1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام في اسم الله الأعظم أي أسمائه هو
صفحة جزء
[ ص: 160 ] 27 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله عليه السلام في اسم الله الأعظم أي أسمائه هو

173 - حدثنا أبو أمية ، حدثنا أسود بن عامر ، قال : حدثنا شريك بن عبد الله ، عن أبي إسحاق ، ومالك بن مغول ، عن ابن بريدة ، عن أبيه : { سمع النبي عليه السلام رجلا يقول : اللهم إني أسألك بأني أشهد أن لا إله إلا أنت الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، فقال : لقد سأل الله عز وجل باسمه الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى } .

174 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني ، قال : حدثنا يونس بن بكير ، حدثني محمد بن إسحاق ، حدثني عبد العزيز بن مسلم ، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة ، عن أنس قال : { مر النبي صلى الله عليه وسلم برجل يصلي ، وهو يقول : اللهم لك الحمد ، لا إله إلا أنت ، يا منان ، يا بديع السماوات [ ص: 161 ] والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، فقال رسول الله عليه السلام لنفر من أصحابه : تدرون ما دعا الرجل ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : دعا ربه باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى } .

175 - حدثنا فهد ، حدثنا سعيد بن منصور ، حدثنا خلف بن خليفة ، عن حفص بن عمر ، عن { أنس قال : كنت قاعدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حلقة فقام رجل يصلي فلما ركع وسجد وقعد فتشهد دعا فقال : اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ، لا إله إلا أنت ، بديع السماوات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم . فقال رسول الله عليه السلام : أتدرون ما دعا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : إنه دعا باسمه العظيم الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى } .

قال أبو جعفر : فهذه الآثار قد رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم متفقة في اسم الله الأعظم أنه الله جل وعز ، وقد روي عن أبي حنيفة في هذا شيء نحن ذاكروه في هذا الباب .

[ ص: 162 ] وهو ما أجاز لنا محمد بن أحمد بن العباس الرازي ، وأعلمنا أنه سمعه من موسى بن نصر الرازي ، وأن موسى بن نصر حدثنا به عن هشام بن عبيد الله الرازي قال : حدثنا محمد بن الحسن ، عن أبي حنيفة قال : اسم الله عز وجل الأكبر هو الله . قال محمد : ألا ترى أن الرحمن اشتق من الرحمة ، والرب من الربوبية ، وذكر أشياء نحو هذا ، والله غير مشتق من شيء . قال هشام بن عبيد الله الرازي : فما أدري أفسر محمد هذا من قوله أم من قول أبي حنيفة ؟ فقال قائل : فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غير هذه الآثار ما يدل على خلاف ما في هذه الآثار فذكر :

176 - ما قد حدثنا محمد بن سنان الشيزري ، حدثنا هشام بن عمار ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا عبد الله بن العلاء ، أنه سمع القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة يرفعه قال : { اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب في سور ثلاث : البقرة ، وآل عمران ، وطه } .

[ ص: 163 ]

177 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا أبو حفص عمرو بن أبي سلمة الدمشقي ، قال : سمعت عيسى بن موسى يقول لابن زبر : يا أبا زبر ، سمعت غيلان بن أنس ؟ قال : سمعت القاسم أبا عبد الرحمن يحدث عن أبي أمامة ، عن النبي عليه السلام قال : { إن اسم الله الأعظم لفي ثلاث سور من القرآن : البقرة ، وآل عمران ، وطه } .

قال أبو حفص : فنظرت في هذه السور الثلاث فرأيت فيها أشياء ليس في القرآن مثلها : آية الكرسي : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفي آل عمران : الله لا إله إلا هو الحي القيوم ، وفي طه وعنت الوجوه للحي القيوم .

قال أبو جعفر : وكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله أن ما استخرجه أبو حفص من سورة البقرة فيه الله ، والذي استخرجه من آل عمران كذلك أيضا فيه الله ، فلم يكن ذلك خارجا من الآثار التي رويناها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الباب ، ولا مخالفا لما فيها ، وكان ما استخرجه مما في طه قد يجوز أن يكون كما استخرجه ، فثبت بذلك أن اسم الله الأعظم هو الحي القيوم ، وقد يحتمل أن يكون هو ما في طه سوى ذلك ، وهو قول الله [ ص: 164 ] فيها : وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى الله لا إله إلا هو الآية ، فيرجع ما في طه إلى مثل ما رجع إليه ما في سورة البقرة ، وما في سورة آل عمران ، أنه الله تعالى .

وقد روي عن أسماء بنت يزيد الأنصارية ، عن النبي عليه السلام في ذلك ما يخالف الحديث الذي استخرج منه أبو حفص ما استخرج .

178 - كما حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، حدثنا مكي بن إبراهيم ، حدثنا عبيد الله بن أبي زياد ، عن شهر بن حوشب ، عن { أسماء بنت يزيد أنها سمعت رسول الله عليه السلام يقول : إن في هاتين الآيتين اسم الله الأعظم : وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو ، و الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم } .

179 - وما قد حدثنا أبو أمية ، حدثنا أبو عاصم النبيل ، عن عبيد الله بن أبي زياد ، عن شهر ، عن أسماء : أن رسول الله عليه السلام ... مثله .

فكان في هذين الحديثين موضع اسم الله من سورة البقرة ، ومن سورة آل عمران ، بما ليس في إحداهما ذكر الحي القيوم ، وفيهما جميعا الله عز وجل .

[ ص: 165 ] فكان في ذلك ما يجب به أن يعقل أن الذي في سورة طه هو ذلك أيضا ، لا ما ذكره أبو حفص وكان فيما ذكرنا ما قد وافقه ما ذهب إليه أبو حنيفة .

فكان قولهم : اللهم ، إنما كان الأصل فيه يا الله ، فلما حذفوا الياء من أول الحرف زادوا الميم في آخره ليرجع المعنى الذي في يا الله ، وفيما روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تصديق بعضه بعضا ، وانتفى الاختلاف منه .

التالي السابق


الخدمات العلمية