1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة
صفحة جزء
[ ص: 314 ] 454 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة .

2871 - حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا محمد بن سليمان القرشي البصري ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن ، عن سعيد بن المسيب ، عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : حدثني أبي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وضع منبري على ترعة من ترعات الجنة ، وما بين منبري وبيتي روضة من رياض الجنة .

قال أبو جعفر : وقد حدث بهذا الحديث غير واحد من أهله منهم : محمد بن يحيى القطعي ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وأبو شعيب صالح بن حكيم ، عن محمد بن سليمان هذا .

[ ص: 315 ]

2872 - وحدثنا عبد الغني بن أبي عقيل ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عمار الدهني ، عن أبي سلمة ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، وإن قوائم منبري على رواتب في الجنة .

2873 - وحدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس ، قال : حدثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي ، قال : حدثنا محمد بن بشر ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي .

[ ص: 316 ]

2874 - حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى المسعودي ، قال : حدثنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة .

قال أبو جعفر : وهذا من حديث مالك ، يقول أهل العلم بالحديث : إنه لم يحدث به عن مالك أحد غير أحمد بن يحيى هذا ، وغير عبد الله بن نافع الصائغ .

2875 - حدثنا يونس ، قال : حدثنا ابن وهب أن مالكا حدثه ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة ، أو عن أبي سعيد الخدري - هكذا حدثناه يونس بالشك - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، ومنبري على حوضي .

[ ص: 317 ]

2876 - حدثنا الربيع الجيزي ، قال : حدثنا مطرف بن عبد الله المدني ، قال : حدثنا مالك ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي سعيد ، أو عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

2877 - حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا روح بن عبادة ، قال : حدثنا مالك بن أنس ، عن خبيب بن عبد الرحمن ، أن حفص بن عاصم أخبره ، عن أبي هريرة ، وعن أبي سعيد ، هكذا حدثناه علي بن معبد بلا شك ذكره فيه ، ثم ذكر مثل حديث يونس سواء ، وذكره عن أبي سعيد ، وأبي هريرة رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم .

2878 - وحدثنا الحسين بن الحكم الكوفي الجيزي ، قال : حدثنا أبو غسان ، قال : حدثنا زهير بن معاوية ، قال : حدثنا محمد بن [ ص: 318 ] إسحاق ، قال : حدثني خبيب بن عبد الرحمن ، عن حفص بن عاصم ، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن منبري على حوضي وما بين بيتي وبين منبري روضة من رياض الجنة ، وصلاة في مسجدي هذا كألف صلاة فيما سواه من المساجد ، إلا المسجد الحرام .

قال : وحدثني المسور بن رفاعة ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة مثله .

2879 - وحدثنا علي بن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة ، [ ص: 319 ] ومحمد بن علي بن داود ، قالا : حدثنا عفان بن مسلم ، قال : حدثنا عبد الواحد بن زياد ، قال : حدثنا إسحاق بن شرفى مولى آل عمر ، قال : حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن أن عبد الله بن عمر قال : حدثني أبو سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة .

2880 - حدثنا يونس ، قال : أنبأنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عباد بن تميم ، عن عبد الله بن زيد المازني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة .

[ ص: 320 ]

2881 - حدثنا الربيع الجيزي ، قال : حدثنا مطرف بن عبد الله ، قال : حدثنا مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، عن عباد بن تميم ، عن عبد الله بن زيد المازني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة .

2882 - حدثنا محمد بن خزيمة ، وفهد بن سليمان جميعا قالا : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث بن سعد ، قال : حدثني ابن الهاد ، عن أبي بكر بن محمد ، عن عباد بن تميم ، عن عبد الله بن زيد أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن ما بين منبري وبين بيتي روضة من رياض الجنة .

[ ص: 321 ]

2883 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ، عن هشيم ، عن علي بن زيد ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما بين منبري إلى بيتي روضة من رياض الجنة ، وإن منبري لعلى ترعة من ترع الجنة .

فقال قائل : هذه الآثار تدل على أن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنبره خارجان عن الروضة .

فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : [ ص: 322 ] أنه قد يجوز أن يكونا خارجين من الروضة كما ذكر ، ويكون منبره على ما قد بين في هذه الآثار التي قد رويناها في هذا الباب : أن قوائمه رواتب في الجنة ، فيكون من الجنة في خلاف الروضة .

وقد دل على هذا التأويل ما قد روي عن سهل بن سعد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا المعنى .

2884 - كما قد حدثنا علي بن عبد العزيز البغدادي ، قال : حدثنا أبو عبيد القاسم بن سلام ، قال : حدثنا حسان بن عبد الله ، يعني : الواسطي ، قال : حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، يعني : القاري ، عن أبي حازم ، عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن منبري هذا على ترعة من ترع الجنة ، قال : فقال سهل بن سعد : أتدرون ما الترعة ؟ هي الباب من أبواب الجنة .

[ ص: 323 ] قال أبو جعفر : ففي هذا الحديث أن منبره صلى الله عليه وسلم من الجنة على خلاف الروضة ، وهو الترعة على ما في هذا الحديث ، ويكون قبره صلى الله عليه وسلم من الجنة إما في روضة سوى تلك الروضة مما هو أجل منها وأنعم وأرفع مقدارا ؛ لأنه لما كان منبره بلغه الله عز وجل بجلوسه وبقيامه عليه ما بلغه ، كان قبره الذي قد تضمن بدنه ، فصار له مثوى بذلك أولى ، وبالزيادة عليه أحرى ، والجنة ففيها روضات لا روضة واحدة ، كما قال الله - عز وجل - في كتابه : والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ، فيجوز إن كان قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في روضة من هذه الروضات أن تكون روضة فوق الروضة التي بين قبره ومنبره ، ويجوز أن تكون غير الروضة مما هو أكبر من الروضة ، ويجوز أن تكون ما يجمع الروضة وغيرها مما شرفه الله - عز وجل - به ، وأعلى به منزلته ، وأثابه به عن سائر الناس سواه واختصه به دون بقيتهم .

وفي هذا الحديث معنى يجب أن يوقف عليه ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ، على ما في أكثر هذه الآثار ، وعلى ما في سواه منها : ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة ، فكان تصحيحهما يجب به أن يكون بيته هو قبره ، ويكون ذلك علامة من علامات النبوة جليلة المقدار ؛ لأن الله - عز وجل - قد أخفى على كل نفس سواه صلى الله عليه وسلم الأرض التي يموت فيها ؛ بقوله جل وعز في كتابه : وما تدري نفس بأي أرض تموت ، فأعلمه عز [ ص: 324 ] وجل الموضع الذي فيه يموت ، والموضع الذي فيه قبره ، حتى علم ذلك في حياته ، وحتى أعلمه من أعلمه من أمته ، فهذه منزلة لا منزلة فوقها زاده الله شرفا وخيرا ، والله عز وجل نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية