1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في أحب الصيام إلى الله عز وجل
صفحة جزء
[ ص: 291 ] 195 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أحب الصيام إلى الله عز وجل .

1253 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى وعيسى بن إبراهيم الغافقي جميعا ، قالا : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو وهو ابن دينار ، عن عمرو بن أوس سمع عبد الله بن عمرو يقول : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أحب الصيام إلى الله جل وعز صيام داود كان يفطر يوما ويصوم يوما ، وأحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه .

1254 - وحدثنا بكار بن قتيبة قال : حدثنا روح بن عبادة قال : حدثنا ابن جريج قال : أخبرني عمرو بن دينار أن عمرو بن أوس أخبره عن عبد الله بن عمرو بن العاص أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : أحب [ ص: 292 ] الصيام إلى الله عز وجل صيام داود كان يصوم نصف الدهر ، وأحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود كان يرقد شطر الليل ثم يقوم ثلث الليل بعد شطره ثم يرقد آخره .

فقلت لعمرو بن دينار : عمرو بن أوس كان يقول: ثلث الليل بعد شطره ؟ قال : نعم .

فقال قائل : كيف تقبلون هذا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنتم تروون عنه فذكر .

1255 - ما قد حدثنا محمد بن خزيمة قال : حدثنا عبد الله بن رجاء الغداني قال : حدثنا زائدة بن قدامة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن محمد بن المنتشر ، عن حميد الحميري ، عن أبي هريرة قال : أتى رجل النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال : أي الصلاة بعد المكتوبة أفضل ؟ فقال : صلاة في جوف الليل . قال : فأي الصيام أفضل ؟ قال : شهر الله الذي تدعونه المحرم .

[ ص: 293 ] قال : ففي هذا الحديث أن أفضل الصيام شهر الله الذي يدعى المحرم ، فكيف يكون صوم يوم وإفطار يوم أحب إلى الله عز وجل من صوم سواه مما هو أفضل الصيام ؟

فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه أن صوم المحرم أفضل الأوقات التي يصام فيها التطوع ، فكان ذلك صوما خاصا في وقت من الدهر خاص ، وكان صوم يوم وإفطار يوم صوما دائما ، وكان أحب الأعمال إلى الله عز وجل أدومها وإن قل . فذكرنا ذلك عنه فيما تقدم منا من كتابنا هذا ، فكان تصحيح هذين الحديثين جميعا على أن مع صوم المحرم فضل الوقت ، وكان مع الصوم الآخر الدوام ، فكان بذلك كل واحد من هذين الحديثين في معنى غير المعنى الذي فيه صاحبه .

وبان بذلك أن أحب الصوم إلى الله عز وجل صوم يوم وإفطار يوم لدوام الذي معه ، وأن أحب الأوقات إلى الله عز وجل الذي يتطوع بالصوم له فيها هو المحرم ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية