1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العين أنها حق وفي الاغتسال لمن بلي بها
صفحة جزء
[ ص: 332 ] 456 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في العين : أنها حق وفي الاغتسال لمن بلي بها .

2892 - حدثنا أحمد بن داود ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم الأزدي ، قال : حدثنا وهيب بن خالد ، قال : حدثنا ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم العين حق ، ولو كان شيء سابق القدر ، سبقت العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا .

2893 - حدثنا علي بن عبد الرحمن ، قال : حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي ، قال : حدثنا عبثر بن القاسم ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : كانوا يأمرون المعين فيتوضأ ، فيغسل به المعان .

[ ص: 333 ] قال أبو جعفر : هكذا حدثناه علي ، فقال : المعين ، والمعان ، والذي نحفظه من أهل اللغة أن الفاعل من العين : عائن ، والمفعول به : معيون ، وينشد :


قد كان قومك يحسبونك سيدا وإخال أنك سيد معيون

وربما رد بعضهم المفعول منه إلى فعيل ، مثل مكيل ومبيع ، ونحو ذلك ، فيقولون : معين .

2894 - حدثنا يونس ، قال : حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : مر عامر بن ربيعة على سهل بن حنيف ، وهو يغتسل ، فقال سهل : لم أر كاليوم ، ولا جلد مخبأة ، فما لبث أن لبط به ، فأتي النبي صلى الله عليه وسلم ، فقيل له : أدرك سهلا صريعا ، فقال : من تتهمون به ؟ فقالوا : عامر ، فقال : علام يقتل أحدكم أخاه ؟ إذا رأى ما يعجبه فليدع بالبركة ، وأمر عامرا أن يتوضأ له ويغسل وجهه ويديه وركبتيه وداخلة إزاره ويصب عليه ، ويكفئ الإناء من خلفه ، قال لنا سفيان : وقالوا عن [ ص: 334 ] الزهري ، ولم أحفظ : فراح مع الموكب .

2895 - حدثنا يونس ، قال : حدثنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه ، عن ابن شهاب ، عن أبي أمامة رضي الله عنه ، ثم ذكر مثله ، وزاد : فراح سهل مع الناس ليس به بأس .

قال لنا يونس : قال لنا ابن وهب : قال مالك : داخلة الإزار : التي تحت الإزار مما يلي الجسد .

2895 م - حدثنا يونس ، قال : أنبأنا ابن وهب أن مالكا أخبره ، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل أنه سمع أباه يقول : [ ص: 335 ] اغتسل أبي سهل بن حنيف بالخرار ، فنزع جبة كانت عليه ، وعامر بن ربيعة ينظر قال : وكان سهل أبيض ، حسن الجلد ، فقال له عامر : ما رأيت كاليوم قط ، ولا جلد عذراء ، ثم ذكر بقية الحديث .

2896 - حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرني إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، قال : حدثنا شبابة ، قال : حدثنا ابن أبي ذئب ، عن الزهري ، عن أبي أمامة بن سهل ، عن أبيه أن عامرا مر به ، وهو يغتسل ، ثم ذكر نحوه .

2897 - حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أنبأنا أحمد بن سليمان ، قال : حدثنا عمر بن عبد الرحمن ، عن جعفر ، وهو ابن برقان ، عن الزهري ، عن أبي أمامة بن سهل ، [ ص: 336 ] عن عامر بن ربيعة أنه رأى سهل بن حنيف ، وهو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجعرانة يغتسل ، ثم ذكر نحوه .

2898 - حدثنا ابن أبي داود ، قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب قال : حدثني أبو أمامة ، ثم ذكر مثل حديث يونس ، عن ابن وهب ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، وزاد : قال محمد بن مسلم : والغسل الذي أدركنا عليه علماءنا يصفونه : أن يؤتى الرجل الذي يعين صاحبه القدح ، فيه الماء ، فيمسك له مرفوعا من الأرض ، فيدخل الذي يعين صاحبه يده اليمنى في الماء ، فيصب على وجهه منه واحدة في القدح ، ثم يدخل يده اليسرى في الماء ، فيغسل يده اليمنى إلى المرفق بيده اليسرى منه واحدة في القدح ، ثم يدخل يده اليمنى ، فيغسل يده اليسرى إلى المرفق صبة واحدة في القدح ، ثم يدخل يديه جميعا في الماء ، فيغسل صدره صبة واحدة في القدح ، ثم يدخل يده فيمضمض ، ثم يمجه في القدح ، ثم يدخل يده اليسرى فيغرف من الماء ، فيصبه على ظهر كفه اليمنى صبة واحدة في القدح ، ثم يدخل يده اليسرى ، فيصب على مرفق يده منه واحدة في القدح ، وهو ثان يده إلى عنقه ، ثم يفعل مثل ذلك في [ ص: 337 ] مرفق يده اليسرى ، ثم يفعل ذلك على ظاهر قدمه اليمنى من عند أصول الأصابع ، واليسرى كذلك ، ثم يدخل يده اليسرى ، فيصب على ظهر ركبته اليمنى ، ثم يفعل باليسرى مثل ذلك ، ثم يغمس داخلة إزاره اليمنى في الماء ، ثم يقوم الذي في يده القدح بالقدح حتى يصبه على رأس المعيون من ورائه ، ثم يكفأ القدح على وجه الأرض وراءه .

2899 - حدثنا محمد بن عزيز الأيلي ، قال : حدثنا سلامة ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن أبي أمامة ، ثم ذكر نحوه على ما في هذا الحديث ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى ما فيه من صفة الغسل ، ولا نعلمه روي في الاغتسال من العين غير ما قد ذكرناه في هذا الباب فيه ، فأما ما روي في العين أنها حق مما ليس فيه ذكر الغسل ، فقد رويت ذلك في آثار .

[ ص: 338 ]

2900 - منها ما قد حدثنا بكار ، قال : حدثنا أبو داود ، قال : حدثنا طالب بن حبيب بن عمرو بن سهل الأنصاري ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن جابر الأنصاري ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أكثر من يموت من أمتي بعد كتاب الله وقضائه وقدره بالأنفس .

2901 - ومنها ما قد حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : حدثنا أحمد بن سليمان ، يعني : الرهاوي ، قال : حدثنا معاوية بن هشام ، عن عمار بن رزيق ، عن عبد الله بن عيسى ، عن أمية بن هند ، عن عبد الله بن عامر بن ربيعة ، عن أبيه قال : خرجت أنا وسهل بن حنيف نلتمس الخمر ، فأصبنا غديرا خمرا ، فكان أحدنا يستحيي أن يتجرد وأحد يراه ، واستتر حتى إذا رأى أنه قد فعل نزع جبة صوف عليه ، فنظرت إليه ، فأعجبني خلقه فأصبته بعين ، فأخذته قعقعة فدعوته ، فلم يجبني ، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته ، فقال : قوما ، فرفع عن ساقيه حتى خاض إليه الماء ، فكأني [ ص: 339 ] أنظر إلى وضح ساقي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وضرب صدره ، وقال : بسم الله ، اللهم أذهب حرها وبردها ووصبها ، قف بإذن الله ، فقام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو أخيه شيئا يعجبه ، فليدع بالبركة ، فإن العين حق .

[ ص: 340 ] قال أبو جعفر : ففي هذا الحديث اكتفى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسهل بالدعاء ، وفي حديث أبي أمامة أمره عامرا بالاغتسال له ، وقد يحتمل أن يكون جمعهما له جميعا ، وقد يحتمل أن يكون كان ذلك مرتين أدرك سهلا في كل واحدة منهما من عامر ما أدركه منه ، ففعل له رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل واحدة منهما ما فعل فيها من دعاء ، ومن أمر باغتسال ، ويحتمل أن يكون الاغتسال كان ، ثم نسخ بغيره .

2902 - مما قد حدثنا محمد بن علي بن داود ، وإبراهيم بن أبي داود جميعا قالا : حدثنا سعيد بن سليمان الواسطي ، قال : حدثنا عباد ، يعني : ابن العوام ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان وعين الإنس ، فلما نزلت المعوذتان أخذهما ، وترك ما سوى ذلك .

[ ص: 341 ] وقد روي منها أيضا :

2903 - ما قد حدثنا حسين بن نصر ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : حدثنا سفيان ، عن معبد بن خالد ، قال : سمعت عبد الله بن شداد يحدث ، عن عائشة رضي الله عنها قالت : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أسترقي من العين .

2904 - ومنها ما قد حدثنا الربيع بن سليمان المرادي ، وفهد بن سليمان بن يحيى قالا : حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، قال : حدثنا أبو شهاب ، عن داود بن أبي هند ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فرقاه جبريل صلى الله عليه وسلم ، فقال : بسم الله أرقيك ، من كل شيء يؤذيك ، ومن كل حاسد وعين ، والله يشفيك .

[ ص: 342 ] قال : ففي هذه الآثار الاكتفاء بالمعوذتين ، وبالرقى ، وفي ذلك ما قد دل على نسخ الغسل ، لا سيما ما في حديث عباد ، عن الجريري ، عن أبي نضرة ، عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يتعوذ من عين الجان ، وعين الإنس ، فلما نزلت المعوذتان أخذهما ، وترك ما سوى ذلك ، ففيه نسخ الغسل ، وما سواه مما كان يفعله صلى الله عليه وسلم قبل نزولهما عليه ، والله عز وجل نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية