1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله كل ابن آدم يأكله التراب غير عجب الذنب
صفحة جزء
[ ص: 58 ] 366 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : كل ابن آدم يأكله التراب غير عجب الذنب

2288 - حدثنا يونس قال : حدثنا ابن وهب أن مالكا أخبره عن أبي الزناد ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم تأكل الأرض إلا عجب الذنب ، منه خلق وعليه يركب .

2289 - حدثنا يزيد بن سنان قال : حدثنا صفوان بن عيسى ، عن [ ص: 59 ] ابن عجلان ، عن أبي الزناد ثم ذكر بإسناده مثله .

2290 - حدثنا هارون بن كامل قال : حدثنا عبد الله بن صالح قال : حدثني الليث قال : حدثني محمد بن عجلان ، عن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

2291 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود قال : حدثنا ابن أبي مريم قال : حدثني ابن أبي الزناد ، عن أبيه ثم ذكر بإسناده مثله غير أنه قال : وفيه يركب .

2292 - حدثنا حسين بن نصر قال : حدثنا يحيى بن صالح الوحاظي قال : حدثنا ابن أبي الزناد ثم ذكر بإسناده مثله .

2293 - حدثنا أبو أمية ومحمد بن علي قالا : حدثنا سعيد بن [ ص: 60 ] سليمان قال : حدثنا منصور بن أبي الأسود ، عن الأعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كل ابن آدم يبلى إلا عجب الذنب ، وفيه يركب الخلق .

2294 - حدثنا فهد قال : حدثنا عمر بن حفص بن غياث قال : حدثنا أبي قال : حدثنا الأعمش قال : سمعت أبا صالح يحدث يقول : سمعت أبا هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : يبلى كل شيء من الإنسان إلا عجب ذنبه وفيه يركب الخلق يوم القيامة ، ثم ينزل الله عليه ماء فينبتون كما ينبت البقل .

فقال قائل : العيان يدفع ما في هذا الحديث ؛ لأنا نجد الميت [ ص: 61 ] يكشف عن لحده فلا يوجد فيه شيء ؛ لأنه قد فني بأكل التراب إياه ، ووجدناه يحرق فتأتي عليه النار حتى لا يبقى منه شيء .

فكان جوابنا له في ذلك - بتوفيق الله عز وجل وعونه - أن ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو كما روي عنه لا يجوز غيره ، إذ كان الذين نقلوه عنه هم أهل الضبط له المؤتمنون عليه ، وأن من جهل ذلك فدفعه بجهله إياه جاهلا بلطف قدرة الله - عز وجل - لأنه لما كان من لطف قدرته عز وجل أن يعيد العظام المركبة في الأحياء رفاتا ، ثم يعيدها كما كانت قبل ذلك كما قال - عز وجل - : وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده .

وكما قال - عز وجل - : وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم . فقال عز وجل : قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم . وإذا كان ذلك كما ذكرنا في لطف قدرته كان غير مستنكر فيها أن يبقى أعجاب الأذناب من بني آدم أن يأكله التراب .

وكما وقى عبده ونبيه وخليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم أن تأكله النار التي تأكل ما لقيت من الأشياء لإلهامه عز وجل إياها ذلك ، بحفظه ذلك منهم حتى يظهره في الوقت الذي يشاء إظهاره فيه ، وإن غاب ذلك عن أعيننا فهو غير غائب عنه ، كما قد حكى لنا عز وجل عن عبده لقمان من قوله لابنه : يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير . وهذا اللطف غير مستنكر فيه في أعجاب أذناب بني آدم ما قد روي في هذا الحديث وغير مستحيل فيه ، والله عز وجل نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية