1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين
صفحة جزء
[ ص: 387 ] 278 - باب بيان مشكل قول رسول الله صلى الله عليه وسلم { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين } .

1683 - حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب ، قال : حدثنا عمي عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، قال : سمعت معاوية بن أبي سفيان وهو يخطب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، وإنما أنا قاسم ويعطي الله عز وجل ، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله عز وجل لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل وهم ظاهرون على الناس } .

1684 - حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، أن مالكا أخبره ، عن يزيد بن زياد - قال أبو جعفر : يزيد هذا من بني قريظة - عن [ ص: 388 ] محمد بن كعب القرظي ، قال { قال : معاوية بن أبي سفيان وهو على المنبر : يا أيها الناس ، إنه لا مانع لما أعطى الله ولا معطي لما منع ولا ينفع ذا الجد منه الجد ، من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، ثم قال : سمعت هؤلاء الكلمات من رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه الأعواد } .

1685 - حدثنا عبد الملك بن مروان الرقي ، قال : حدثنا [ ص: 389 ] شجاع بن الوليد ، عن عثمان بن حكيم الأنصاري ، عن محمد بن كعب القرظي ، قال : قال : معاوية في حجته : { سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذه الأعواد : اللهم لا مانع لما أعطيت ، ولا معطي لما منعت ، من يرد الله به الخير يفقهه في الدين } .

1686 - حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا يحيى بن حماد ، قال : حدثنا شعبة ، عن جراد - رجل من بني تميم - عن رجاء بن حيوة ، عن معاوية ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين }

[ ص: 390 ] قال أبو جعفر : وذكر البخاري جرادا هذا ، فقال : هو جراد بن مجالد ، روى عنه شعبة وأبو بكر بن عياش .

1687 - حدثنا يزيد بن سنان وإبراهيم بن مرزوق جميعا ، قالا : حدثنا وهب بن جرير ، قال : يزيد في حديثه وحبان بن هلال ، وقال إبراهيم بن مرزوق في حديثه مكان ذلك ، ويحيى بن حماد ، قالوا : حدثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن معبد الجهني ، عن معاوية ، أنه كان لا يكاد يحدث ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء ، وكان لا يكاد يدع هؤلاء الكلمات يوم الجمعة يحدث ، أن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ، وإن هذا المال حلوة خضرة فمن أخذها بحقها بارك الله له فيها ، وإياكم والتمادح فإنه الذبح } .

قال أبو جعفر : وذكر البخاري معبدا هذا ، فقال : هو الذي تكلم [ ص: 391 ] بالقدر بالبصرة أول من تكلم به فيها ، وقال بعضهم هو معبد بن عبد الله بن عويمر ، وقال بعضهم هو معبد بن خالد ، قال : البخاري : وهذا يدل على أنه ليس من آل سبرة الذين بالمروة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في شيء .

1688 - حدثنا يونس ، قال : أخبرنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أن راشد بن أبي سكنة حدثه أنه سمع معاوية بن أبي سفيان وهو على المنبر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين } .

1689 - حدثنا أحمد بن محمد بن سلام البغدادي العطار ، قال : حدثنا عبد الأعلى بن حماد النرسي ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن جبلة بن عطية ، عن ابن محيريز ، عن معاوية ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين } .

[ ص: 392 ]

1690 - وحدثنا هارون بن كامل ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث بن سعد ، عن ابن عجلان ، عن يزيد بن زياد ، ثم ذكر مثل حديث يونس الذي ذكرناه ، عن مالك في هذا الباب ، عن يزيد بن زياد في إسناده وفي متنه .

1691 - حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا سريج بن النعمان الجوهري ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، عن معمر ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي } .

[ ص: 393 ] [ ص: 394 ] قال أبو جعفر : وقد ذكرنا فيما تقدم منا في كتابنا هذا في المراد بالفقه المذكور ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : { رب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه } ما نحن به مستغنون عن إعادته هاهنا إذ كان من شكل ما يحتاج إلى إبانته في هذا الباب ، وقد كان مما ذكرنا في ذلك ، أن الفقه هو الفهم .

وقد وجدنا ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يؤكد ما قلنا فيه من ذلك .

1692 - وهو ما قد حدثنا يونس بن عبد الأعلى ، قال : حدثنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، أن عباد بن سالم حدثه ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن أبيه ، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال { من يرد الله به خيرا يفهمه } .

[ ص: 395 ] قال أبو جعفر : فعقلنا بذلك ، أن معنى يفقهه على معنى ما قد رويناه في هذا الباب أنه يفهمه غير أنا قد ذكرنا في الباب الذي ذكرنا فيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : { رب حامل فقه لا فقه له ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه } فيما قد تقدم منا في كتابنا هذا أنه ليس كل مفهوم بمعنى كل ما فقه ، وأن لما فقه من أمر الدين درجة زائدة على كل مفهوم سواه على ما قد ذكرنا هناك والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية