1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة
صفحة جزء
[ ص: 209 ] 246 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : { من بنى لله مسجدا بنى الله له بيتا أو مسجدا - على ما روي في ذلك - في الجنة } .

1549 - حدثنا بكار ، قال : حدثنا مؤمل ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر قال : { قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من بنى لله عز وجل مسجدا ولو كمفحص قطاة بني له بيت في الجنة } .

[ ص: 210 ]

1550 - حدثنا ابن أبي داود وفهد ، قالا : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر ، رفعه مثله .

قال ابن أبي داود في حديثه :قال ابن يونس : ما رفعه أحد من أصحاب الأعمش غير أبي بكر . قال أحمد : فقيل لأبي بكر : إنه لم يرفعه غيرك ، قال : سمعته من الأعمش وهو شاب .

1551 - حدثنا جعفر بن محمد الفريابي ، قال : حدثنا ابن حكيم الأودي ، قال : حدثنا شريك ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ورفعه مثله .

[ ص: 211 ]

1552 - وحدثنا جعفر ، قال محمد بن حرب النشائي ، قال : حدثنا محمد بن عبيد ، عن أخيه يعلى ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه ، عن أبي ذر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله .

[ ص: 212 ] حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا سعيد بن منصور ، قال : حدثنا هشيم ، قال : حدثنا منصور ، عن الحكم ، عن يزيد بن شريك التيمي ، عن أبي ذر ، ولم يرفعه ثم ذكر مثله ، وزاد : وكتبت له حسنة .

1553 - وحدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا أبو بكر الحنفي ، قال : حدثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه ، عن محمود بن لبيد ، عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { من بنى لله مسجدا بنى الله له مثله في الجنة } .

1554 - حدثنا ابن أبي داود وفهد ، قالا : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا أبان بن يزيد ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير ، عن محمود بن عمرو ، [ ص: 213 ] عن أسماء ابنة يزيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : { من بنى لله عز وجل مسجدا بنى الله له أوسع منه في الجنة } .

1555 - حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي ، قال : حدثنا شعبة ، عن جابر الجعفي ، عن عمار الدهني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: { من بنى لله بيتا ولو مثل مفحص قطاة بنى الله له بيتا في الجنة } .

1556 - حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا إسماعيل بن عمر ، [ ص: 214 ] قال : حدثنا كثير بن عبد الرحمن العامري ، قال أبو جعفر - وهو المعروف بالمؤذن - قال : حدثني عطاء بن أبي رباح ، قال : حدثتني عائشة ، قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { من بنى مسجدا بنى الله له بيتا في الجنة ، فقلت: يا نبي الله ، وهذه المساجد التي تصنع في طريق مكة . قال : وذيك } .

1557 - حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا ابن وهب ، عن إبراهيم بن نشيط ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { من بنى مسجدا كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة } .

[ ص: 215 ] فقال قائل : فقد جاء هذا الحديث مضطربا ، فبعضهم رواه : بنى الله له بيتا في الجنة ، وبعضهم رواه : بنى الله له مسجدا في الجنة ، وهذا اضطراب من الرواة .

فكان جوابنا له في ذلك : إن هذا ليس باضطراب منهم رضوان الله عليهم ، وقد كان ينبغي لك أن تجعل ما رواه الجماعة أولى مما روى الواحد حتى تصح الآثار في ذلك ولا تتضاد ، فإذ لم تفعل ذلك - والله المستعان - فإن ذلك عندنا بمعنى قد ذهب عليك المراد به ؛ لأن المساجد إنما تبنى بيوتا ، ثم تعود مساجد بالصلاة فيها ، وهي قبل الصلاة فيها بيوت لا مساجد ، وإن كان الذين بنوها بيوتا أرادوا أن تكون مساجد ؛ فإنها لا تكون كذلك حتى يصلى فيها ، فتكون بيوتا مساجد .

وإذا كان ذلك كذلك في الدنيا جاز أن يكون ما يثيب الله عز وجل به من بنى مسجدا في الدنيا أن يبني له في الجنة ثوابا لذلك المسجد ما يراد به ثواب ما بنى في الدنيا ، وما بنى في الدنيا فلم يكن مسجدا ببنائه إياه يريد به المسجد حتى صلى المسلمون فيه ، وما بنى الله له في الجنة ثوابا عليه ليس مما يصلى فيه في الجنة ؛ لأن الجنة ليست بدار عمل ، وإنما هي دار جزاء ، فبقي بعد بناء الله عز وجل إياه له بمثل اسم المسجد الذي بنى في الدنيا قبل صلاة [ ص: 216 ] الناس فيه ، وهو بيت على ما في الأحاديث الأخر : " من بنى لله بيتا بنى الله عز وجل له بيتا في الجنة " . فلم يكن بحمد الله في شيء مما روي في هذا الباب تضاد ولا اختلاف ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية