1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمره للناس بالاقتداء بأبي بكر وعمر
صفحة جزء
[ ص: 256 ] 189 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أمره للناس بالاقتداء بأبي بكر وعمر والاهتداء بهدي عمار والتمسك بعهد ابن أم عبد رضي الله عنهم

1224 - حدثنا عبد الملك بن مروان الرقي قال : أخبرنا الفريابي قال : حدثنا سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن مولى لربعي بن حراش ، عن ربعي بن حراش ، قال : حدثني من لا أتهم يعني حذيفة بن اليمان قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اقتدوا باللذين بعدي : أبي بكر ، وعمر . واهتدوا بهدي عمار ، وتمسكوا بعهد ابن أم عبد .

1225 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا أبو حذيفة قال : [ ص: 257 ] حدثنا سفيان الثوري ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة ، ولم يذكر إبراهيم في حديثه : عن مولى لربعي - ثم ذكر مثله .

1226 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال : حدثنا حامد بن يحيى البلخي ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، قال : حدثنا زائدة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي ، عن حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . ثم ذكر مثله .

1227 - حدثنا محمد بن النعمان السقطي ، قال : حدثنا الحميدي قال : حدثنا سفيان بن عيينة قال : حدثنا زائدة بن قدامة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : اقتدوا باللذين بعدي : أبو بكر ، وعمر .

1228 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال : حدثنا يحيى بن حسان قال : حدثنا سفيان ، ثم ذكر بإسناده مثله .

[ ص: 258 ]

1229 - حدثنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قال : حدثنا حامد بن يحيى قال : حدثنا ابن عيينة غير مرة ، عن عبد الملك ، عن ربعي . وحدثنيه مرة أخرى فقال : أخبرني زائدة ، عن عبد الملك . ثم ذكر مثله سواء في إسناده وفي متنه .

1230 - حدثنا علي بن عبد الرحمن قال : حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن الثوري ، عن عبد الملك بن عمير ، عن هلال مولى ربعي ، عن ربعي ، عن حذيفة ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ مثله .

1231 - حدثنا ابن أبي داود قال : حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن الثوري ، عن منصور ، عن هلال مولى ربعي ، عن ربعي ، عن حذيفة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ مثله .

[ ص: 259 ] قال أبو جعفر : قال لنا ابن أبي داود : وهكذا كان في كتابه يعني الأويسي : عن منصور لا عن عبد الملك .

1232 - قال أبو جعفر : ثم حدثنيه ابن أبي داود مرة أخرى فقال : حدثنا الأويسي قال : حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن سفيان ، عن عبد الملك بن عمير ، عن هلال مولى ربعي ، عن ربعي ، عن حذيفة . ثم ذكر مثله سواء .

1233 - وحدثنا يونس بن عبد الأعلى والربيع بن سليمان جميعا قالا : حدثنا يحيى بن حسان قال : حدثنا إسماعيل بن زكريا قال : حدثنا سالم أبو العلاء ، عن عمرو بن هرم ، عن ربعي بن حراش ، عن حذيفة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اقتدوا باللذين بعدي : أبي بكر ، وعمر . وعليكم بهدي عمار ، وعهد ابن أم عبد .

قال أبو جعفر : سالم أبو العلاء هذا هو رجل من أهل الكوفة يقال له : الأنعمي ، وهو ثقة مقبول الرواية . وقد روى عنه أبو نعيم وقال : هو سالم بن العلاء أبو العلاء .

[ ص: 260 ] قال أبو جعفر : فتأملنا هذا الحديث ، فكان ما فيه مما أمر به رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الناس بالاقتداء بأبي بكر وعمر رضي الله عنهما معناه عندنا - والله أعلم - أن يمتثلوا ما هما عليه ، وأن يحذوا حذوهما فيما يكون منهما في أمر الدين ، وأن لا يخرجوا عنه إلى غيره .

ثم تأملنا ما أمرهم به من الاهتداء بهدي عمار رضي الله عنه فوجدنا الاهتداء هو التقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة ، وكان عمار من أهلها ، فأمرهم أن يهتدوا بما هو عليه منها ، وأن يكونوا فيها كهو فيها .

وليس ذلك بمخرج لغيره من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن تلك المنزلة ؛ لأن القصد بمثل هذا إلى الواحد من أهله لا ينفي بقية أهله أن يكونوا فيه مثله كما يقول الرجل : موضع فلان من العبادة الموضع الذي ينبغي أن يتمسك به ، وليس في ذلك ما ينفي أن يكون هناك آخرون في العبادة مثله ، أو فوقه ممن يجب أن يكونوا في الاهتداء بهم في ذلك كالاهتداء به فيه .

1234 - وقد حدثنا إبراهيم بن مرزوق قال : حدثنا بشر بن عمر الزهراني قال : حدثنا زهير بن معاوية قال : حدثنا قابوس وهو ابن أبي ظبيان أن أبا ظبيان حدثه ، [ ص: 261 ] عن عبد الله بن عباس ، عن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال : إن الهدي والسمت الصالح والاقتصاد جزء من خمسة وعشرين جزءا من النبوة .

[ ص: 262 ] قال أبو جعفر : فكان ذلك الهدي المذكور في هذا الحديث من الأعمال الصالحة بالمكان الذي هو به من أجزاء النبوة ، والهدي المراد في هذا الحديث هو التقرب إلى الله عز وجل بالأعمال الصالحة ، وكان ذلك موجودا في عمار رضي الله عنه ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - الناس أن يهتدوا به في ذلك ، وأن يجعلوه إماما لهم فيه ، لا على إخراج منه - صلى الله عليه وسلم - سواه من أصحابه رضوان الله عليهم أن يكونوا في ذلك كهو .

1235 - حدثنا علي بن معبد قال : حدثنا روح بن عبادة قال : حدثنا عيينة بن عبد الرحمن بن جوشن ، عن أبيه ، عن بريدة الأسلمي قال : كنت مع النبي - صلى الله عليه وسلم - نمشي جميعا ، فإذا نحن برجل بين أيدينا يصلي يكثر الركوع والسجود ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عليكم هديا قاصدا ، قالها ثلاثا ؛ فإنه من يشاد هذا الدين يغلبه .

[ ص: 263 ] فكان الهدي القاصد في هذا هو في الأشياء المراد بها التقرب إلى الله عز وجل ، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - فيها بالقصد ؛ ليدوم ذلك من أهله ، ودل ذلك إلى أن الهدي هو العمل المتقرب به إلى الله عز وجل .

ثم تأملنا قوله - صلى الله عليه وسلم - : وتمسكوا بعهد ابن أم عبد - ما الذي أراده به ؟ فوجدنا الله عز وجل قد قال في كتابه : من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا . وكان ابن أم عبد رضي الله عنه منهم ، وكان مع ذلك من الهدي .

كما .

حدثنا يوسف بن يزيد قال : حدثنا يوسف بن عدي الكوفي قال : حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن علقمة قال : كان عبد الله يعني ابن مسعود يشبه بالنبي - صلى الله عليه وسلم - دله وهديه وسمته وكان علقمة يشبه بعبد الله .

[ ص: 264 ] وكما .

حدثنا يوسف قال : حدثنا سعيد بن منصور قال : حدثنا سفيان ، عن جامع ، عن شقيق قال : أبصر حذيفة عبد الله بن مسعود حين خرج من داره فقال : ما رأيت أحدا أشبه دلا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - من لدن أن يخرج من داره إلى أن يدخل فيها من صاحب هذه الدار ، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أنه من أقربهم إلى الله عز وجل وسيلة يوم القيامة .

وكما .

حدثنا علي بن عبد الرحمن بن المغيرة قال : حدثنا يحيى بن معين قال : حدثنا غندر قال : حدثنا شعبة ، عن أبي إسحاق ، عن سليمان الأعمش ، عن أبي

وائل
، عن حذيفة قال : لقد علم المحفوظون من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - أن ابن أم عبد من أقربهم إلى الله عز وجل وسيلة .

[ ص: 265 ] قال أبو جعفر : ولما كان عبد الله بهذه المنزلة من الهدي ومن الدل في الدنيا ، ومن قرب الوسيلة إلى الله عز وجل يوم القيامة - كان حريا أن يتمسك بعهده الذي عاهد الله عليه ، ثم لم يزل عنه إلى أن يوافيه به يوم القيامة .

وليس ذلك بمانع أن يكون في صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من هذه منزلته في الدنيا ومن تلك منزلته في الآخرة ، وممن يستحق من التمسك بعهده مثل الذي استحقه ابن أم عبد منه . والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية