[ ص: 145 ]  672 - باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من قوله في الأعمى : " اذهبوا بنا نعود ذلك البصير " 
 4356  - حدثنا 
محمد بن خزيمة  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14385إبراهيم بن بشار الرمادي  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16666عمرو بن دينار  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16932محمد بن جبير بن مطعم  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=67أبيه  أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=933320اذهبوا بنا إلى بني واقف   ; نعود ذلك البصير ، وكان محجوب البصر  .  
[ ص: 146 ] فتأملنا هذا الحديث لنقف على المعنى الذي من أجله ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل بالبصير وهو محجوب البصر ، وقد ذكر الله عز وجل من هو مثله في كتابه بالعمى ، فمن ذلك قوله تعالى : 
ليس على الأعمى حرج ، وقوله : 
عبس وتولى أن جاءه الأعمى  [ عبس : 1 ] ، وقوله : 
وما أنت بهادي العمي عن ضلالتهم ، وقوله : 
أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون ، فوجدنا الله تعالى قد ذكر من به العمى بغير ذلك ، فقال : 
فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ، فكان في ذلك ما قد دل على أن الأعمى قد يقال له : بصير لبصره بقلبه ما يبصره به ، وإن كان محجوب البصر ، فدل ذلك أنه جائز أن يوصف بالعمى الذي يبصر ، وجائز أن يوصف بالبصر الذي في قلبه ، فذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الرجل بأحسن أمريه وإن كان له أن يذكره بالآخر منهما . والله نسأله التوفيق .