[ ص: 167 ]  175 - باب بيان مشكل ما روي من قوله - صلى الله عليه وسلم - : أطت السماء وحق لها أن تئط ! ما منها موضع قدم . في أحد الحديثين المرويين في ذلك ، وفي الآخر منهما : ما منها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك ساجد 
 1134  - حدثنا 
أبو غسان مالك بن يحيى الهمداني  ومحمد بن بحر بن مطر البغدادي  قالا : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16505عبد الوهاب بن عطاء  قال : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12514سعيد - وهو ابن أبي عروبة -  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16232صفوان بن محرز  أن 
 nindex.php?page=showalam&ids=137حكيم بن حزام  قال : 
بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع أصحابه ؛ إذ قال لهم : هل تسمعون ما أسمع ؟ قالوا : ما نسمع من شيء يا رسول الله ! قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إني لأسمع أطيط السماء ، وما تلام أن تئط ، وما فيها موضع قدم إلا وعليه ملك إما ساجد وإما قائم  .  
[ ص: 168 ]  1135  - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11807أبو أمية  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى العبسي  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12424إسرائيل بن يونس  ، عن 
إبراهيم بن المهاجر  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17167مورق العجلي  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=1584أبي ذر  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=664604إن السماء أطت وحق لها أن تئط ! ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك ساجد ، والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله  . 
فقال قائل : وهل تعقلون أن يكون في موضع قدم أو في موضع أربع أصابع ملك ساجد أو راكع ؟ 
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن هذا الكلام كلام عربي يفهمه المخاطبون ، ويقفون على ما أراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - به .  
[ ص: 169 ] والعرب تطلق أن يقال : فلان جالس على كذا لما نقص عنه ، وفلان جالس على كذا لما يفضل عنه . وذلك موجود في كلام الناس يقولون : فلان جالس على الحصير ، وهي مقصرة عنه ، وجلوسه في الحقيقة عليها وعلى غيرها من الأرض ومما سواها . 
ويقولون : فلان جالس على الحصير الفاضلة عنه ، وكانت حقيقة ذلك أن جلوسه على بعضها لا على كلها . ولما كان ذلك كذلك كان مثله قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذين الحديثين : ما منها موضع قدم . أو : ما منها موضع أربع أصابع إلا وعليها ملك إما ساجد وإما راكع - على معنى : إلا وفيه ملك ساجد ، أو إلا وعليه ملك راكع أو ساجد - على أن كونه عليه في الحقيقة كون عليه وعلى غيره كما كان الجلوس على الحصير المقصرة على الجالس عليها جلوسا عليها وعلى ما سواها والله نسأله التوفيق .