1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط
صفحة جزء
[ ص: 294 ] 196 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من قوله : إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط ؛ ما مراده بذلك القيراط ؟

1256 - حدثنا يونس قال : حدثنا ابن وهب قال : حدثني حرملة بن عمران التجيبي ، عن عبد الرحمن بن شماسة المهري قال : سمعت أبا ذر رضي الله عنه يقول : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنكم ستفتحون أرضا يذكر فيها القيراط ، فاستوصوا بأهلها خيرا ؛ فإن لهم ذمة ورحما . فإذا رأيتم رجلين يقتتلان في موضع لبنة فاخرج منها .

قال : فمر بربيعة وعبد الرحمن ابني شرحبيل بن حسنة يتنازعان في موضع لبنة ، فخرج منها
.

فقال قائل : كيف تقبلون هذا وأنتم تجدون ذكر القيراط جاريا على ألسن الناس جميعا ومذكورا في سائر البلدان سوى البلد الذي أضيف ذلك القيراط في هذا الحديث إلى أهله ، وتجدون ذكره أيضا في كلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وذكر .

[ ص: 295 ]

1257 - ما قد حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي قال : حدثنا أحمد بن محمد الأزرقي قال : حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد ، عن جده ، عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : ما بعث الله نبيا إلا راعي غنم . قالوا : وأنت يا رسول الله ؟ فقال : نعم ، كنت أرعى بالقراريط .

ومن ذلك ما قد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - فيمن مشى مع جنازة حتى يصلى عليها أن له قيراطا ، وأنه إن انتظر دفنها كان له قيراطان .

وسنذكر ذلك بأسانيده في موضع غير هذا فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله .

ومن ذلك ما قد روي عنه - صلى الله عليه وسلم - : من اقتنى كلبا ليس بكلب صيد نقص من أجره كل يوم قيراط . وسنذكر ذلك أيضا فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله .

[ ص: 296 ] فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله جل وعز وعونه أن الناس جميعا في سائر البلدان في ذكر القيراط كما وصف ، والقيراط المراد في حديث أبي ذر الذي روينا ليس من هذه القراريط المذكورات في هذه الآثار في شيء ، وإنما هو شيء موجود في كلام أهل تلك المدينة التي وعدهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بافتتاحها ، وذكر لهم أهلها ورحمهم به وأوصاهم بهم خيرا وهي مصر .

وموجود في كلام أهلها : أعطيت فلانا قراريطه - إذا سمعه ما يكرهه وإذا خاطبه بما لا يحب مخاطبته به ، ويحذر بعضهم بعضا فيقول : اذهب عني ، لا أعطيك قراريطك ، يعني : سبابك وإسماعك المكروه الذي لا تحب أن تسمعه .

وليس هذا بموجود في كلام أهل مدينة سوى أهل مصر ، فكان إعلام النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه ذلك منهم ، ووعده إياهم بفتح مدينتهم التي يذكرون ذلك فيها ، وأن أيديهم ستقع عليها حتى يكونوا ذمة لهم وحتى يستعملوا فيهم ما أمرهم باستعماله فيهم ، وكان ذلك من أعلام النبوة ، وبالله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية