1. الرئيسية
  2. شرح مشكل الآثار
  3. باب بيان مشكل كيفية القسامة كيف كانت مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه
صفحة جزء
[ ص: 522 ] 718 - باب بيان مشكل كيفية القسامة كيف كانت مما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه

4587 - حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب أن مالكا أخبره ، عن يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار أنه أخبره أن عبد الله بن سهل الأنصاري ومحيصة بن مسعود خرجا إلى خيبر ، فتفرقا في حوائجهما ، فقتل عبد الله بن سهل ، فبلغ محيصة ، فأتى هو وأخوه حويصة وعبد الرحمن بن سهل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهب عبد الرحمن ليتكلم لمكانه من أخيه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : كبر كبر " ، فتكلم حويصة ومحيصة ، فذكرا شأن عبد الله بن سهل ، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تحلفون خمسين يمينا ، وتستحقون قاتلكم أو صاحبكم " ، قالوا : يا رسول الله ، لم نشهد ولم نحضر . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفتبرئكم يهود بخمسين يمينا ؟ " قالوا : يا رسول الله ، كيف نقبل أيمان قوم كفار ؟ قال مالك : قال يحيى بن سعيد : فزعم بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وداه من عنده .

[ ص: 523 ] هكذا روى مالك هذا الحديث عن بشير ولم يتجاوزه إلى غيره ، وقد رواه غيره فتجاوز به إلى سهل بن أبي حثمة .

4588 - كما حدثنا يونس ، حدثنا سفيان ، عن يحيى بن سعيد ، سمع بشير بن يسار ، عن سهل بن أبي حثمة قال : وجد عبد الله بن سهل قتيلا في قليب من قلب خيبر ، فجاء أخوه عبد الرحمن بن سهل وعماه محيصة وحويصة ، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذهب عبد الرحمن ليتكلم ، فقال النبي [ ص: 524 ] عليه السلام : الكبر الكبر " ، فتكلم أحد عميه ، إما حويصة وإما محيصة ، فكلم الكبير منهما ، قال : يا رسول الله ، إنا وجدنا عبد الله بن سهل قتيلا في قليب من قلب خيبر ، وذكر عداوة يهود لهم ، قال : " أفتبرئكم يهود بخمسين يمينا : إنهم لم يقتلوه ؟ " قالوا : كيف نرضى بأيمانهم وهم مشركون ؟ قال : " فيقسم منكم خمسون : إنهم قتلوه " قالوا : كيف نقسم على ما لم نر ؟ فوداه رسول الله صلى الله عليه وسلم من عنده .

ففي هذا الحديث تبرئة رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود في الأيمان ، وهذا خلاف ما في حديث مالك ، غير أن أكثر الناس رووه على موافقة مالك فيه . فممن رواه كذلك بشر بن المفضل .

4589 - كما حدثنا أحمد بن داود قال : حدثنا مسدد قال : حدثنا بشر بن المفضل ، عن يحيى بن سعيد ، عن بشير بن يسار ، [ ص: 525 ] عن سهل بن أبي حثمة قال : انطلق عبد الله بن سهل ومحيصة بن مسعود بن زيد إلى خيبر ، وهي يومئذ صلح ، فتفرقا في حوائجهما ، فأتى محيصة على عبد الله بن سهل وهو يتشحط في دمه ، فدفنه ، ثم قدم المدينة ، فانطلق عبد الرحمن بن سهل وحويصة ومحيصة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم ذكر بقية حديث مالك .

فقال قائلون : هكذا القسامة على ما [ في ] حديث مالك وبشر بن المفضل ، يبدأ فيها أولياء الدم .

وخالفهم في ذلك آخرون ، فقالوا : بل يبدأ فيها بالموجود ذلك القتيل بين ظهرانيهم على ما في حديث ابن عيينة ، وفي حديث أبي سلمة وسليمان عن رجال من الأنصار الذي ذكرنا في الباب الذي قبل هذا الباب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ليهود بدأ بهم : " يحلف منكم خمسون " ، فهذا مخالف لحديث بشير ، وهو أولى منه لجلالة قدر رواة هذا الحديث على رواة حديث يحيى بن سعيد ، مع أنا قد وجدنا حديث بشير قد روي عنه بخلاف ما رواه عنه يحيى بن سعيد .

[ ص: 526 ]

4590 - كما قد حدثنا فهد ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سعيد بن عبيد الطائي ، عن بشير بن يسار أن رجلا من الأنصار يقال له : سهل بن أبي حثمة ، أخبره أن نفرا من قومه انطلقوا إلى خيبر ، فتفرقوا فيها ، فوجدوا أحدهم قتيلا ، فقالوا للذين وجدوه عندهم : قتلتم صاحبنا ؟ قالوا : والله ما قتلنا ولا علمنا له قاتلا ، فانطلقوا إلى نبي الله صلى الله عليه وسلم ، فقالوا : يا نبي الله ، انطلقنا إلى خيبر ، فوجدنا أحدنا قتيلا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : الأكبر الأكبر ، فقال لهم : " تأتون بالبينة على من قتل " ، قالوا : ما لنا بينة . قال : " فيحلفون لكم " ، قالوا : لا نرضى بأيمان اليهود ، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يطل دمه ، فوداه بمائة من إبل الصدقة .

قال أبو جعفر : ففي هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما جعل الأيمان في هذا المعنى على اليهود الموجود ذلك القتيل فيهم ، لا على أولياء ذلك القتيل ، وقد شد ذلك حديث أبي سلمة وسليمان على ما رويناه من قضاء عمر على الحارث بن الأزمع وقومه ، وهذا عندنا مما لا يسع خلافه .

التالي السابق


الخدمات العلمية