1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحوم الخيل من كراهة ومن إباحة من حديث جابر بن عبد الله
صفحة جزء
[ ص: 63 ] 484 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في لحوم الخيل من كراهة ومن إباحة من حديث جابر بن عبد الله

3053 - حدثنا المزني ، قال : حدثنا الشافعي ، عن سفيان ، عن عمرو بن دينار ، سمع جابر بن عبد الله يقول : أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل ، ونهانا عن لحوم الحمر .

فكان هذا الحديث مذكورا فيه سماع عمرو بن دينار من جابر بن عبد الله ، ولم يسمع ذلك في غير هذه الرواية .

[ ص: 64 ]

3054 - وما قد حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا إبراهيم بن بشار ، قال : حدثنا سفيان ، عن عمرو ، عن جابر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله .

فلم يكن في ذلك ذكر سماع لعمرو إياه من جابر .

3055 - وقد حدثنا محمد بن النعمان السقطي ، قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا عمرو ، قال : قال جابر بن عبد الله ... ثم ذكر هذا الحديث .

فطلبنا حقيقته : هل هو سماع لعمرو من جابر ، أو ليس بسماع له منه ؟

3056 - فوجدنا محمد بن النعمان قد حدثنا ، قال : حدثنا الحميدي ، قال : حدثنا سفيان ، قال : حدثنا عمرو ، قال : قال جابر بن عبد الله : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المخابرة .

قال سفيان : وكل شيء سمعته من عمرو بن دينار - يعني من حديث جابر - قال لنا : سمعت جابر بن عبد الله إلا هذين الحديثين ، فلا أدري أبينه وبين جابر فيهما أحد أم لا .

ثم التمسناه من رواية غير سفيان عن عمرو .

[ ص: 65 ]

3057 - فوجدنا أبا أمية قد حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن سابق ، قال : حدثنا ورقاء ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر هذا الحديث .

فلم يكن في ذلك ما يدل على من تقوم به الحجة في حقيقة هذا الحديث ، ثم التمسنا ذلك أيضا .

3058 - فوجدنا أبا أمية قد حدثنا ، قال : حدثنا خالد بن مخلد القطواني ، قال : حدثني محمد بن مسلم الطائفي ، قال : حدثني عمرو بن دينار ، قال : سمعت جابر بن عبد الله يقول : حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لحوم الحمر الأهلية ، وأحل لحوم الخيل .

فلم يكن هذا عندنا أيضا مما نقطع به على أن حقيقة الأمر في هذا الحديث هي سماع عمرو إياه من جابر لتقصير محمد بن مسلم عن استحقاق مثل ذلك ، فالتمسناه من حديث غيره .

3059 - فوجدنا يزيد بن سنان قد حدثنا ، قال : حدثنا محمد بن [ ص: 66 ] بكر البرساني ، قال : حدثنا ابن جريج ، قال : أخبرني عمرو بن دينار ، عن رجل ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : كنا قد حملنا في قدورنا لحوم الخيل ولحوم الحمر ، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأكل لحوم الخيل ، ونهانا أن نأكل لحوم الحمر .

فوقفنا بذلك على أن أصل هذا الحديث ليس بسماع عمرو إياه من جابر ، وإن بينه وبينه فيه رجلا ، غير أنه قد يحتمل أن يكون ذلك الرجل ممن تقبل روايته ، وتقوم بمثلها الحجة ، وقد يكون بخلاف ذلك ، فالتمسنا ذلك .

3060 - فوجدنا أحمد بن أبي داود قد حدثنا ، قال : حدثنا سليمان بن حرب ( ح ) .

ووجدنا الربيع بن سليمان قد حدثنا ، قال : حدثنا أسد ، قالا : حدثنا حماد بن زيد ، عن عمرو بن دينار ، عن محمد بن علي بن حسين ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل ، ونهانا عن لحوم الحمر .

[ ص: 67 ] فصار هذا الحديث مستقيم الإسناد من حديث عمرو ، ثم نظرنا : هل رواه عن جابر بن عبد الله أحد بموافقة هذا المعنى . ؟

3061 - فوجدنا يونس قد حدثنا ، قال : حدثنا علي بن معبد ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الكريم الجزري ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ، قال : كنا نأكل لحوم الخيل على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

3062 - ووجدنا فهدا قد حدثنا ، قال : حدثنا ابن الأصبهاني ، [ ص: 68 ] قال : أنبأنا شريك ، عن عبد الكريم . ووكيع ، عن سفيان ، عن عبد الكريم ، ثم ذكر مثله .

فاتفق محمد بن علي بن حسين ، وعطاء ، عن جابر بن عبد الله في إباحة لحوم الخيل .

3063 - وقد حدثنا يزيد بن سنان أيضا ، قال : حدثنا أبو عاصم ، عن ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير ، سمع جابرا يقول : أكلنا زمن خيبر لحوم الخيل وحمر الوحش ، ونهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكل الحمار الأهلي .

فعاد ما روي عن جابر في حل لحوم الخيل إلى رواية محمد بن علي بن حسين وعطاء وأبي الزبير ذلك عنه .

فقال قائل : فقد روي عن جابر بن عبد الله ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ما يخالف ذلك .

3064 - فذكر ما قد حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : حدثنا عاصم بن علي ، قال : حدثنا عكرمة بن عمار ، عن يحيى بن أبي كثير ، [ ص: 69 ] عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن جابر بن عبد الله ، قال : لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة ، فأخذوا الحمر الأهلية فذبحوها ، وملؤوا منها القدور ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكفأنا يومئذ القدور ، وقال : إن الله عز وجل سيأتيكم برزق هو أحل من هذا وأطيب ، فكفأنا يومئذ القدور وهي تغلي فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمر الإنسية ، ولحوم الخيل والبغال ، وكل ذي ناب من السباع ، وكل ذي مخلب من الطير ، وحرم المجثمة والخليسة والنهبة .

[ ص: 70 ] فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن أهل الحديث يضعفون حديث عكرمة عن يحيى ، ولا يجعلونه فيه حجة ، كذلك قال غير واحد منهم ، ولو كان فيه حجة لكان خلاف محمد بن علي بن حسين ، وعطاء بن أبي رباح ، وأبي الزبير ، عن جابر له في ذلك ، عن يحيى ، عن أبي سلمة ، عن جابر ، أولى مما رواه فيه يحيى ، عن أبي سلمة ، عن جابر ؛ لأن ثلاثة أولى بالحفظ من واحد ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية