1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان يصيبه من الوعك أنه كان يكون له فيه أجران
صفحة جزء
[ ص: 459 ] 357 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما كان يصيبه من الوعك أنه كان يكون له فيه أجران

2208 - حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا قبيصة بن عتبة ، عن سفيان ، عن الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه وهو يوعك وعكا شديدا ، فقلت : يا رسول الله إنك توعك وعكا شديدا ، إن لك أجرين ، قال : أجل ، ما من مسلم يصيبه أذى إلا تحاتت عنه خطاياه كما يتحات ورق الشجر ، قال أبو جعفر : وفي هذا الحديث أن عبد الله خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن له على الوعك الذي يوعكه أجرين ، فلم ينكر ذلك رسول الله [ ص: 460 ] صلى الله عليه وسلم فدل ذلك على أن الأجر قد كان يكتب في الوعك الذي يوعكه .

2209 - وحدثنا أحمد بن داود بن موسى ، قال : حدثنا عبيد الله بن محمد التيمي ، قال : أخبرنا عبد العزيز بن مسلم القسملي ، قال : حدثنا الأعمش ، عن إبراهيم التيمي ، عن الحارث بن سويد ، عن عبد الله بن مسعود ، قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يوعك فمسسته بيدي ، فقلت : يا رسول الله إنك لتوعك وعكا شديدا ، قال : أجل إني أوعك وعكا شديدا كما يوعك الرجلان منكم ، قلت : فإن لك أجرين ، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله كأنه يعني خطاياه كما تحط الشجرة ورقها .

2210 - حدثنا يونس ، قال : أخبرنا عبد الله بن وهب ، قال : أخبرني هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو موعوك ، عليه قطيفة ، فوضع يده عليه فوجد حرارتها فوق القطيفة ، فقال أبو سعيد : ما أشد حر حماك يا رسول الله ، فقال رسول [ ص: 461 ] الله صلى الله عليه وسلم : إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضعف لنا الأجر .

قال أبو جعفر : فتأملنا هذه الآثار فوجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما كان لا خطايا له تحط عنه بما كان يصيبه في بدنه من الوعك جعل له مكان ذلك من الأجر ما كان يجعل له فيه مما ذكر في هذه الآثار .

ودل ما في حديث أبي سعيد من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم جوابا له عما سأله عنه فيه إنا كذلك يشدد علينا البلاء ويضاعف لنا الأجر أنه أراد بذلك نفسه وسائر أنبياء الله - عز وجل صلوات الله عليهم - إذ كانوا لا ذنوب لهم ولا خطايا والله سبحانه وتعالى نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية