1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله إن مما أدركنا من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت
صفحة جزء
[ ص: 194 ] 244 - باب بيان مشكل ما روي ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : إن مما أدركنا من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت

1533 - حدثنا علي بن معبد وأبو أمية ، قالا : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا الثوري وشعبة ، عن منصور ، عن ربعي ، قال : سمعت أبا مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن مما أدركنا من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت } .

[ ص: 195 ]

1534 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا بشر بن عمر الزهراني ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، ثم ذكر بإسناده مثله .

حدثنا إبراهيم ، قال : حدثنا وهب ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، فذكر بإسناده مثله ، ولم يذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وأوقفه على أبي مسعود .

حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا القواريري ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن سفيان ، عن منصور ، فذكر بإسناده مثله وأوقفه على أبي مسعود ، ولم يذكر النبي صلى الله عليه وسلم فيه .

1535 - حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني جرير بن عبد الحميد الضبي ، عن منصور ، عن ربعي ، عن أبي مسعود ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال... فذكر مثله .

1536 - وحدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ، قال : حدثنا عباد - وهو ابن العوام - عن أبي مالك الأشجعي ، عن ربعي ، عن حذيفة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { آخر ما تمسك به من [ ص: 196 ] كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت .

1537 - حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا طلق بن غنام ، قال : حدثنا شريك ، عن منصور ، عن شقيق ، هكذا قال ، عن أبي مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن أكبر ما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت } .

[ ص: 197 ]

1538 - حدثنا محمد بن علي بن زيد المكي الصائغ ، قال : حدثنا الحسن بن علي الحلواني ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن أبي مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ما شئت } .

قال أبو جعفر : وكان معنى ذلك والله أعلم الحض على الحياء والأمر به ، وإعلام الناس أنهم إذا لم يكونوا من أهله صنعوا ما شاؤوا ، لا أنهم أمروا في حال من الأحوال أن يصنعوا ما شاؤوا ، وهذا كقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار } ، ليس أنه مأمور إذا كذب أن يتبوأ لنفسه مقعدا من النار ، ولكنه إذا كذب عليه يتبوأ مقعده من النار ، [ ص: 198 ] ومثل هذا كثير في كلامهم ، فمثل ذلك هذا الحديث : إذا لم تستحي فاصنع ما شئت ، بمعنى إذا لم تستحي صنعت ما شئت ، وقد يكون ذلك على الوعيد والوعيد لفظه لفظ الأمر ، وهو في الحقيقة بخلاف ذلك ، ومنه قول الله عز وجل : اعملوا ما شئتم ، وقوله عز وجل : واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم ، ثم أعقب عز وجل ذلك بما بين لهم المعنى الذي يخرج أهله إلى ما يخرجهم إليه ويدخلهم فيما يدخلهم فيه بقوله عز وجل : وما يعدهم الشيطان إلا غرورا ، فكان لفظ ذلك لفظ الأمر وباطنه النهي والوعيد ، فمثل ذلك ما ذكرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله : { إذا لم تستحي فاصنع ما شئت } ، لفظه لفظ الأمر ، وباطنه النهي والوعيد ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية