1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان الحجة من كتاب الله ، ثم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على من كره للرجل أن يسأل الله عز وجل أن يتصدق عليه بشيء يذكره
صفحة جزء
[ ص: 333 ] 270 - باب بيان الحجة من كتاب الله ، ثم من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على من كره للرجل أن يسأل الله عز وجل أن يتصدق عليه بشيء يذكره

قال أبو جعفر : كره قوم أن يقول الرجل في دعائه : اللهم تصدق علي بكذا .

ورووا ذلك عن أبي وائل شقيق بن سلمة .

كما قد حدثنا فهد ، قال : حدثنا أبو غسان ، وكما حدثنا روح بن الفرج ، قال : حدثنا يوسف بن عدي ، قالا : حدثنا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن أبي وائل أنه كره للرجل أن يقول : اللهم تصدق علي بالجنة ، وقال : إنما يتصدق من يرجو الثواب .

فكان من الحجة عليهم لمن أباح ذلك سواهم من كتاب الله عز وجل ما حكاه الله عز وجل فيه ، عن نبيه زكريا في دعائه إياه : هب لي من لدنك ذرية طيبة .

وما كان من إجابة الله إياه في ذلك من قوله : فاستجبنا له ووهبنا له يحيى .

ومثل ذلك قوله عز وجل في قصة نبيه أيوب صلى الله عليه وسلم : ووهبنا له أهله ومثلهم معهم .

[ ص: 334 ] وإذا جاز أن تكون الهبة من الله لمن شاء من عباده ، جائزة دعاؤه بها ، وقد تكون الهبة من الآدميين لطلب الثواب عليها ، كانت الصدقة منه عز وجل التي لا يصلح للآدميين الثواب عليها منه أجوز ، وفي ذلك ما يتسع به للناس أن يدعوه عز وجل بذلك .

وأما من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

1646 - فما قد حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال سمعت عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار يحدث ، عن عبد الله بن باباه ، عن يعلى بن منبه ، قال : قلت لعمر بن الخطاب رضي الله عنه : إنما قال الله عز وجل : فليس عليكم جناح أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا .

فقد أمن الناس ، فقال : عمر : إني عجبت مما عجبت منه ، فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : { صدقة تصدق الله بها عليكم فاقبلوا صدقته
} .

[ ص: 335 ]

1647 - وما قد حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي عمار ، عن عبد الله بن بابيه ، عن يعلى بن منيه ، قال : سألت عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ثم ذكر مثله .

قال أبو جعفر : وقد سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم تخفيف الله على عباده صدقة منه عليهم ، وفي ذلك ما قد دل على ما ذكرناه ، والله عز وجل نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية