1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن
صفحة جزء
[ ص: 329 ] 582 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله : من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن

3708 - حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : حدثنا أحمد بن الحجاج المروزي ، قال : أخبرنا عبد الله بن المبارك ، قال : أخبرنا محمد بن سوقة ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر ، أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية ، فقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا مقامي هذا فيكم ، فقال : استوصوا بأصحابي خيرا ، ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب ، حتى إن الرجل ليبدأ بالشهادة قبل أن يسألها ، وباليمين قبل أن يسألها ، فمن أراد منكم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة ، فإن الشيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، ولا يخلون أحدكم بامرأة ; فإن الشيطان ثالثهما ، ومن سرته حسنته ، وساءته سيئته ، فهو مؤمن . هكذا حدثنا محمد بن علي هذا الحديث ، فقال فيه : بحبوحة الجنة . قال : وقال عبد الله ، وقال غيره - كأنه يعني غير محمد بن سوقة - : بحبحة الجنة .

[ ص: 330 ]

3709 - حدثنا فهد بن سليمان ، قال : حدثنا عبدة بن سليمان بمصر ، قال : أخبرنا ابن المبارك ، قال : أخبرنا محمد بن سوقة ، ثم ذكر بإسناده مثله ، غير أنه قال : بحبحة الجنة .

3710 - حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا موسى بن إسماعيل ، قال : حدثنا حماد بن سلمة ، عن عبد الله بن المختار ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الزبير ، عن عمر بن الخطاب ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من ساءته سيئته ، وسرته حسنته فهو مؤمن .

[ ص: 331 ] قال أبو جعفر : هكذا روى حماد هذا الحديث ، عن عبد الله بن المختار ، عن عبد الملك بن عمير ، عن ابن الزبير ، لم يذكر فيه بينهما أحدا .

وقد رواه أبو عوانة كذلك أيضا .

3711 - حدثنا إبراهيم بن أبي داود ، قال : حدثنا مسدد ، قال : حدثنا أبو عوانة ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الزبير ، ثم ذكر مثله ، إلا أنه قال : استوصوا بأصحابي .

ورواه أيضا كذلك قزعة بن سويد الباهلي .

3712 - حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا شيبان بن فروخ ، قال : حدثنا قزعة بن سويد الباهلي ، قال : سمعت عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الزبير ، قال : خطبنا عمر بن الخطاب ، ثم ذكر مثله .

ورواه أيضا كذلك معمر بن راشد .

3713 - حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا محمد بن رافع ، [ ص: 332 ] عن عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الزبير ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قام بالجابية خطيبا ، ثم ذكر مثله .

ورواه كذلك أيضا يونس بن أبي إسحاق ، عن عبد الملك بن عمير .

3714 - حدثنا أحمد بن شعيب ، قال : أخبرنا عبد الله بن محمد بن تميم ، وإبراهيم بن الحسن ، قالا : حدثنا حجاج - وهو ابن محمد - ، قال : حدثنا يونس بن أبي إسحاق ، عن عبد الملك بن عمير ، عن عبد الله بن الزبير ، عن عمر ، ثم ذكر مثله .

ورواه أيضا كذلك الحسين بن واقد ، عن عبد الملك بن عمير ، وزاد فيه سماع عبد الملك إياه من عبد الله بن الزبير .

3715 - كما حدثنا أحمد بن عبد المؤمن المروزي ، قال : حدثنا علي بن الحسن بن شقيق ، قال : حدثنا الحسين بن واقد ، قال : حدثنا [ ص: 333 ] عبد الملك بن عمير ، قال : سمعت عبد الله بن الزبير يخطب ، قال : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب ، ثم ذكر مثله سواء .

وقد رواه أيضا شيبان النحوي ، عن عبد الملك بن عمير ، فأدخل بينه وبين ابن الزبير رجلا لم يسمه .

3716 - حدثنا أبو أمية ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى العبسي ، قال : حدثنا شيبان وهو النحوي ، عن عبد الملك بن عمير ، عن رجل سمع عبد الله بن الزبير ، قال : خطب عمر بن الخطاب بالشام ، ثم ذكر مثله .

غير أنا وجدنا هذا الحديث من رواية عبيد الله بن عمرو الرقي ، عن عبد الملك بن عمير بتسمية الرجل الذي بينه وبين ابن الزبير في هذا الحديث ، وأنه مجاهد .

3717 - كما حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا عبد الحميد بن موسى ، قال : حدثنا عبيد الله بن عمرو ، عن عبد الملك بن عمير ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن الزبير ، [ ص: 334 ] عن عمر بن الخطاب ، أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب الناس فقال : يا أيها الناس ، من أراد بحبحة الجنة ، فليلزم الجماعة ; فإن الشيطان مع الفرد ، وهو من الاثنين أبعد ... ولم يذكر بقية الحديث .

فاحتمل أن يكون الذي كان عند عبد الملك ، عن مجاهد ، عن أبي الزبير ، عن عمر هو ما في الحديث خاصة ، وما عنده من بقية هذا الحديث ، عن مجاهد ، أو عن غيره ، عن ابن الزبير ، والله أعلم بحقيقة الأمر في ذلك .

ثم وجدنا إسرائيل بن يونس قد روى هذا الحديث عن عبد الملك عن جابر بن سمرة ، لا عن عبد الله بن الزبير .

3718 - كما حدثنا بكار بن قتيبة ، قال : حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير ، قال : حدثنا إسرائيل ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير ، قال : حدثنا جابر بن سمرة ، قال : خطبنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالجابية ، فقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقامي فيكم اليوم ، فقال : أحسنوا إلى أصحابي ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ، ثم يفشو الكذب حتى يشهد الرجل على الشهادة لا يسألها ، وحتى يحلف الرجل على اليمين لا يستحلف ، فمن سره بحبحة الجنة فليلزم الجماعة ; فإن الشيطان مع الفذ ، وهو من الاثنين أبعد ، لا يخلون رجل بامرأة ; فإن الشيطان ثالثهما ، فمن [ ص: 335 ] سرته حسنته ، وساءته سيئته ، فهو مؤمن .

ورواه كذلك أيضا جرير بن حازم عن عبد الملك .

3719 - حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا وهب بن جرير ، قال : حدثنا أبي ( ح ) ، وكما حدثنا يزيد بن سنان ، قال : حدثنا حبان بن هلال ، قال : حدثنا جرير بن حازم ، قال : حدثنا عبد الملك بن عمير ، قال : حدثنا جابر بن سمرة قال : خطبنا عمر رضي الله عنه ، فقال : قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر مثله .

ثم وجدنا أبا المحياة يحيى بن يعلى التيمي قد روى هذا الحديث عن عبد الملك بن عمير ، عن قبيصة بن جابر .

[ ص: 336 ]

3720 - كما حدثنا روح بن الفرج ، قال : حدثنا يوسف بن عدي ، قال : حدثنا أبو المحياة يحيى بن يعلى ، عن عبد الملك بن عمير ، عن قبيصة بن جابر ، قال : خطبنا عمر رضي الله عنه ، ثم ذكر هذا الحديث .

قال أبو جعفر : فتأملنا هذا الحديث لنقف على ما فيه من قول النبي صلى الله عليه وسلم : من سرته حسنته وساءته سيئته ، فهو مؤمن إن شاء الله ، فكان قوله : من سرته حسنته محتملا أن يكون : من سرته حسنته ; إذ كان يرجو قبول الله عز وجل إياها منه ، وقوله : من ساءته سيئته ; إذ كان يخاف عقوبة الله عز وجل إياه عليها إيمانا ; لأن من رجا من الله عز وجل مثل الذي رجاه ، وخاف منه مثل الذي خافه على الأحوال المحمودة التي وصف الله عز وجل بها أهل الحمد من خلقه بقوله : أولئك الذين يدعون يبتغون إلى ربهم الوسيلة أيهم أقرب ويرجون رحمته ويخافون عذابه . ومن كان كذلك في الرجاء من الله والخوف منه كان مؤمنا ، والله عز وجل نسأله التوفيق .

التالي السابق


الخدمات العلمية