[ ص: 166 ]  564 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناقة التي لعنتها صاحبتها من قوله لها : خلي عنها ، فإنها ملعونة 
 3537  - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى  ، قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16472عبد الله بن وهب  ، قال : أخبرني 
 nindex.php?page=showalam&ids=15627جرير بن حازم  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12341أيوب  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12134أبي قلابة  ، عن 
أبي المهلب  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=711363كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم ، فلعنت امرأة ناقتها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذوا متاعكم عنها ; فإنها ملعونة . قال عمران   : فكأني أنظر إليها ناقة ورقاء  .  
[ ص: 167 ] فسأل سائل عن المعنى الذي أمرت به مالكة هذه الناقة بتخليتها للعنها إياها . 
 3538  - حدثنا 
علي بن شيبة  ، قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون  ، قال : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16043سليمان التيمي  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12081أبي عثمان النهدي  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=88أبي برزة   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=102483أن جارية بينا هي على بعير أو راحلة عليه بعض متاع القوم ، فأتت على جبل فتضايق بها الجبل ، فأتى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبصرته ، فجعلت تقول : حل ، اللهم العنه ، حل ، اللهم العنه . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من صاحب الجارية ؟ لا يصحبنا بعير أو راحلة عليها لعنة من الله ، أو كما قال . 
فكان جوابنا له في ذلك بتوفيق الله عز وجل وعونه : أن اللعن في  
[ ص: 168 ] كلام العرب هو الطرد والإبعاد ، ومنه قول الله عز وجل : أولئك الذين يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . فكان لعنة الله عز وجل إياهم طردهم عنه وإبعادهم منه . 
كما حدثنا 
ولاد النحوي  ، قال : حدثنا 
المصادري  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12078أبي عبيدة معمر بن المثنى   : 
لعنهم الله . أي : أطردهم الله وأبعدهم ، يقال : ذئب لعين ; أي : مطرود  . قال 
شماخ بن ضرار   : 
ذعرت به القطا ونفيت عنه مقام الذئب كالرجل اللعين 
فكان قولها ذلك - أعني لعنها الله - لناقتها ; أي : أطردها الله وأبعدها على وجه الدعاء منها عليها بذلك ، فيحتمل أن يكون ذلك وافق منها وقتا ينيل الله عز وجل فيه عطاءه ، فلما سألته تلك المرأة ذلك في ناقتها ، أجابها فيها ، فصارت به ملعونة ; أي : مطرودة مباعدة ، لا لمعنى من المعاني حل بالناقة من عقوبة لها ; إذ كانت لا ذنب لها  
[ ص: 169 ] فيما كان من مالكتها فيها ، وعادت العقوبة في ذلك والذم عليه على المرأة التي كانت منها اللعنة ، فمنع رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تصحبه ناقة قد جعلها الله عز وجل مطرودة ، وكان في ذلك منع صاحبتها من الانتفاع بها في المستأنف لإجابة الله عز وجل إياها فيها بما دعته عليها ، ولما عادت مطرودة من الله عز وجل منع رسول الله صلى الله عليه وسلم من صحبتها إياه ; لأن صحبتها إياه ضد للطرد الذي أحلها الله عز وجل به ، وأصارها إليه ، وقد دل على ما ذكرنا من اللعن أنه الدعاء . 
 3539  - ما قد حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13529الحسين بن نصر البغدادي  ، 
وسعيد بن مروان الأزدي أبو عثمان  ، قالا : حدثنا 
مهدي بن جعفر  ، قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15667حاتم بن إسماعيل  ، عن 
أبي حزرة المدني يعقوب بن مجاهد  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16293عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت  ، قال : أتينا 
 nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله  ، فحدثنا قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=662336سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة بواط ، وهو يطلب المجدي بن عمرو الجهني  ، فكان الناضح يعتقبه منا الخمسة والستة والسبعة ، فدارت عقبة  رجل من الأنصار على ناضح له ، فركبه ، ثم بعثه ، فتلدن عليه بعض التلدن ، فقال : شأ ! لعنك الله ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من هذا اللاعن بعيره ؟ قال : أنا يا رسول الله . قال : انزل عنه ، لا يصحبنا ملعون ، لا تدعوا على أنفسكم ، ولا تدعوا على أولادكم ، ولا تدعوا على أموالكم ; فيوافق من الله عز وجل ساعة نيل ، فيها عطاء ، فيستجيب لكم  .  
[ ص: 170 ]  [ ص: 171 ] قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14695أبو جعفر   : فرد ما في هذا الحديث إلى الدعاء ، فدل ذلك أن اللعن الذي كان من المرأة لناقتها في حديث 
عمران  كان دعاء منها عليها وافقت فيه ساعة ينال من الله عز وجل عطاءه لمن سأله فيها ، فأجابها في دعائها على ناقتها فيما دعت به عليها . 
وفي حديث 
جابر  مثل ذلك في الرجل اللاعن بعيره ، وكانت الناقة في حديث 
عمران  ، والناضح في حديث 
جابر  ، بحالهما الذي كانا عليه قبل أن يكون من مالكيهما فيهما ما كان ; إذ لا ذنب لهما كان في ذلك ، وعادت العقوبة بما كان من مالكيهما على مالكيهما ، فحرما بذلك المنافع التي كانا يصلان إليها من الناقة ومن الناضح اللذين كانا لهما ، وعاد ذلك تخفيفا عن الناقة والناضح من الحمولة عليهما ، والركوب من مالكيهما إياهما ، والله نسأله التوفيق . 
وقد روي عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة  في هذا الباب مثل الذي رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=40عمران بن حصين  فيه . 
 3540  - كما قد حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15397أحمد بن شعيب  ، قال : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16818قتيبة بن سعيد  ، قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15124الليث بن سعد  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17000ابن عجلان  ، عن 
أبيه  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=102484بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه ; إذ لعن رجل منهم بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من اللاعن بعيره ؟ فقال رجل : أنا يا رسول الله . قال : فأخره عنا ، فقد أوجبت  .  
[ ص: 172 ] فكان في هذا الحديث إخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم لاعن بعيره المذكور فيه أنه قد أوجب ، فكان ذلك بمعنى أنه كان منه الدعاء الذي أجيب فيه ، فوجبت به اللعنة وهي الطرد في البعير الذي لعنه ، فعاد معنى هذا الحديث إلى معنى حديث 
عمران  ، وزاد عليه الإيجاب الذي دل عليه حديث 
جابر  الذي ذكرنا ، والله نسأله التوفيق .