1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التسمي برباح وأفلح ويسار ويسير
صفحة جزء
[ ص: 439 ] 286 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التسمي برباح وأفلح ويسار ويسير وعلاء ونافع وبركة من كراهته ومما يدل على إباحته .

1737 - حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، قال : حدثنا أسد بن موسى ، قال : حدثنا سعيد بن سالم ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله يقول : { أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينهى أن يسمى بعلاء وبركة وأفلح ونحو ذلك ، ثم إنه سكت بعد عنها فلم يقل شيئا } .

1738 - حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا محمد بن كثير العبدي ، قال : حدثنا سفيان الثوري ، قال : حدثنا أبو الزبير ، [ ص: 440 ] عن جابر بن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لئن عشت إلى قابل لأنهين أن يسمى نافعا ويسارا وبركة ، قال : ولا أدري أقال : رافع أم لا ؟ } .

1739 - حدثنا فهد ، قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، قال : حدثنا أبي ، عن الأعمش ، قال : حدثنا أبو سفيان ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : { إن عشت نهيت أمتي إن شاء الله أن يسمي أحد منهم بركة ونافعا وأفلح . ولا أدري قال : رافع ، يقال : هاهنا بركة ؟ فيقال : لا فقبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم ينه عن ذلك } .

[ ص: 441 ] قال أبو جعفر : ففي هذه الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله : لئن عشت إلى قابل لأنهين أن يسمى بهذه الأسماء المذكورة في هذا الحديث ، وفي ذلك ما قد دل على أن التسمي بها ليس بحرام ؛ لأنه لو كان حراما لنهى عنه صلى الله عليه وسلم ولم يؤخر ذلك إلى وقت آخر ، والله أعلم .

وفي بعضها أنه سكت عن ذلك ولم ينه عنه حتى توفي ، ففي ذلك ما قد دل أنه لم يحفها نهي منه صلى الله عليه وسلم ، وإذا كان ذلك كذلك كانت الإباحة في التسمي بها قائمة ، ثم نظرنا هل روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم غير جابر في ذلك نهيا أم لا . ؟

1740 - فوجدنا بكار بن قتيبة قد حدثنا ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا شعبة ، عن منصور ، قال : سمعت هلال بن يساف ، عن الربيع بن عميلة الفزاري ، عن سمرة بن جندب ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : لا تسم غلامك رباحا ولا أفلح ولا يسيرا أو قال : يسارا ، يقال : ثم فلان ، فيقال : لا .

1741 - ووجدنا سليمان بن شعيب قد حدثنا ، قال : حدثنا [ ص: 442 ] عبد الرحمن بن زياد ، قال : حدثنا زهير بن معاوية ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن ربيع بن عميلة ، عن سمرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله .

1742 - ووجدنا أبا أمية قد حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن سابق ، قال : حدثنا إبراهيم بن طهمان ، عن منصور ، ثم ذكر بإسناده مثله .

1743 - ووجدنا ابن أبي داود قد حدثنا ، قال : حدثنا أبو معمر عبد الله بن عمرو بن أبي الحجاج ، قال : حدثنا عبد الوارث ، قال : حدثنا محمد بن جحادة ، عن منصور بن المعتمر ، عن عمارة بن عمير التيمي ، عن ربيع بن عميلة ، عن سمرة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر مثله .

1744 - ووجدنا بكار بن قتيبة قد حدثنا ، قال : حدثنا مؤمل بن إسماعيل ، قال : حدثنا سفيان قال : حدثنا سلمة بن كهيل ، عن [ ص: 443 ] هلال بن يساف ، عن سمرة بن جندب ، قال : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : { لا تسمين عبدك أفلح ولا رباحا ولا يسارا } .

قال أبو جعفر : ففي بعض هذه الآثار فإنك تقول : أثم هو ؟ فلا يكون فيقول : لا .

ففي ذلك ما قد دل على أن النهي عن هذه الأسماء إنما كان خوف الطيرة بها ، كما نهي أن يورد ممرض على مصح ، فيصيبه ما أصاب الممرض ، فيقال : أصابه ؛ لأنه أورد عليه . وقد ذكرنا ذلك فيما تقدم منا في كتابنا هذا . ثم كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم نهيه عن الطيرة .

1745 - كما حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا يحيى بن سعيد ، عن هشام - يعني : الدستوائي - عن يحيى بن أبي كثير - يعني عن الحضرمي - أن سعيد بن المسيب ، قال : سألت سعدا عن الطيرة فانتهرني ، وقال : من حدثك ؟ فكرهت أن أحدثه ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 444 ] يقول : { لا عدوى ولا طيرة } .

1746 - وكما حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : حدثنا حبان بن هلال ، قال : حدثنا أبان بن يزيد ، قال : حدثنا يحيى بن أبي كثير ، ثم ذكر بإسناده مثله .

قال : فكان ذلك نهيا منه صلى الله عليه وسلم عن الطيرة وكان على المسلمين رفع ذلك عن أنفسهم بنهيه إياهم عنه ، ثم قد جاء عنه في الطيرة ما يتجاوز ما في حديث سعد هذا .

1747 - وهو ما قد حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، قال : حدثنا سفيان ، عن سلمة بن كهيل ، عن عيسى بن عاصم الأسدي ، عن زر بن حبيش ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { الطيرة شرك [ ص: 445 ] وما منا ولكن الله يذهبه بالتوكل } .

1748 - وما قد حدثنا يزيد ، قال : حدثنا بشر بن عمر الزهراني ومحمد ، قالا : حدثنا شعبة ، عن سلمة ، عن عيسى رجل من بني أسد ، عن زر ، عن عبد الله ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مثله .

فدل ذلك على ارتفاع الطيرة وعلى استعمال المسلمين إياها ، وعلى وجوب ترك الالتفات إليها عليهم .

ومما قد دل على ما ذكرنا

1749 - ما قد حدثنا بكار ويزيد ، قالا : حدثنا عمر بن يونس ، قال : حدثنا عكرمة بن عمار ، عن سماك أبي زميل ، قال : حدثني عبد الله بن عباس ، قال : حدثني عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : لما اعتزل رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه جلس في مشربة له فأتيت ، وإذا برباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم على أسكفتها ، فقلت : يا رباح ، استأذن لي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر بقية الحديث .

[ ص: 446 ] ففي هذا ما قد دل على ما ذكرنا .

ومما يدخل في هذا أيضا أنه قد كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصحابة رضوان الله عليهم ومن ولاة أموره العلاء بن الحضرمي كان عامله على البحرين ، وبقي على اسمه ذلك حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عليه ، وبقي عليه حتى توفي هو رضوان الله عليه ، وفي ذلك ما قد دل على ما ذكرنا .

وقد روي عنه عليه السلام .

1750 - ما قد حدثنا الربيع المرادي ، قال : حدثنا شعيب بن الليث ، قال : حدثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن محمد بن إسحاق ، { عن محمد بن عمرو بن عطاء ، أن زينب ابنة أبي سلمة سألته : ما سميت ابنتك ؟ قال : سميتها برة ، فقالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن هذا الاسم ، سميت برة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تزكوا أنفسكم ، الله أعلم بأهل البر منكم . قالوا : ما نسميها ؟ قال : سموها زينب } .

[ ص: 447 ] قال أبو جعفر : وهذا عندنا والله أعلم قبل النهي عن الطيرة ، وعاد بذلك الحكم في الأسماء إلى استعمالها كلها ما لم يكن فيه منها نهي متأخر عن الطيرة ؛ لأنها إشارات لتبيين ما يشار إليه بها عما سواه من جنسه والله سبحانه نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية