1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله ليس منا من لم يتغن بالقرآن
صفحة جزء
[ ص: 347 ] 207 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : ليس منا من لم يتغن بالقرآن

1303 - حدثنا بكار بن قتيبة قال : حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن أبي نهيك ، عن سعد قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ليس منا من لم يتغن بالقرآن .

[ ص: 348 ]

1304 - حدثنا فهد بن سليمان قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثنا الليث بن سعد قال : أخبرنا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن عبيد الله بن أبي نهيك ، عن سعيد بن أبي سعيد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ذكر مثله .

[ ص: 349 ] سمعت فهدا يقول : قال لنا عبد الله بن صالح : قال لنا الليث بالعراق يعني في هذا الحديث : عن سعد بن أبي وقاص .

1305 - حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال : حدثنا أبي وشعيب بن الليث قالا : حدثنا الليث ( ح ) وحدثنا بحر بن نصر قال : قرئ على شعيب بن الليث : حدثني الليث ، ثم اجتمعا جميعا قالا : قال : حدثنا عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة ، عن عبيد الله بن أبي نهيك ، عن سعيد بن أبي سعيد ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله .

1306 - أخبرنا الربيع بن سليمان قال : حدثنا شعيب بن الليث قال : حدثنا الليث ، عن عبد الله بن أبي مليكة ، عن عبيد الله بن أبي نهيك ، عن سعيد أو سعد ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ؛ مثله .

1307 - حدثنا يزيد بن سنان قال : حدثنا أبو الوليد الطيالسي قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن أبي نهيك ، عن سعد ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكر مثله .

[ ص: 350 ] فتأملنا معنى هذا الحديث فوجدنا الناس فيه على قولين : فقوم منهم يقولون : أريد به الاستغناء بالقرآن عن الأشياء كلها ؛ لأنه قد يكون بذلك الجزاء الجزيل في الآخرة ، والوصول به من الله عز وجل إلى عاجل خيره في الدنيا . وقوم يقولون : هو على تحسين الصوت ليرق له قلب من يقرؤه .

فالتمسنا الأولى من هذين القولين بمعناه .

1308 - فوجدنا بكار بن قتيبة قد حدثنا قال : حدثنا إبراهيم بن أبي الوزير قال : حدثنا عبد الجبار بن الورد ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن أبي يزيد . قال أبو جعفر : هكذا قال ، وإنما هو ابن أبي نهيك . قال : دخلنا على أبي لبابة بن عبد المنذر وإذا رجل رث البيت رث المتاع فقال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ليس منا من لم يتغن بالقرآن . فقلت لابن أبي مليكة : فمن لم يكن له صوت ولم يحسن ؟ قال : يحسنه ما استطاع .

[ ص: 351 ]

1309 - ووجدنا فهدا قد حدثنا قال : حدثنا يسرة بن صفوان بن جميل اللخمي قال : حدثنا عبد الجبار بن الورد ، عن ابن أبي مليكة ، عن عبد الله بن أبي نهيك - هكذا قال لنا : فهد ، عن عبد الله ، وإنما هو عبيد الله - قال : دخلنا على أبي لبابة بن عبد المنذر فدخلنا على رجل رث البيت رث المتاع رث الحال ، فسألنا فقال : من أنتم ؟ فكلنا انتسب له . قال : مرحبا وأهلا تجار كسبة ؛ إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ليس منا من لم يتغن بالقرآن . فقلت لابن أبي مليكة : فمن لم يكن له حلق حسن ؟ قال : يحسنه ما استطاع .

فكان معنى ما حدثهم به أبو لبابة من هذا الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد يحتمل أن يكون لما رأوه به من رثاثة الحال ، وقد يحتمل أن يكون أراد به حسن الصوت بالقرآن . وكذلك تأوله ابن أبي مليكة عليه في هذا الحديث .

ثم طلبنا هذا الباب هل نجده من غير هذا الطريق عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

[ ص: 352 ]

1310 - فوجدنا إبراهيم بن مرزوق قد حدثنا قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ليس منا من لم يتغن بالقرآن .

ثم رجعنا إلى طلب الأولى به من القولين اللذين ذكرنا ، فكان قوله - صلى الله عليه وسلم - : ليس منا من لم يتغن بالقرآن ذما لمن لم يفعل ذلك . كقوله : [ ص: 353 ] ليس منا من غشنا ، وليس منا من رمانا بالليل . في الأشياء التي تعاض من كانت أو تكون منه - صلى الله عليه وسلم - مما نحن ذاكروها فيما بعد من كتابنا هذا إن شاء الله على الذم لمن كان كذلك وعلى المعنى له منه .

ووجدنا من قرأ القرآن بغير تحسين منه له صوته مريدا بقراءته إياه الأحوال المحمودة مثابا على ذلك غير مذموم عليه ، فعقلنا بذلك أن يكون مراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقوله : من لم يتغن بالقرآن - هذا المعنى .

ولما انتفى ذلك المعنى عنه ، ولم يقل في تأويله غير هذين القولين ، وانتفى أحدهما - ثبت الآخر منهما وهو الاستغناء به عن سائر الأشياء سواه ، والله أعلم بمراد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك القول ، وإياه نسأله التوفيق .

[ ص: 354 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية