صفحة جزء
[ ص: 309 ] 524 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : قفلة كغزوة

3261 - حدثنا عبد الملك بن مروان الرقي ، قال : حدثنا حجاج بن محمد ، عن الليث بن سعد ، قال : حدثني حيوة بن شريح الكندي ، عن شفي الأصبحي ، عن عبد الله بن عمرو ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : قفلة كغزوة .

هكذا حدثناه عبد الملك ولم يذكر فيه بين حيوة وبين شفي أحدا .

3262 - وأما إسماعيل بن إسحاق الكوفي فحدثناه قال : حدثنا محمد بن رمح ، قال : حدثنا الليث بن سعد ، عن حيوة بن شريح ، عن ابن شفي ، عن أبيه ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله .

[ ص: 310 ] قال أبو جعفر : وابن شفي هذا : هو حسين بن شفي ،

كما حدثنا الربيع بن سليمان الجيزي ، وفهد ، قالا : حدثنا سعيد بن كثير بن عفير ، [ ص: 311 ] قال : حدثنا نافع بن يزيد ، عن حيوة بن شريح ، عن حسين بن شفي ، عن أبيه ، قال : في الجنة نهر زيت .

قال أبو جعفر : وشفي : هو ابن ماتع ، سمعت يحيى بن عثمان يقول : كان شفي ابن امرأة تبيع ، وكان تبيع ابن امرأة كعب .

فتأملنا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : قفلة كغزوة ، فوجدناه محتملا أن يكون موصولا بكلام قد تقدمه لم يحضره عبد الله بن عمرو من رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو - والله أعلم - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن قوم قفلوا - لخوفهم أن يكر عليهم من عدوهم من هو أكثر عددا منهم - إلى نبيهم صلى الله عليه وسلم ليزيد في عددهم ما يقوون به على قتال عدوهم ، ثم يكرون على عدوهم غازين له وكان ذلك فرضهم ، وكان عبد الله بن عمرو فيما فاته من ذلك وفيما أدركه منه كالذي حدثت عنه عائشة رضي الله عنها أنه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : الشؤم في ثلاث ؛ في المرأة والفرس والدار ، فطارت شقة منها في السماء ، وشقة في الأرض ، وقالت : والله ما هكذا قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإنما قال : أهل الجاهلية كانوا يقولون ذلك .

وكزيد بن ثابت لما بلغه عن رافع بن خديج رضي الله عنه من [ ص: 312 ] ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن المزارعة ، قال : أنا أعلم بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عنها من رافع ، وإنما اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم فيها ، فقال : إن كان هذا شأنكم ، فلا تكروا المزارع ، فسمع رافع قوله : لا تكروا المزارع ، ولم يسمع ما كان منه قبل ذلك ، وقد ذكرنا حديث عائشة وحديث زيد بن ثابت فيما تقدم منا في كتابنا هذا ، والله نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية