1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه فهو عاهر
صفحة جزء
[ ص: 134 ] 428 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه فهو عاهر .

2705 - حدثنا عبد الملك بن مروان الرقي ، قال : حدثنا شجاع بن الوليد عن الحسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : أيما عبد تزوج بغير إذن مواليه أو أهله فهو عاهر .

2706 - حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا حسن بن صالح قال : سمعت عبد الله بن محمد بن عقيل قال : سمعت جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ذكر مثله .

[ ص: 135 ]

2707 - حدثنا فهد ، قال : حدثنا أبو غسان ، قال : حدثنا الحسن بن صالح ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

2708 - وحدثنا علي بن شيبة ، قال : حدثنا يزيد بن هارون ، قال : حدثنا همام بن يحيى ، عن القاسم بن عبد الواحد المكي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيما عبد تزوج أو قال : نكح بغير إذن مواليه فهو عاهر .

2709 - وحدثنا محمد بن خزيمة ، قال : حدثنا حجاج بن منهال ، [ ص: 136 ] قال : حدثنا همام بن يحيى ، قال : أنبأنا القاسم بن عبد الواحد ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل أن جابر بن عبد الله حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله .

2710 - وحدثنا فهد ، قال : حدثنا أبو غسان ، قال : حدثنا مندل ، عن ابن جريج ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أيما عبد تزوج بغير إذن مولاه فهو زان .

فقال قائل : ما معنى ما في هذه الآثار من إطلاق الزنا أو العهر على العبد المتزوج بغير إذن مولاه ، وليس فيه ذكر دخول منه بمن تزوجه كذلك ، ولا اختلاف بينكم أنه إذا تزوج كذلك ودخل أنه غير محدود ، وفي ذلك ما ينفي عنه أن يكون بعقده ذلك التزويج على [ ص: 137 ] نفسه ، كما في هذا الحديث مما أطلقه عليه بذلك .

فكان جوابنا له في ذلك - بتوفيق الله عز وجل وعونه - : أنه أطلق عليه ما أطلق عليه في هذه الآثار للتزويج الذي يكون سببا للدخول الذي يكون به كما أطلق عليه في هذه الآثار ، فسمي سببه باسمه كما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في تسميته الأشياء التي يتوصل إلى الزنى بها ، الزنى الذي هو اسم لحقيقة ما يكون بها .

2711 - كما حدثنا أبو أمية ، ومحمد بن علي بن داود ، وعلي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة قالوا : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا همام ، قال : حدثنا عاصم بن بهدلة ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : العينان تزنيان ، واليدان تزنيان ، والرجلان تزنيان ، والفرج يزني .

2712 - وكما حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : حدثنا عفان ، [ ص: 138 ] قال : حدثنا حماد بن سلمة ، قال : حدثنا ثابت ، عن أبي رافع ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله .

2713 - وكما حدثنا يونس ، قال : أنبأنا ابن وهب ، قال : أخبرني ابن أبي ذئب ، عن الحارث بن عبد الرحمن ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : كتب الله على كل عضو حظه من الزنا ، فالعين تزني ، وزناها النظر ، واللسان يزني وزناه الكلام ، واليدان تزنيان ، وزناهما البطش ، والرجل تزني وزناها المشي ، والسمع يزني وزناه الاستماع ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه .

[ ص: 139 ]

2714 - حدثنا يوسف بن يزيد ، قال : حدثنا حجاج بن إبراهيم ، [ ص: 140 ] قال : أنبأنا إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : العينان تزنيان ، واللسان يزني ، واليدان تزنيان ، والرجلان تزنيان ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه .

2715 - وكما حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا محمد بن المنهال الضرير ، قال : حدثنا يزيد بن زريع ، قال : حدثنا روح بن القاسم ، عن العلاء ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

فكان فيما روينا من هذه الآثار إطلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه [ ص: 141 ] الأعضاء الزنى ، إذ كانت من أسبابه ، وإذ كان لا يوصل إليه إلا بها .

وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما يدخل في هذا المعنى أيضا .

2716 - ما قد حدثنا علي بن معبد ، وأبو أمية قالا : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا ثابت بن عمارة ، قال : سمعت غنيم بن قيس ، قال : سمعت أبا موسى الأشعري يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أيما امرأة استعطرت ومرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية ، وكل عين زانية .

فمثل ذلك ما قد رويناه عنه صلى الله عليه وسلم من إطلاقه على العبد المتزوج بغير إذن مواليه ما أطلقه عليه مما ذكر في هذه الآثار التي بدأنا بذكرها في هذا الباب ؛ لأنه سبب لما يستحق به ذلك الاسم ، ولم يحد في ذلك باتفاق أهل العلم أنه غير محدود فيه ؛ للشبهة التي دخلته من التزويج الذي تقدمه من وجوب العدة به ، ومن ثبوت نسب ولد ، إن كان منه ، وليس كل عاهر محدودا ، كما ليس كل سارق مقطوعا ، والله عز وجل نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية