطلبناه من رواية من سواه ممن سماعه منه كان قبل اختلاطه .

1033 - فوجدنا أحمد بن شعيب حدثنا قال : حدثنا عمرو بن علي ومحمد بن عبد الأعلى قالا : حدثنا يزيد - قال أحمد بن شعيب : وهو ابن زريع - عن سعيد قال : أخبرنا قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة بن جندب عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : كل غلام رهين بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ، ويحلق رأسه ، ويسمى .

قال أبو جعفر : فعقلنا بذلك أن جميع ما في حديث بكار ، عن قريش ، عن أشعث ، عن الحسن - قد عاد كله إلى سمرة ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من رواية من لا طعن في روايته بسماع في حال اختلاط ولا بما سوى ذلك ، ثم نظرنا هل روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما يخالف ذلك .

1034 - فوجدنا إبراهيم بن مرزوق قد حدثنا قال : حدثنا عفان بن مسلم قال : حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت البناني ، [ ص: 62 ] عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ولد الليلة لي غلام فسميته بأبي إبراهيم .

1035 - ووجدنا فهد بن سليمان قد حدثنا قال : حدثنا أبو سلمة موسى بن إسماعيل قال : حدثنا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت قال : قال أنس : لما ولدت أم سليم عبد الله بن أبي طلحة قال لي أبو طلحة : يا أنس ، لا يطعم شيئا حتى تغدو به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فبات يبكي .

فلما أصبحت غدوت به على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فلما رآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أم سليم ولدت ؟ فقلت : أجل . فقعد ، وجئت حتى وضعته في حجره ، فدعا بعجوة من عجوة المدينة ، فلاكها في فيه ، فلاكها حتى ذابت ، ثم لفظها في فمه . وجعل الصبي يتلمظ . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : انظروا إلى حب الأنصار التمر ! ومسح وجهه وسماه عبد الله
.

1036 - ووجدنا محمد بن خزيمة قد حدثنا قال : حدثنا [ ص: 63 ] حجاج بن منهال قال : حدثنا حماد ، عن ثابت ، عن أنس بن مالك قال : ذهبت بعبد الله بن أبي طلحة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم ولد ، ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عباءة يهنأ بعيرا له ، فقال : أمعك تمرات ؟ فقلت : نعم . [ فلاكهن ] ثم أوجرهن إياه ، فتلمظ الصبي فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حب الأنصار التمر ! وسماه عبد الله .

1037 - حدثنا بكار قال : حدثنا عبد الله بن بكر السهمي قال : حدثنا حميد الطويل ، عن أنس بن مالك أن أم سليم ولدت ابنها عبد الله ليلا ، فكرهت أن أحنكه حتى يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحنكه ، فغدوت ومعي تمرات عجوة . فأتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - يهنأ أباعر له أو يسمها ، فقلت : يا [ ص: 64 ] رسول الله ، ولدت أم سليم ، فكرهت أن أحنكه حتى تكون أنت تحنكه . فقال : أمعك شيء ؟ قلت : تمرات عجوة . فأخذ من بعض ذلك التمر ، فمضغه فجمعه بريقه ، فأوجره إياه ، فتلمظ الصبي ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : حب الأنصار للتمر . قلت : سمه يا رسول الله ! قال : هو عبد الله .

قال أبو جعفر : ففيما روينا تسمية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ابنه إبراهيم وعبد الله بن أبي طلحة باسميهما هذين قبل يوم سابعهما ، فنظرنا في ذلك لنعلم ما الأولى من الروايتين اللتين ذكرناهما في هذا الباب من تسمية المولود يوم سابعه ، ومن تقديم ذلك قبل سابعه .

فوجدنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي قد حدثنا قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق قال : أخبرنا الحسين بن واقد ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال : كنا في الجاهلية إذا ولد لنا غلام ذبحنا عنه شاة ، ولطخنا رأسه بدمها ، ثم كنا في الإسلام إذا ولد لنا غلام ذبحنا عنه شاة ، ولطخنا رأسه بالزعفران .

[ ص: 65 ] قال أبو جعفر : فعقلنا بذلك أن ما كانوا يفعلونه في أول الإسلام في يوم سابع المولود هو على مثل ما كانوا يفعلونه فيه في الجاهلية ، وأن الذي كان من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ابنه إبراهيم وفي عبد الله بن أبي طلحة من تسميته إياهما قبل يوم سابعهما وقبل ذبح عقيقة على كل واحد منهما عنه ، بأنها لم ينسخ أن يكون يوم سابعه كان طارئا على ذلك وناسخا له ، فكان أولى مما كان قبله مما يخالفه مما ذكرناه في هذا الباب . والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية